ارشيف من : 2005-2008
فرنسا تدق طبول الحرب الأميركية على إيران
الفرنسي برنارد كوشنير، وفيه تهديدات بالحرب على إيران، والذي أثار موجة فرنسية وعالمية من الانتقادات وصلت إلى حد سخرية وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين من تصريحات كوشنير عندما نصحه باتباع سياسة أكثر ذكاء مع إيران.
فيدرين الذي كان يحاضر في نادي الصحافة الأجنبية في باريس حول التقرير الذي قدمه للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والذي تناول الخطوط الإستراتيجية للسياسة الخارجية الفرنسية نصح أميركا والغرب بالتعامل مع إيران بطريقة أكثر ذكاء، طالبا من الدول الغربية التفاوض مع إيران التي يمتلكها قلق مشروع حول أمنها القومي، مقترحا حلا على طريقة هنري كيسينجر في سياسته التي اتبعها مع الصين في سبعينيات القرن الماضي، منتقدا الدعوات لحلول عسكرية ضد إيران، وخصوصا أن أميركا لم تخرج حتى الآن من المستنقع العراقي.
وفي معرض رده على سؤال لـ"الانتقاد" حول تصريحات كوشنير قال فيدرين إن هناك في الطبقة السياسية الفرنسية مجموعة ذات توجهات أطلسية وغربية، مضيفا أن هذه المجموعة تسعى إلى تغيير السياسة الفرنسية، وأن أكبر تعبير على ذلك يمكن ترجمته بمحاولات هؤلاء للعودة بفرنسا إلى الحلف الأطلسي.
من ناحية ثانية قالت مصادر في الخارجية الفرنسية لـ"الانتقاد" إن التصعيد مع إيران لن يكون له أية آثار سلبية على الجهود الفرنسية في لبنان بسبب عدم ترابط الملفين.
في هذه الأثناء وحسب مصادر في العاصمة الفرنسية فإن التصعيد الفرنسي ضد إيران تم التوافق عليه بين بوش وساركوزي خلال الصيف الماضي في أميركا حيث أمضى الرئيس الفرنسي عطلته الصيفية قريبا من مزرعة بوش. وتضيف المصادر أن ساركوزي اتفق مع بوش على دعم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط خصوصا في ملفات إيران والعراق وأفغانستان، وأوضحت المصادر نفسها أن أولى بوادر هذا الحلف الجديد ظهرت في زيادة عدد جنود الوحدة الفرنسية في أفغانستان وفي نقل خمس طائرات فرنسية من دوشنبيه إلى القاعدة الجوية الأميركية في أفغانستان.
أما بخصوص تصريحات كوشنير فاعتبرت هذه المصادر أن ساركوزي هو الأساس في هذه السياسة، وانه يتكلم عبر وزرائه في هذه المسائل حتى يدع لنفسه مجالاً للمناورة في حال حصول انعكاسات سلبية للسياسة المؤيدة لأميركا التي تريد باريس اتباعها في مناطق كثيرة من العالم، وخصوصا في الشرق الوسط وأفريقيا.
وذكرت المصادر أن اتفاقا حصل بين ساركوزي وكوشنير عندما تولى الأخير حقيبة الخارجية وخلاصة الاتفاق تقول إن كوشنير يتولى ملفات لبنان وكوسوفو ودارفور، فيما يتولى ساركوزي شخصيا ملفات الشرق الأوسط وإيران والعراق.
وفيما تتفاعل أصداء تصريحات كوشنير الأخيرة فإن الموقف الفرنسي على المحك في النهج الفرنسي الرافض للبرنامج النووي الإيراني، وخصوصا أن الظروف في منطقة الشرق الأوسط لم تتغير، وبإمكان الإيرانيين سؤال الفرنسيين لماذا السلاح النووي الإسرائيلي والباكستاني مقبول لديكم؟ ومن ثم ماذا عن سلاحكم النووي؟ لقد استعملت أميركا السلاح النووي مرتين ضد الإنسانية، وقد أثبتت التجارب أن أياديكم ليست أمينة.
الانتقاد/ العدد 1233 ـ 21 أيلول/ سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018