ارشيف من : 2005-2008
انتصار دبلوماسي
يجمع المراقبون على أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يكاد يكون نجم الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة بدون منازع، بعدما أجاد استثمار هذه الفرصة بشكل جعل حتى العدو الإسرائيلي يعتبر أن ما فعله طيلة الفترة السابقة لإلصاق صورة نمطية سلبية بنجاد في ذهن الجمهور الأميركي وإعلامه قد ذهبت سدى، خاصة بعد ظهوره المميز في جامعة كولومبيا.
فخلال هذا الظهور تعرض الرئيس الإيراني لسيل من الشتائم كان أبرزها من رئيس الجامعة المضيفة الذي يفترض أنه على قدر رفيع من العلم والثقافة، وفي بلاد تقدر حقوق الإنسان وتحافظ على كرامته وتصون الحريات الشخصية، وربما كان المقصود إظهار نجاد بمظهر المتعصب والجاهل، وفي ذهنهم أنه حين يسمع هذه الشتائم سيقوم بالرد بنفس الطريقة فيقع في الحفرة التي حفروها.
لكن ما جرى أظهر العكس بل خدم الرئيس الإيراني بشكل أنه لو أراد هو أن يقدم هكذا صورة عنه لما استطاع تحقيق أفضل مما تحقق، لقد قارع الحجة بالحجة وقابل الشتيمة بالابتسام، فظهر بمظهر القوي القادر المتمكن، وأكثر من ذلك كان حريصا على الاستماع لخطاب الرئيس الأميركي جورج بوش في حين أن الأخير آثر الخروج من قاعة الجمعية العامة لدى إلقاء نجاد خطابه.
إن الرئيس نجاد حقق انتصارا دبلوماسيا كبيرا لبلاده في نيويورك، وأربك خصومه الذين لم يجدوا ما يردون به على رئيس الجمهورية الإسلامية سوى الشتائم أو منعه من زيارة مكان أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
هناك مثل يقول من كانت حجته ضعيفة يستعيض عنها بالشتائم، فكيف بمن كان بلا حجة أبدا.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد 1234 ـ 28 أيلول/ سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018