ارشيف من : 2005-2008

المرحلة الأولى منه تنجز حتى البزالية: طريق بعلبك ـ الحدود السورية حلم يقترب من التحقق

المرحلة الأولى منه تنجز حتى البزالية: طريق بعلبك ـ الحدود السورية حلم يقترب من التحقق

لطالما عانى أبناء محافظة بعلبك ـ الهرمل من سوء الطريق الدولية من بعلبك حتى الحدود اللبنانية السورية الشمالية، ودفعوا من أرواحهم ثمن إهمال رسمي استمر عشرات السنين لهذا الطريق الحيوي.. امتد منذ عهد الاستقلال واستمر في عهود الجمهورية الثانية التي رفعت مبدأ الإنماء المتوازن الذي ضمنه الدستور في اتفاق الطائف في العام 1992.
ولم يسمع نواب كتلة الوفاء للمقاومة خلال متابعاتهم الحثيثة مع الجهات الرسمية في الحكومات المتعاقبة سوى الوعود "الربيعية" والمراوغة طوال أربعة عشر عاماً، إلى أن حصل عدوان تموز العام الماضي الذي أمعن فيه العدو الصهيوني تخريباً في طريق بعلبك ـ الهرمل من خلال غاراته الحاقدة. وما إن انتهى هذا العدوان حتى مدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما عودتنا في كل المراحل الصعبة التي مر بها لبنان، يد الخير والمساعدة عبر الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان انطلاقاً من العلاقة الأخوية المميزة بين الشعبين اللبناني والإيراني، وقررت الهيئة تحقيق حلم أبناء المنطقة في توسيع الطريق الدولي.. وقد وقعت مع رئيس مجلس الإنماء والإعمار في السادس من الشهر الماضي اتفاقية لتقديم هبة عينية تقدر قيمتها بـ(25) مليون دولار لتمويل الأشغال التي انطلقت عجلتها بعد وضع الحجر الأساس بحضور الوزير محمد الصفدي في الثالث عشر من الشهر الماضي.
هذا ما قاله لـ"الانتقاد" مدير مكتب الهيئة الإيرانية في بعلبك المهندس محمد موسى الذي أشار الى انه "بعد إجراء مسح
هندسي جرى على الفور شراء قطعة أرض بمساحة خمسين ألف متر مربع (بحدود خمسين دونماً) على الطريق العام بين بلدة السويد ورسم الحدث، بلغت كلفتها حوالى (200.000) دولار، وذلك لتجهيز موقع العمل بمجبلي إسمنت وإسفلت إضافة إلى المنشآت الخاصة بالعمل وبناء مختبر لمواد البناء، وقد اقتربت الأعمال من خواتيمها".
ويقول المهندس موسى ان "الأشغال بدأت بشكل فعلي ابتداء من مفرق حربتا على حدود التوفيقية (البزالية) حتى مفرق بلدة شعث"، مشيراً إلى أن "مشاكل برزت خلال العمل في هذه المرحلة خاصة في ما يتعلق بموضوع التخطيطات المتعلقة بتوسيع الطريق، بعدما تبين أنه لم يؤخذ قرار بالاستملاك في بعض أقسامه برغم وجوده في الدراسة، الأمر الذي أدى إلى اعتراض الأهالي الذين يملكون منازل ومحلات تجارية ضمن التخطيطات غير المستملكة، على الرغم من أن الاتفاق مع مجلس الإنماء والإعمار ينص على أن لا يكون هناك مشكلة مع الأهالي، وأن الحل يكون مع الدولة".
ويؤكد أن "هذه المشاكل قد ذُللت من خلال اتفاق الهيئة مع الأهالي بأن تدفع هي تعويضات المباني على أن تحل الدولة مشكلة الأراضي".
مواصفات عالية
المهندس موسى تحدث عن مواصفات الطريق الفنية العالية التي تؤهله أن يكون أوتوستراداً فقال: "يبلغ طول الطريق من دورس (بعلبك) حتى التوفيقية (البزالية) (25) كيلومتراً، بعرض (22) متراً في أغلب المسارات، اما في التقاطعات فيصبح عرض الطريق (30) متراً، يتوسطه حاجز بعرض مترين، إضافة إلى مسارب مياه الأمطار والعبارات وجدران الدعم والإنارة على طول مسار الطريق، يضاف إلى ذلك أرصفة وإنارة وحدائق على مداخل البلدات". مشيراً إلى أن "التنفيذ سيكون بإشراف مباشر من الهيئة الإيرانية، وأن الأشغال ستستمر حوالى سنة ونصف السنة إلى سنتين كحد أقصى".
حلم اقترب من التحقق لا شك في أنه سيحيي المنطقة إنمائياً واقتصادياً واجتماعياً وسياحياً، وخصوصاً إذا ما استكمل القسم الآخر من الطريق الممتد من البزالية باتجاه الحدود السورية. وقال المهندس موسى عند السؤال عن هذا الموضوع: ان هذا القسم بحاجة لاستملاك ودراسته ليست جاهزة، وإذا ما حلت هذه المشاكل قد تقوم الهيئة بإنجاز ما تبقى.
غسان قانصوه
الانتقاد / العدد 1234 ـ 28 أيلول/سبتمبر 2007

2007-09-28