ارشيف من : 2005-2008
قبو للبذور في القطب الشمالي تحسبا للمستقبل
المقام بجزيرة سبيتسبرجن على بعد حوالي ألف كيلومتر من القطب الشمالي قبو يوم القيامة أو سفينة نوح مملكة النباتات.
وبناء المخزن من بنات أفكار اكاديمي من تنيسي حريص على تأمين الغذاء للناس وسيدعم مخازن البذور بجميع انحاء العالم المهددة بفقد مخزونها نتيجة حروب او كوارث.
ويبرز مدخل من الخرسانة المسلحة طوله 20 متر من الجبل الذي يغطيه الجليد فوق مدينة لونجييرباين لتعدين الفحم. ومن المقرر أن يفتتح المخزن في شباط/فبراير .
وصرح مؤسس المخزن كاري فولر للصحفيين في زيارة للموقع في ارخبيل سفالبارد قبالة السواحل الشمالية للنروج "لا يمكن ان تتوافر ظروف تخزين افضل مما هو متاح هنا. انه مثل صندوق امانات في البنك حيث تودع ممتلكاتك الثمينة".
ويقام المخزن في واحدة من اقصى المناطق الشمالية التي يأهلها السكان وتوجد وحدة تجميد كهربائية لحفظ الحبوب والبذور والغلال في قبو مكون من ثلاث غرف مبطنة بالصلب عند 18 درجة مئوية تحت الصفر.
وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي ستظل البذور مجمدة ولكن ليس عند نفس الدرجة المنخفضة.
ويمثل المشروع جوهر مساعي مؤسسة فولر التي تعرف باسم صندوق تنوع المحاصيل لحماية سلالات 21 جنسا من المحاصيل الضرورية مثل القمح والشعير والارز.
وفي نهاية المطاف فانه جزء من الحرب العالمية ضد الجوع لان عدم توافر المحاصيل الزراعية يضر بالدول الفقيرة.
ويقول روي شتاينر المسؤول بمؤسسة بيل وميليندا غيتس التي تقدم الدعم المالي " المحاصيل مهمة لافقر الفقراء وهي مهملة حقا".
والهدف هو حماية التنوع الحيوي الذي يحتاجه القائمون على تربية النبات في المستقبل لانتاج سلالات يمكنها التكيف مع تحديات مثل التغيرات المناخية.
ويقول ان المحاصيل تتكون من انواع عديدة تتفاوت كثيرا.
وتابع أنه في حالة وجود مثل هذا المخزن قبل عشرة اعوام كانت ستبرز الحاجة لاستخدامه مرة كل عام في حالة فقد البذور التي تستخدم كتقاوي على سبيل المثال بسبب اعصار في الفلبين او الحرب في افغانستان والعراق.
وقال فولر "يؤسفني ان اقول اننا سنستخدمه كثيرا."
وفي نهاية المطاف ستصل طاقة القبو الى 4.5 مليون عينة من البذور يتم تصنيفها ويأمل ان يجمع نصف مليون عينة في أول عام.
ولا يمكن حفظ جميع البذور عن طريق التجميد واحد الامثلة الموز وهو رابع أو خامس محاصيل العالم من حيث القيمة.
وقال فولر "ان السرغوم من النباتات التي يمكنها البقاء لاطول فترة في ظل تلك الظروف .. حوالي 19500 سنة."
وينبغي إحلال الانواع الاخرى على فترات اقصر.
وقال فولر وهو ايضا مسؤول بمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة ـ الفاو " نحاول ان نضيع ايدينا على التنوع ليس فقط بين الانواع ولكن في داخلها وهو اساس التطور.
تفني الانواع حين تفقد القدرة على التطور."
وتساهم النروج بنحو 50 مليون كرونة (8.6 مليون دولار) لبناء القبو ويقول اريك سولهايم وزير معونة التنمية ان هذا المبلغ ضئيل بالمقارنة بما يتحقق من مكاسب.
وصرح لرويترز في موقع المخزن "اعتبره شأنا خاص بالتنمية.. ما تمتلكه الدول الافريقية الفقيرة من موارد لحماية التراث الجيني أقل منه في الدول الغنية."
وقدمت مؤسسة جيتس 30 مليون دولار لمساعى فولر من بينها أموال لتعبئة البذور في دولة المنبع ولنقلها للقبو.
وخصصت بعض الاموال لتطوير اسلوب جديد لتعبئة الحبوب يجافظ على البذور جافة ومجمدة.
كما تساعد المؤسسة في تطوير برنامجين يساعد الاول في ادارة بنوك الحبوب والثاني يربط بينها على مستوى العالم كي يتسنى للقائمين على تربية النباتات معرفة ماهو متاح منها.
ويقول شتاينر "الحبوب هي المحرك للطبيعة واستغرق تطورها ملايين الاعوام ولا نعلم مدى حاجتنا لها في المستقبل".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018