ارشيف من : 2005-2008

المشروع الإيراني يشمل (167) قرية في الجنوب ولا سقف مالياً للتكلفة

المشروع الإيراني يشمل (167) قرية في الجنوب ولا سقف مالياً للتكلفة

قطع المشروع الإيراني لإعادة اعمار لبنان شوطا كبيرا نحو تنفيذ كل التعهدات التي التزمها المكتب، لا سيما المتوسطة والصغيرة منها، فيما تسير الاعمال على مشاريع الطرق الرئيسية بخطوات حثيثة لتسليمها في اقرب فرصة ممكنة.
وتغطي الاشغال التي كفلها المكتب (167) مدينة وبلدة وقرية تقع في الجنوب فقط، وتتوزع على أقضية صور، بنت جبيل، مرجعيون وحاصبيا (منطقة جنوب النهر). وستتركز الاعمال على الطرق التي تعرضت للغارات والقصف، اضافة الى مئات الطرق الفرعية والرقع والعبّارات وغيرها من أعمال البنى التحتية داخل تلك المدن والقرى.
أما في بنت جبيل فإن الاشغال تتركز على ثلاثة طرق رئيسية تربط أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون والنبطية بعضها ببعض، وهذه الطرق هي:
ـ الطريق بين صور وبنت جبيل لجهة الحوش، وتمتد من الحوش الى بنت جبيل عبر صديقين ـ كفرا وحاريص، وهي بطول 27 كلم.
ـ الطريق الثانية تمتد من محطة النخلة ـ صور حتى بئر السلاسل مرورا بصريفا والغندورية وخربة سلم، بطول 13 كلم.
ـ أما الطريق الثالثة فهي تربط بنت جبيل عبر الغندورية بالنبطية عبر قعقعية الجسر، وهي بطول 12 كلم.
وبحسب المهندسين في الهيئة فإن الاعمال على هذه الطرق تشمل اعمال البنى التحتية وجدران الدعم وتوسيع الطريق في حال وجود ضرورة لذلك، اضافة الى تعبيدها وتزفيتها واعادة تمديدات شبكة المياه والصرف الصحي.
اما الطرق الداخلية بالقضاء فهي: الطريق من بلدة برعشيت مرورا بصفد البطيخ وانتهاء بجسر عين المزراب بطول (10) كلم، طريق عام بلدة خربة سلم والطرقات الفرعية داخل البلدة بطول (3) كلم، الطريق بين بلدة تولين ووادي الحجير وبين تولين وبلدة برج قالويه وتقدر بنحو (10) كلم. وتؤكد مصادر الهيئة أن كلفة الكلم الواحد في هذه الطرقات تتراوح بين 100 ألف دولار ومليون ونصف مليون دولار، تبعا للإنشاءات التي تحتاجها الطريق، مشيرة الى أن لا سقف مالياً للمشروع.
مواصفات
وتلحظ المشاريع الإيرانية على الطرق الجنوبية ايجاد حلول نهائية لموضوع انزلاق التربة التي كانت تؤدي الى انهيار بعض الطرقات أو اصابتها بأضرار جسيمة نتيجة مرور الشاحنات الثقيلة عليها، وهذا ما يؤدي الى التفاوت الواضح في تقديرات التكلفة بين طريق وآخر.
الاشغال التي انطلقت بزخم كبير، تسير بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية ومجالسها، اضافة الى المجالس المحلية وذلك برغم عدم تسلم الهيئة الإيرانية اي خرائط او مخططات من قبل الحكومة، وهذا ما أدى الى بعض التأخير في عملية المباشرة بالمشروع ريثما انتهت الدراسات اللازمة.
يشار الى ان عدد المشاريع التي التزمتها الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعمار لبنان تجاوزت (1230) مشروعا موزعة على مختلف المناطق اللبنانية من طرق وجسور ومشاريع اخرى، فيما جددت اتفاقيتها مع وزارة الأشغال والنقل مدة سنة ونصف السنة، فيما هناك بعض المشاريع قيد الدراسة والتحضير.
وبرغم الصدى الايجابي الكبير الذي لاقته هذه المشاريع على الصعيد الاهلي والبلدي، خاصة لأنها جاءت لتغطي تقصيرا رسميا مزمنا من قبل المؤسسات العائدة للدولة، الا ان هذه المشاريع لم تنطلق بالسهولة التي يعتقدها البعض، بل ان العديد من العصي وضعت في دواليب انطلاقتها، حيث يشير مصدر متابع الى انه "في البداية أصرت الدولة اللبنانية على ان تحصل على المال وتقوم مؤسساتها بتوزيع تلك المساعدات، ولكن أمام إصرار الجانب الإيراني على تقديم تلك المساعدات مباشرة عبر مكاتبه عادت الدولة اللبنانية عن اصرارها غير المفهوم وغير المنطقي".. وقد تخطت ادارة المشروع كل الصعوبات والعراقيل وأصرت على التنسيق مع كل الوزارات المعنية بالمشاريع التي ستساهم فيها، وطلبت منها تزويدها بما لديها من خرائط ودراسات. وبرغم التجاوب الخجول من قبل تلك الجهات الا ان المكتب خلال الشهر الأول، عَقد أكثر من مئة اجتماع مع الوزراء والمستشارين، والمدراء العامين والخبراء التنفيذيين، لوضع خطة شاملة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت تشمل البنية التحتية والكهرباء، والجسور الرئيسية والفرعية، والطرق الرئيسية والفرعية، والمراكز الطبية والتربوية ودور العبادة والبلديات وإزالة الألغام. 
وقد وزعت المشاريع على كل الأراضي اللبنانية وبحسب الحاجات المحلية من دون أي اعتبار مناطقي او طائفي.
يمكن ان تشكل آلية عمل المشروع الإيراني نموذجا للطريقة الأمثل التي تستطيع من خلالها الدول المانحة ايصال المساعدات الى مستحقيها من دون المرور بالكيديات السياسية الداخلية، وهذا ما يفسر نجاح المشروعين الإيراني والقطري في حين لا تزال أموال باقي المساعدات تائهة عن الوصول الى مستحقيها.
علي الصغير
الانتقاد / العدد 1234 ـ 28 أيلول/سبتمبر 2007

2007-09-28