ارشيف من : 2005-2008
خياران
قالت "السفير" أمس "الحريري يبدأ مهمته الصعبة: اقناع الشركاء بوفاق ينتج الرئيس".. وبالفعل فإن رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري عندما قرر العودة الى لقاء الرئيس نبيه بري لصوغ اتفاق جديد، وضع نفسه أمام استحقاق صعب، لانه يتطلّب خيارين لا ثالث لهما:
الخيار الاول هو النزول الى الوفاق والتوافق، وبالتالي الخضوع لارادة الشعب اللبناني الذي يتطلع الى إنهاء الأزمة القائمة في البلد، بتوافق راسخ وتسوية ذات عمر مديد، وهذا يعني ايضاً القبول بمبادرة بعلبك والخروج خلال مهلة محددة برئيس للجمهورية، رئيس يحمل اسماً، وموقفاً... ويتطلب هذا الخيار ليس فقط اقناع الحلفاء بضرورة التسوية، بل بجعلهم من انصار التوافق، وارغامهم على التخلي عن التخريب والمشاغبة وأحلام الدويلات والكونفدراليات ولو كلف ذلك الحريري أن يدفع أثماناً باهظة ـ نقداً او عيناً ـ من النوع الذي يرضي حليفيه فيتركانه يمضي الى الخيار الذي ينتظره.. الوطن والشعب.
الخيار الثاني أمام النائب الحريري هو في حال فشل في اقناع "المشاغبين" بالصعود الى التسوية الوفاقية أن يمضي هو وحده الى حيث يجد مصلحة الوطن والناس، وبالتأكيد فإن مصلحته غير بعيدة عن المصلحة العامة، وهو مع كل غروب يوم رمضاني ينشد من قريطم حديث الوفاق والتوافق.
ربما يكون جائراً من وضع الحريري امام خيارين فقط، وهو يجد الكثير من أبناء بلده ينتقون من بين خيارات كثيرة متاحة لهم الخيار الذي يناسبهم ويلبي مصالحهم، حتى الخيار الاميركي متاح لهم، ونجحوا من خلاله طيلة سنة بتعطيل أي مسعى للحل، حتى بلغ الامر بهم حدوداً غير معقولة في تلبية المصلحة الاميركية كما في حرب تموز..
للحريري خياران، ولحلفائه خيارات عديدة، ولكن من هم ـ حتى الآن ـ في مقابل الحريري وحلفائه، أي المعارضة للفريق الحاكم، وضعوا منذ سنة أمامهم خياراً واحداً: لبنان.
لبنان.. بلا فتنة ..بلا حرب.. بلا استئثار.. والأهم بلا أميركا.
أمير قانصو
الانتقاد/ العدد 1234 ـ 28 أيلول/ سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018