ارشيف من : 2005-2008

بشور: الرد الوحيد على الاغتيال يكون باستعجال التوافق حول الاستحقاق

بشور: الرد الوحيد على الاغتيال يكون باستعجال التوافق حول الاستحقاق

الاغتيال الآثمة، التي اودت بحياة النائب الشهيد الاستاذ انطوان غانم ومرافقيه وعدد من المواطنين الابرياء، انما يكون باستعجال التوافق حول الاستحقاق الرئاسي الجامع للبنانيين والذي يكون خطوة رئيسية في مسيرة انقاذ الوطن، بدلا من تحويل الاستحقاق الى مدخل لكل الرياح والزلازل التي تعصف بالوطن".‏

ودعا بشور كل اللبنانيين الى "استعادة كل المراحل التي فرض فيها التدويل على لبنان، منذ القرن التاسع عشر، حيث كانت الصلة وثيقة بين الفتنة والتدويل، فالفتنة تبرر التدويل، والتدويل يديم الفتنة، وهذا ما تعلمناه من دروس احداث 1840 و1860 و1916 و1958 و 1975 و1982 وصولا الى المرحلة الراهنة حيث لم تنفع كل محطات التدويل في اخراج لبنان من خط الزلازل الاقليمي والدولي".‏

ولفت الى ان "التعهدات الدولية بحماية بيروت قبل ربع قرن، وبعد انسحاب القوات الفلسطينية واللبنانية، سقطت كلها امام القرار الاسرائيلي باحتلال العاصمة واقامة مجازر صبرا وشاتيلا، وبتفجير حرب الجبل المشؤومة".‏

وحذر بشور من ربط الازمة اللبنانية بالازمات الاقليمية الدولية لان التجارب قد علمتنا ان لبنان، دون غيره، كان يدفع ثمنا لهذا الربط، وقال: "لقد كان اعداء لبنان يشعلون ارضه بحروب اهلية كلما لاح استحقاق دولي في الافق، فلقد دفعنا في الخمسينات ثمن حلف بغداد ومشروع ايزنهاور، ودفعنا في السبعينات والثمانينات ثمن اتفاقيات فك الارتباط مع العدو الصهيوني وصولاً الى كمب ديفيد، ودفعنا في التسعينات فاتورة حرب الخليج الاولى عام 1991، ونحن ما زلنا ندفع حتى اليوم فاتورة حرب الخليج الثانية عام 2003 وما تواجهه ادارة بوش من صعوبات".‏

ودعا الجميع الى "قراءة استراتيجية لما يحيط بنا من تطورات، فلا نعقد رهانات خاسرة، ولا نسيء التقدير فندفع الثمن"، معتبرا ان السياسة الاميركية اليوم في المنطقة "هي اضعف من ان تفرض مشيئتها، سواء في لبنان او العراق او فلسطين او سوريا او ايران ولكنها ايضا ما زالت اقوى من ان ترضخ لارادة الشعوب في هذه المنطقة. وفي ظروف كهذه ستبقى الاوضاع متأرجحة بين انفراج وانفجار، بين حرب وسلم، وتبقى حكمة الشعوب والقيادات ان تنأى بنفسها عن هذا التأرجح، ولا تدفعها المكابرة او العناد او الحسابات الذاتية الى ان تدفع باوطانها وشعوبها الى الحرائق المشتعلة في المنطقة".‏

اضاف: "اذا كان من الصعب ان نرى حلا نهائيا للازمة اللبنانية بعيدا عن ازمات المنطقة، فانه من غير الصعب ابدا ان يتمكن اللبنانيون بوحدتهم وتوافقهم من ابعاد نار هذه الازمات عن بلادهم".‏

وختم بشور: "ان المحطة الاولى على طريق تجنيب لبنان نار استحقاقات ودولية قائمة وداهمة يكمن في توافق القيادات السياسية على انجاح مبادرة الرئيس بري وانجاز الاستحقاق الرئيس الجامع في اسرع وقت ممكن. فاذا كان الجميع يرى في اغتيال النائب الشهيد انطوان غانم محاولة لاغتيال الوفاق الداخلي والعودة بالبلاد الى المربع الاول المتفجر، فان الجميع مدعو للانطلاق من هذه الجريمة النكراء لتحصين المبادرة الوفاقية بعيدا عن كل الوعود الخادعة والرسائل الخاطئة، اذ ما نفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه".‏

2007-09-23