ارشيف من : 2005-2008
لقاء وطني في "الاونيسكو" تضامنا مع الاسرى الكوبيين في السجون الاميركية
الولايات المتحدة الاميركية وهم: انطونيو رودريغز، جيراردو هونانديز نورديل، رامون لابانيونو سالازار، رينيه غونزاليز سيهريرت، فرناندو غونزليز لورت، وهم مسجونون منذ 12 ايلول 1998، بشكل غير قانوني وتعسفي لمدة تتراوح بين 15 عاما والمؤبد.
وشارك في اللقاء التضامني النائبان السابقان نجاح واكيم وزهير العبيدي، سفير كوبا داريو دي اورا توريانتي وفاعليات سياسية ونقابية وثقافية واجتماعية وتربوية وممثلون عن الاحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
وقرر المتضامنون تشكيل لجنة تضامن مع الكوبيين المعتقلين. وتنظيم اللقاءات والندوات والتجمعات من اجل المطالبة باطلاقهم ومعاملتهم بصفتهم مسجونين سياسيين واظهار تأييد مختلف شرائح المجتمع في لبنان وقواه السياسية والشعبية والنقابية لهذه القضية.
بكداش
استهل اللقاء بالنشيدين اللبناني فالكوبي، ثم القى رئيس "حركة الوفاء" هادي بكداش كلمة اعتبر فيها: "ان لقاء اليوم في مدينة البطولة، مدينة بيروت العريقة مدينة العروبة والتضامن والتكافل، منذ ان نشأت حتى تصديها المستمر والبطولي للعدوان الصهيوني، هو في رأينا المكان الامثل لتكريم خمسة مناضلين كوبيين التحموا في نضالهم مع اخوتهم الشباب اللبنانيين والفلسطينيين المقاومين بلا كلل ضد المخططات العدوانية والتخريبية الصهيونية والامبريالية.
وشرح بكداش قضية الكوبيين وسجنهم "ظلما من قبل المحاكم الاميركية، في اطار محاكمة جائرة وقعت تحت تأثير الاوساط الاكثر رجعية في الجالية الكوبية- الاميركية المقيمة في ميامي. وحتى محكمة الاستئناف في اتلانتا كانت قد اصدرت حكما في اعتبار المحاكمة ملغاة وطالبت بنقل المحكمة الى ولاية اخرى لا تتأثر بآراء الكوبيين المعادين للثورة الكوبية. ومع ذلك فالرفاق ما زالوا قابعين في زنازين الولايات المتحدة دون ان يطرأ اي تعديل على ظروف اعتقالهم".
وقال: "لا يحق للولايات المتحدة الاميركية بتاتا ان تشن حربا على الارهاب بينما هي تمارس الارهاب ضد بلدان مثل كوبا، ولا تتوانى عن دعم مجازر عنيفة، مقيتة وهمجية مثل ما تفعل حليفتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني".
واعلن بكداش عن "تشكيل لجنة التضامن لتحرير المعتقلين الكوبيين الخمسة من سجون الولايات المتحدة، وهي ستبقى مفتوحة امام الجميع للتضامن مع المقاومين الكوبيين الخمسة المعتقلين وبصورة منافية لابسط حقوق الانسان في السجون الاميركية ومحاكمتهم صوريا بتهمة الارهاب، مماثلة لمحاكمات العدو الاسرائيلي في حق المقاومين المعتقلين، وللدفاع عن حقوقهم الانسانية العادلة، ووقف الاحكام الجائرة والمخالفة لكل الاعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، والدعوة الى الافراج الفوري عنهم. وستقوم اللجنة بتحضير برنامج تضامني حول الموضوع".
سفير كوبا
بعدها القى السفير توريانتي كلمة حيا فيها مبادرة اطلاق لجنة تضامن اخرى مع المعتقلين الكوبيين. ورأى ان هذا الجهد يأخذ بعدا آخر وقيمة اكبر عندما نأخذ في الاعتبار انه وبالرغم من الظروف الصعبة والاستثنائية التي يجتازها لبنان منذ حوالى ثلاث سنوات، حيث نراه يواصل مقاومته لعدو غاشم بينما يعاني في الوقت ذاته من صراع داخلي متواصل يهدد سيادة واستقلال البلاد، "كان لديكم بالرغم من ذلك، القدرة والاستعداد للقيام بهذا العمل التضامني مع شعبنا الكوبي وقضيته وابطاله الخمسة".
وقال: "ان مجموعة العمل الخاص بالاعتقالات التعسفية والاعتباطية التابعة للامم المتحدة قد اعتبرت في عام 2004 اعتقال الشبان الخمسة اعتباطيا ولا مبرر له ومحكمة الاستئناف في اطلنتا ابطلت المحاكمة واعادتها من جديد وما تزال تلح على الحكومة الاميركية بتدقم ادلة على تآمر المعتقلين الكوبيين الخمسة على الامن القومي للولايات المتحدة، تلك الحكومة التي عجزت في العشرين من شهر آب الماضي وتحديدا في الجلسة الاخيرة للمحكمة، من تقديم اي دليل من شأنه اثبات صحة التهم التي انزلت بموجبها تلك الاحكام الجائرة بحق هيراردو وانطونيو وفرناندو ورامون ورينيه".
واضاف: "من اجل ذلك، ومع بداية العام العاشر لاعتقالهم، فإن كوبا واصدقاءها في العالم، يحيون الحملة العالمية للتضامن مع الاسرى الكوبيين الخمسة الابطال، ويطالبون باطلاقهم فورا، وفي انتظار ذلك، نطالب بالسماح لزوجتي هيراردو ورينيه، ادريانا واولغا، بحقهما القانوني بزيارة زوجيهما حيث انهما لم يحصلا على هذا الحق القانوني منذ تاريخ الاعتقال".
واعلن السفير توريانتي "انه في 30 تشرين الاول سوف تصوت الام المتحدة كما جاءت تفعل منذ عام 1992 على القرار الذي يطالب بوضع حد فوري للحصار الجائر والمستكبر الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا. فمن على هذا المنبر"، مناشدا جميع الشعوب الحرة والابية في العالم للتضامن مع شعبنا الصابر والمقاوم في وجه هذا الحصار منذ سبعة واربعين عاما".
واعرب عن تضامنه مع جميع الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وفي مقدمهم عميد الاسرى سمير القنطار "الذي قصر المسافة التي تفصل بينه وبين رفاقنا الخمسة من خلال تبادلهم الرسائل الرائعة والمفعمة بالصمود والمقاومة والارادة الفولاذية والانسانية، وكذلك مع احد عشر الف اسير من ابناء الشعب الفلسطيني البطل".
وتمنى "للشعب اللبناني كل العزة والوفاق والوحدة والتآخي والسلام بعيدا عن اي تدخل اجنبي".
الشيخ غبريس
ثم تحدث عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسين غبريس، مشيرا الى "انه قد يستغرب البعض ان يقف شيخ مسلم يحمل فكرا اسلاميا في حفل تضامني مع مجموعة من المناضلين كل ذنبهم انهم وقفوا في مواجهة الهيمنة والظلم والغطرسة".
وقال: "منذ طفولتي تمر امامي صور مناضلين مثل المناضل الارجنتيني ارنستو تشي غيفارا والرئيس الكوبي فيديل كاسترو وغيرهما. وقد سمموا افكارنا بان الاسلام في مكان وقوى التحرر في مكان آخر نقيض للاسلام، وسرعان ما تبين لي ان المتضررين الذين يتربعون على عروش السلطات تحت مسميات اسلامية، هم من يمنعون التقارب بين الفكر الاسلامي كمنهج ديني ومسلك حياتي، ثوري، مقاوم وبين القوى التحررية الاخرى"، مضيفا "ان نقف معا ونطالب بيوم عالمي لاطلاق خمسة من الشرفاء المناضلين من سجون القهر والجريمة التي سميت بالفوضى الخلاقة او المنظمة، دليل ساطع على ان ما يباعد في الجغرافيا بين منطقتينا، لا يمكن له ان يحول دون التقارب الفكري والعقلي والنضالي، الى انه ادركنا مؤخرا الرئيس الفنزولي هوغو تشافيز الذي يشكل امتدادا طبيعيا لكاسترو وغيفارا وكل حر في العالم".
وتابع الشيخ غبريس:" ان ما يقربني ويجعلني حليفا ومجاهدا ومقاوما مع شافيز وكاسترو هو اكثر بكثير ولا يقارن مع كثيرين ممن تبوأوا مناصب ومواقع باسم الاسلام ظلما وبهتانا. فالمقاومين اينما كانوا هم في خندق واحد وسينتصرون".
قماطي
والقى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي كلمة المقاومة الاسلامية ولقاء الاحزاب الوطنية والاسلامية، استهلها بقول للامام الخميني "اميركا هي الشيطان الاكبر"، لانها تشوه معاني الانسانية والحرية ، وتلبس نفسها لباس حقوق الانسان والدفاع عن الديموقراطية، بينما هي في الحقيقة تمارس كل انواع الارهاب والتعديات على الشعوب والامم".
وقال:"نحن وكاسترو في خندق واحد، في مواجهة هذا "النظام الطاغوتي"، مشيرا الى ان الادارة الاميركية تخدع شعبها بوسائل اعلامها وتسيطر على عقله، وتصور له انها تقوم بسياسات في العالم لحماية الديموقراطية او لنشرها او لمكافحة الارهاب".
واضاف:" هذا ما فعلته الادارة الاميركية في افغانستان والعراق، وما تفعله في فلسطين، وما تنوي ان تفعله في لبنان وسوريا وايران".
وقال:" نحن اليوم، من منطلق المقاومة، من هنا من لبنان العربي المقاوم، والذي نصر على حماية هويته هذه، فبالرغم مما تحاوله الادارة الاميركية من تشويه لهوية لبنان وتحويله الى لبنان المستسلم، الصهيوني، الاميركي، من هذا اللبنان المقاوم من كل تضحيات شعبه، نعلن موقفنا ليس في التضامن فحسب مع المعتقلين الكوبيين، انما موقفنا الرافض والمناهض للارهاب الاميركي المتمثل في الحصار لدولة كوبا ونعلن العمل لكشف الوجه الحقيقي لهذه الادارة، الى جانب كاسترو وكوبا وجميع المناضلين في العالم".
مداخلات
كما القيت مداخلات لـ: علي فيصل عن منظمة التحرير الفلسطينية، نمر قدورة عن تحالف القوى الفلسطينية، المحامية بشرى الخليل، المحامية مي الخنسا، رئيس حركة الناصريين المستقلين - المرابطون ابراهيم قليلات وامين السر المركزي السيد عماد الحسامي، جميل ضاهر عن تيار المقاومة، النائبان السابقان زهير العبيدي وبهاء الدين عيتاني، النقابي محمد قاسم ، رئيس اتحاد النقابات والعمال علي محي الدين، عبد الفتاح اسماعيل عن رابطة ابناء بيروت، غازي خميس عن حزب الرزكاري، سفير المنظمة العالمية علي عقيل خليل.
واكدت المداخلات على التضامن مع دولة كوبا ضد الحصار الاميركي الظالم. واعتبرت "ان التضامن مع الكوبيين الخمسة هو شكل من اشكال التضامن العملي مع المعتقلين اللبنانيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018