ارشيف من : 2005-2008

رئيس الجمهورية يلقي غدا كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويتناول رؤيته للسلام وضرورة تطبيق القرارات الدولية

رئيس الجمهورية يلقي غدا كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويتناول رؤيته للسلام وضرورة تطبيق القرارات الدولية

يلقي في التاسعة من صباح غد الجمعة بتوقيت نيويورك (الرابعة بعد الظهر بتوقيت بيروت) كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية والتي سيتناول فيها موقف لبنان من التطورات الراهنة في منطقة الشرق الاوسط، بالإضافة الى الوضع في لبنان.‏

ووضع الرئيس لحود اللمسات الاخيرة على كلمته في ضوء المداولات التي شهدتها الامم المتحدة خلال الساعات الماضية والمواقف التي صدرت عن عدد من رؤساء الدول والوفود الذين تناوبوا على الكلام من على منبر الامم المتحدة، لا سيما منهم الذين تناولوا الوضع في لبنان وحددوا مواقف دولهم من المستجدات فيه.‏

وستتناول كلمة الرئيس لحود مواضيع عدة أبرزها تطور الصراع العربي - الاسرائيلي ورؤيته للحلول التي يمكن اعتمادها لإحلال السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط وضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة في هذا الصدد، بالإضافة الى الموقف اللبناني الثابت من حق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه، وعدم توطينه في لبنان. كما تتناول الكلمة موقف لبنان الرافض لأي محاولة من شأنها إسقاط بند حق العودة من المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002.‏

وتفرد الكلمة الرئاسية حيزا للحديث عن القرار 1701 وضرورة تطبيقه كاملا مع التركيز على الانعكاسات السلبية لاستمرار الخروقات الاسرائيلية البرية والبحرية والجوية، وعدم ايجاد حل لقضية الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية. ويتطرق الرئيس لحود في كلمته ايضا الى دور القوات الدولية العاملة في الجنوب والتنسيق القائم بينها وبين الجيش اللبناني في إحلال السلام في هذه المنطقة.‏

كذلك تتضمن كلمة لبنان إشارة الى المحكمة الخاصة للبنان وضرورة الاسراع في تشكيلها لأن الاولوية تبقى معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والجرائم المماثلة التي تلتها.‏

وتتضمن كلمة الرئيس لحود اشارة الى الاستحقاق الرئاسي والى ضرورة اتمامه وفق الاصول الدستورية واستنادا الى خيار لبناني صاف لا مكان فيه للتدخلات الخارجية.‏

عشاء بان كي مون‏

وكان الرئيس لحود شارك في العشاء الرسمي الذي أقامه أمس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مبنى الامم المتحدة والذي تحدث فيه بان والرئيس الاميركي جورج بوش.‏

وكانت لرئيس الجمهورية لقاءات مع عدد من رؤساء الدول الذين حضروا العشاء حيث تداول معهم في آخر تطورات الوضع في لبنان في ضوء المستجدات الاخيرة على مختلف الأصعدة. وتناولت الاحاديث ايضا مستقبل الوضع في لبنان والاستعدادات الجارية لإتمام الاستحقاق الدستوري.‏

المطران صليبا‏

على صعيد آخر، خصص الرئيس لحود حيزا من مواعيده في نيويورك للقاء عدد من أفراد الجالية اللبنانية فيها وفي عدد من المدن الاميركية للاطلاع على احوالهم والبحث معهم في المواضيع التي تعنيهم.‏

وفي هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية في مقر إقامته في فندق " هلمسلي بارك لاين" متروبوليت نيويورك وسائر اميركا الشمالية المطران فيليبس صليبا وراعي ابرشية طرابلس للروم الارثوذكس المطران الياس قربان الموجود في نيويورك، ونائب المطران صليبا وراعي ابرشية فلوريدا المطران انطون خوري، حيث تداول معهم في التطورات الراهنة في لبنان على مختلف الأصعدة. وحضر اللقاء الوزير المستقيل يعقوب الصراف.‏

وعرض الرئيس لحود للمطران صليبا الاوضاع الداخلية في ضوء الاستحقاقات السياسية الراهنة حيث أكد ان "لا بديل من التوافق بين اللبنانيين بعيدا عن التدخلات والتأثيرات الخارجية لأن قوة اللبنانيين تنبع من تضامنهم وتماسكهم خصوصا في ظل التحديات الراهنة في المنطقة".‏

وقال الرئيس لحود في هذا السياق: "في كل مرة كان اللبنانيون فيها موحدين استطاعوا مواجهة المؤامرات التي تستهدف وطنهم، وفي كل مرة تفرقوا واختلفوا كان من السهل استفرادهم وفرض الحلول الخارجية عليهم. من هنا، كانت دعوتي ولا تزال الى القيادات اللبنانية الى التلاقي والتحاور في ما بينهم على كل الامور المختلف عليها للوصول الى الاتفاق المنشود وتصليب الجبهة الداخلية وعدم السماح لأي كان من التسلل لتعزيز الخلافات في ما بينهم".‏

وأشار الرئيس لحود الى ان "المرحلة الراهنة دقيقة وحساسة وتستوجب أقصى درجات الوعي والادراك لتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر الساعين الى اضعاف الجبهة الداخلية، مؤكدا في هذا السياق ان الاستحقاق الرئاسي يجب ان يكون فرصة لتأكيد الخيارات الوطنية الواحدة وجمع شمل اللبنانيين، معتبرا ان المبادرات السياسية التي صدرت في الآونة الاخيرة، ومنها مبادرة الرئيس نبيه بري، باب جديد يفتح امام الحوار بين القيادات لإمرار الاستحقاق الرئاسي في مناخات ايجابية".‏

وأبدى الرئيس لحود أسفه "لبعض المواقف التي تصدر عن قيادات لبنانية من شأنها ان ترفع من نسبة الاحتقان، عوضا عن ان تساهم في الحد من التباعد بين اللبنانيين". وفي هذا الاطار، شدد رئيس الجمهورية على "أهمية احترام الدستور في مقاربة مسألة الانتخابات الرئاسية، لافتا الى ان قيادات لبنانية كثيرة باتت تنادي بالالتزام بالاصول والاعراف الدستورية وعدم تفسير مواد الدستور وفق ما تتمنى وعلى نحو يناقض مبدأ الديموقراطية التوافقية التي قام عليه لبنان، والذي يحقق في النهاية المشاركة الوطنية المطلوبة اليوم أكثر من اي وقت مضى".‏

وأمل ان "تكون المهلة الفاصلة عن موعد الجلسة النيابية المقبلة في 23 تشرين الاول، مناسبة تتكثف فيها الاتصالات واللقاءات من اجل الوصول الى تفاهم حقيقي حول القضايا المختلف عليها وصولا الى تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وحيا "الشعب اللبناني الصامد والصابر الذي يثبت من خلال استمرار تحمله للصعوبات والارباكات انه شعب جدير بالحياة وإرادته صلبة ومتينة وهو أقوى من ان يضعف امام الضغوط من أي جهة أتت".‏

وحيا المطران صليبا "مواقف رئيس الجمهورية والثوابت الوطنية التي التزمها طوال عهده، معتبرا ان هذه الخيارات ساهمت في المحافظة على وحدة لبنان وعلى قوته وزادت من احترام شعوب العالم له خصوصا بعد تصديه للعدوان الاسرائيلي السنة الماضية وعدم الانجرار الى مواجهات داخلية لا تحمد عقباها".‏

وأشاد المطران صليبا "بتضحيات الجيش اللبناني وبما يقدمه على مذبح الوطن من شهداء وجرحى ومعوقين مقدرا خصوصا ما أظهره الجيش من مناقبية عالية خلال المعارك التي دارت مع مسلحي " فتح الاسلام" في الشمال والتي انتهت بنصره الكامل على المسحلين الارهابيين".‏

وعرض المطران صليبا "لأوضاع أبناء الابرشيات الاميركية الشمالية والاجواء التي يعيشون فيها والدور المميز الذي يلعبونه في التفاعل مع المجتمع الاميركي مع المحافظة على الاصول والقواعد المعروفة".‏

وخلال اللقاء، منح الرئيس لحود المطران صليبا وسام الاستحقاق اللبناني المذهب تقديرا لعطاءاته المدنية والكنسية والروحية، وما فعله من أجل لبنان لا سيما خلال العدوان الاسرائيلي في تموز الماضي والمرحلة التي تلتها.‏

وشكر المطران صليبا الرئيس لحود على مبادرته متمنيا له "دوام التوفيق والنجاح في مهامه الوطنية الكبرى".‏

لقاءات الوزراء‏

وكانت لكل من الوزيرين المستقيلين فوزي صلوخ ويعقوب الصراف لقاءات مع عدد من الديبلوماسيين العرب والاجانب، تناولت الاوضاع في لبنان في ضوء المداولات التي شهدتها الامم المتحدة واللقاءات الجانبية التي عقدت على هامش أعمال الجمعية العمومية.‏

2007-09-27