ارشيف من : 2005-2008

المشروع انطلق قبل عشر سنوات ويرعاه القسم الاجتماعي في حزب الله: 24 ألف فرد يومياً على مائدة الامام زين العابدين (ع)

المشروع انطلق قبل عشر سنوات ويرعاه القسم الاجتماعي في حزب الله: 24 ألف فرد يومياً على مائدة الامام زين العابدين (ع)

مع بداية شهر رمضان المبارك من كل عام تشهد الأسواق اللبنانية ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع الغذائية يستمر طيلة الشهر من دون حسيب أو رقيب، وإذا حصل وتحمل مواطنون هذا الضغط المعيشي والاقتصادي مكرهين، وهم الذين اعتادوا غياب الدولة عن كل شؤونهم، فإن عائلات كثيرة، يكاد يكون إحصاؤها عسيراً جداً، لا تجد ما يقوتها على مائدة الإفطار.
من هنا كان لا بد من مؤسسات وجهات تعوض هذا الإهمال الرسمي وتسد هذا العجز، وفي هذا الإطار دأبت اللجنة الاجتماعية في حزب الله ـ منطقة بيروت، على تنظيم موائد الإمام زين العابدين (ع) منذ ما يقارب العشر سنوات، يومها انطلقت الفكرة من مشهد تلك المرأة التي كانت تفتش في القمامة عما يقوتها وأولادها عند الإفطار، وتحولت الفكرة إلى ما يشبه الحملة الاجتماعية التي تتجدد كل عام مع بداية الشهر المبارك لتشمل اليوم ما يناهز الخمسة آلاف عائلة، تتكون بمجموعها من حوالى 24 ألف فرد.
مسؤول العمل الاجتماعي في منطقة بيروت محمد حيدر أشار إلى "أن مائدة الإمام زين العابدين (ع) تقوم على أمرين أساسيين: تأمين الوجبة الغذائية اليومية للعوائل المستهدفة، وتأمين حصة تموينية مؤلفة من 20 سلعة غذائية توزع على هذه العوائل مرتين، الأولى في بداية شهر رمضان والثانية في منتصفه"، مضيفاً "ان العمل يتعدى الوجبات الغذائية والحصص التموينية إلى تأمين كسوة العيد". هذا العمل ينفذه عدد كبير من المتطوعين الذين يقومون بتوضيب الحصص وتوزيعها على العوائل.
ويقول حيدر "إن أصل الفكرة هو تردي الوضع الاقتصادي بشكل مطّرد ومتزايد في كل عام في ظل غياب المؤسسات الرعائية التابعة للدولة عن معايشة واقع هذه العوائل المحتاجة، يضاف إلى ذلك ارتفاع السلع بشكل جنوني وهستيري، لذلك كانت موائد الامام زين العابدين (ع)".
لم يكن اختيار العائلات التي تشملها موائد الإمام زين العابدين (ع) عشوائياً بل جرى مسح قبل أربعة أشهر من شهر رمضان من خلال استمارات وزعت على عائلات محتاجة حيث تمت دراسة كل حالة على حدة، وجرى اختيار العائلات وفق العنوان والمعيار التالي "من لا يجد قوت يومه". ويشير حيدر في هذا الصدد، إلى المشاهد التي تم رصدها من خلال المسح مؤكداً "ان هناك عائلات تعيش تحت دائرة الفقر وهي بأمسّ الحاجة إلى الرعاية".
كثيرة هي المؤسسات والجهات التي تجهد في هذا الشهر للاهتمام بالمحتاجين، وبرغم الدور الكبير الذي تضطلع به هذه الجهات فإنه يبقى على الدولة أن تتحرك بموازاة ذلك لأن رقعة الفقر تتسع شيئاً فشيئاً، ويبدو من الصعب جداً لجم انعكاساتها ونتائجها.   
ميساء شديد
الانتقاد / العدد 1234 ـ 28 أيلول/سبتمبر 2007

2007-09-28