ارشيف من :آراء وتحليلات

الرياض تسعى لإعادة احياء المحور السوري المصري السعودي

الرياض تسعى لإعادة احياء المحور السوري المصري السعودي

باريس ـ نضال حمادة

تبدلت الأحوال  السياسية في منطقة الشرق الأوسط وكذلك المواقف والسياسات المرحلية التي بنيت على افتراضات السيطرة الأميركية الآتية برياح التغيير للعالمين العربي والإسلامي. من يسمع أخبار المسؤولين السعوديين عبر الوفود الفرنسية أوالشخصيات العربية التي تلتقيهم هذه الأيام، يلمس حجم التحول الكبير في مسار سياسة العائلة المالكة التي أرادت يوماً ما اسقاط النظام في سوريا وإنهاء المقاومة في لبنان وفلسطين وكبح الصعود الإيراني على الساحة الدولية.

كل هذه السياسة كانت بنيت على فرضية الاعتماد على الماكينتين العسكرية الأميركية ـ الإسرائيلية وعلى حلفاء الرياض وواشنطن في لبنان وسوريا والتي تبين لاحقاً أنها جوفاء حسب قول مسؤول سعودي لشخصية عربية معروفة دعيت لمهرجان الجنادرية السنوي.

ونقلت الشخصية السياسية والحقوقية العربية عن مسؤولين سعوديين قولهم أن المملكة السعودية تسعى حاليا لإعادة إحياء المحور الثلاثي (السوري ـ السعودي ـ المصري) الذي تولى إدارة الملفات العربية الشائكة عقب حرب عاصفة الصحراء في تسعينيات القرن الماضي، وأن الرياض تنتظر تغييرا في مصر بسبب يأسها من إقناع الرئيس المصري حسني مبارك بالتواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت هذه الشخصية عن مسؤول في القصر الملكي السعودي قوله "إن السعودية رأت في الابتعاد عن سوريا إضعافاً لدورها، وهي تريد إحياء هذا المحور على قاعدة التوافق الكامل حول القضايا العربية". وأضافت "أن ثمة رغبة في إعادة مستوى التنسيق مع الرئيس بشار الأسد كما كان على عهد والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. خصوصا في مجال العلاقة مع إيران والتعامل مع حزب الله وحماس، حيث تقول السعودية أن الرئيس الأسد الأب كان يقيم علاقة جيدة مع إيران وفي الوقت نفسه احتفظ بعلاقة جيدة مع الرياض والقاهرة، وهي أي السعودية تحبذ العودة إلى هذه العلاقة.
 
وتؤكد الشخصية العربية نقلاً عن المسؤولين السعوديين قناعتهم بأن دمشق لن تترك تحالفها مع طهران، وهم أعربوا عن أملهم بأن تلعب دمشق دور الوسيط لتعزيز التواصل مع طهران وقياداتها لمعرفة توجهاتهم عبر السوريين بدلاً من معرفتها عبر الأميركيين.

وفي السياق، يأتي ملف العلاقات مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين ضمن الاستراتيجية السعودية لاعادة احياء المحور الثلاثي، وتنقل الشخصية العربية  إياها عن المسؤولين السعوديين تصورهم بأن القضايا التي تتعلق بدعم وتسليح حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية يجب أن يكون ضمن سياسة توافقية بين الدول الثلاث وأنه يتوجب أن لا يستمر ضمن سياسة دولة معينة.

وفي حديثها عن لبنان تنقل الشخصية العربية عن المسؤولين في المملكة امتعاضهم من قوى الرابع عشر من آذار وخيبة أملهم لتبديد الدعم المالي والسياسي الذي قدمته الرياض لهم طيلة السنوات الماضية. وتختم الشخصية أياها نقلاً عن المسؤولين السعوديون بأن الأموال التي تقدم لهذه المجموعات يمكن أن تقدم لدمشق في حال عودة التعاون ضمن المحور الثلاثي القديم".

2010-05-13