ارشيف من : 2005-2008
المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي علي حسن خليل لـ"الانتقاد": نعمل بجدية ومن يعرقل فليتحمل المسؤولية
كشف المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل أن إخراج جلسة 25 ايلول بالشكل الذي حصل كان نتيجة لاتصالات ومشاورات حصلت مسبقاً، وذلك بهدف اعطاء فرصة إضافية للوصول إلى تسوية تجنب منطق التحدي، لافتاً إلى "ان مبادرة بري خرجت من كونها تخص فئة من اللبنانيين لتصبح مبادرة لكل اللبنانيين التواقين للاستقلال"، وهو رأى في الحريري ملامح "جدية" للوصول إلى توافق أو تسوية، لكون "الرئيس القوي لا تتأمن قوته إلا من خلال التوافق بين كل مكونات المجتمع اللبناني".

خليل الذي بدا متفائلا بحذر على مسافة شهر تقريبا من الجلسة الثانية (23 تشرين الاول/ أكتوبر) لا يستبعد وقوع حوادث أمنية تكرر مأساة النائب انطوان غانم.. وفي حديث مقتضب لـ"الانتقاد" تناول النائب خليل آخر المشاورات الرئاسية الجارية بين عين التينة وقريطم.
ـ الملاحظ أن جلسة 24 أيلول الاستحقاقية وُضع لها مخرج هادئ، وخصوصاً أن البعض تحدث عن مسعى سعودي إيراني لتمرير هذه الجلسة بأقل ضرر ممكن؟
إخراج الجلسة بهذا الشكل كان نتيجة لاتصالات ومشاورات حصلت مسبقاً، وللمواقف المعلنة للأطراف الذين أكدوا البحث عن مخرج ما أو تسوية تقوم على تجنب منطق التحدي، والاتجاه نحو التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مثل هذا التوافق كانت متعذراً تحقيقه في الأيام التي سبقت الجلسة، فأتى التأجيل كفرصة لهذه المساعي التي يتقاطع فيها المحلي مع الإقليمي مع الدولي، على ان يعُمل خلال المرحلة المقبلة على تأمين هذا التوافق من خلال الحوارات التي فتحت بين الأطراف السياسية المعنية.
ـ هل اللقاءات الجارية بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري ستفضي إلى رئيس توافقي أم أن المسألة لا تعدو كونها مجرد تقطيع للوقت؟
بالنسبة إلينا نتعاطى مع الأمر بدرجة علية جدا من الجدية، مصلحة لبنان واللبنانيين هي في عدم دفع الأمور نحو مزيد من التوتر والانفجار، مصلحة الجميع هي البحث عن رئيس قوي لا تتأمن قوته إلا من خلال التوافق عليه بين كل مكونات المجتمع اللبناني، وترجمة هذا الأمر في إطار الانتخابات في المجلس النيابي. اليوم نرى الجدية في تعابير وتصاريح الشيخ سعد الحريري بغض النظر عن الموقف المتمايز الذي ينحو نحو التصعيد من قبل بعض أركان هذه الأكثرية. اليوم خرجت المسألة من كونها تخص فئة من اللبنانيين لتصبح مبادرة الرئيس بري مبادرة لكل اللبنانيين، مبادرة التواقين إلى الاستقلال، من يقف في وجه هذا المنحى فسيتحمل مسؤولياته أمام الجميع.
ـ الا تخشى ان يكون الحوار القائم اليوم بين الرئيس بري والحريري مشابها لتلك الحوارات السابقة التي حصلت بين الرجلين وخرجت وقتذاك دونما نتيجة؟
نحن نتفاوض من موقع من يريد الوصول الى حل، وعلى خلفية جدية نراها من قبل الشيخ سعد، أما الأطراف الأخرى فتبقي مساحة قائمة حول امكانية عدم ترجمة هذه التوجهات، لكن هذا لن يزيدنا إلا إصراراً على توسيع حركة الاتصالات والمشاورات لتأمين أوسع تغطية لهذه التسوية التي نبحث عنها، وسيقوم الرئيس بري باتصالات مباشرة وغير مباشرة عبر موفدين لتكوين صورة عامة يشارك فيها الجميع بمن فيهم الذين يسجلون حالة الاعتراض اليوم.
ـ برأيكم إلى أي حد يمكن لسعد الحريري ان يقنع حلفاءه في 14 شباط في المضي بخيار التسوية، ولا سيما ان جنبلاط وجعجع هما أكثر المتضررين؟

نقوم بما يجب أن نقوم به، والأطراف الأخرى هي من تتحمل مسؤولية مواقفها.. نحن كما قلت نعمل بجدية، ما سمعناه هو أن هناك تفويضا من قوى 14 شباط للشيخ سعد الحريري، بعض القوى الأخرى سيتم التواصل معها بشكل مباشر.. فلنبنِ في هذه اللحظة على الايجابية وعلى إمكانية الوصول إلى توافق.
ـ المراحل التي قطعتها اللقاءات الاخيرة، أين وصلت، وهل دخلت في الاسماء والمواصفات؟
ما زلنا في الحقيقة في المرحلة الأولى التي تشمل إطلاعا دقيقا للمواقف والخلفيات والآليات وتفاصيل التعاطي من خلال المرحلة المقبلة، ولم يتم التطرق فعلياً حتى الآن إلى الأسماء، ولكن الأمور مفتوحة على نقاش واسع، مع الشيخ سعد الحريري وباقي القوى.
ـ إذا كانت الأمور مفتوحة على نقاش واسع هل هي أيضا مفتوحة في المقابل على تطورات أمنية من قبيل الاغتيالات مثلا؟
إن اغتيال النائب انطوان غانم شكل صدمة لدينا جميعاً، ومن جملة استهدافاته كان ضرب مساحات الأمل التي خلقتها مبادرة الرئيس بري، لكن هذا الاحتضان الوطني العام الذي تجلى قبل جلسة 25 وبعده وجه رسالة للقتلة بأن مسألة الاغتيال لم تقدم شيئاً للذين يحاولون تقويض الموقف.. علينا ان نبقى حذرين، وان نستفيد من التجارب الماضية، وان نوسع من دائرة الاحتياط على هذا الصعيد، حيث ان إمكانية إثارة مثل هذه الأحداث لا يمكن لأحد أن ينفيها.
ـ الموالاة تعتبر انه بانعقاد الجلسة الأولى للانتخابات الرئاسية أزيلت من طريقها عقبة الثلثين، وبات الطريق مفتوحاً لعقد جلسة انتخاب رئيس بنصاب النصف + واحد؟
من يطرحون مثل هذا الكلام إنما يشوشون على المناخات الايجابية، ويخلقون إشكالات دستورية وسياسية تعقد الموقف أكثر مما تساعد على الحل، قلنا وما زلنا إن القاعدة الاساسية هي احترام الدستور الذي ينص بشكل واضح على الحاجة إلى تأمين نصاب الثلثين عند انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ـ كيف تقرأ مبادرة النائب ميشال عون، هل تأتي في إطار متابعة لقاءات بري والحريري؟
كل الاتصالات واللقاءات الثنائية بين القوى المختلفة تساعد وتدفع للوصول الى مناخات توافقية.
ـ سؤال أخير هل أنت متفائل بالوصول إلى انتخاب رئيس توافقي بحلول 23 تشرين الأول؟
نحن قلنا سابقا إننا نريد ان نعمل بكل جدية من اجل الوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحددة ليكون لنا رئيس قبل 24 تشرين الثاني.
حسين عواد
الانتقاد/ العدد 1234 ـ 28 أيلول/ سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018