ارشيف من : 2005-2008

لقاءات عديدة جمعت غانم بقيادي في التيار واللقاء الأخير لم يتم بسبب اغتياله: هل هناك من أراد قتل الوساطة والوسيط بين حزب الكتائب والتيار الوطني الحر؟

لقاءات عديدة جمعت غانم بقيادي في التيار واللقاء الأخير لم يتم بسبب اغتياله: هل هناك من أراد قتل الوساطة والوسيط بين حزب الكتائب والتيار الوطني الحر؟

مع انجلاء غبار الانفجار الذي استهدف النائب انطوان غانم، طفت على الساحة السياسية احاديث ومعلومات عن وساطة كان يقودها النائب الراحل بين حزب الكتائب والتيار الوطني الحر.. لم يكتب لها ان تصل الى خاتمة سعيدة بعدما اطاح انفجار سن الفيل ببطلها.
السؤال الذي طرح في موازاة حديث الوساطة هو من المتضرر من التقارب المسيحي ـ المسيحي والكتائبي العوني حتى يذهب في غيه الى حد قتل الوسيط؟ مع ان ذلك لا يعني ان القاتل لم يكن يريد دفن مبادرة الرئيس نبيه بري التوافقية، لكن الاهم في الموضوع هو أن هناك من يستهدف الاجواء التوافقية فلا يراها تصب في مصلحته. 
من خلال المعلومات التي حصلت عليها" الانتقاد" فإن عملية التقارب التي كان يعمل عليها النائب غانم قطعت مراحل يمكن اعتبارها بالمهمة، وخصوصا أن لقاءات حصلت بين غانم نفسه وأحد القياديين في التيار الوطني الحر، كانت يمكن أن تؤسس الى لقاء بين العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل ينتج ورقة تفاهم على غرار التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله.
مصدر قيادي في التيار الوطني الحرّ، أكد لـ"الانتقاد" أن عملية التقارب كانت تهدف الى إعادة تصويب الأمور من خلال ثلاثة عناوين، تبدأ أولاً بوقف الحملات الإعلامية بين الكتائب والمعارضة وخصوصا التيار الوطني الحر، على أن يصار الى لقاء بين احد نواب تكتل التغيير والإصلاح والرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل لتصفية القلوب، يتم بعدها لقاء قمة بين العماد ميشال عون والجميل نفسه".
ويضيف المصدر: قبل سفر النائب غانم الى الخارج حصل لقاءان أو ثلاثة بينه وبين القيادي في التيار، وبعد عودته من الخارج اتصل غانم لترتيب لقاء آخر من اجل إكمال المهمة. لكن عملية الاغتيال حالت دون ذلك. ويؤكد المصدر ان الهدف من اللقاءات التي حصلت وبعضها حصل قبل الانتخابات المتنية هو تهدئة الأوضاع في المتن الشمالي، وصولا الى وقف المناوشات.
ويعتبر ان اللقاءات قبل الانتخابات كانت تهدف الى الوفاق المتني، وبعد الانتخابات كان العمل جاريا لإيجاد رؤية موحدة مستقبلية يمكن أن توصل الى ورقة تفاهم مع حزب الكتائب.    
لكن من هو المتضرر من عملية الاغتيال؟
يرى المصدر أن المجتمع المسيحي هو المتضرر من عملية الاغتيال، وكل من يريد خلاص البلد. ويضيف نراهم يستغلون الاستشهاد ويتحدثون عن أمور لا يحكى فيها الآن، وهي من سيترشح محله. ويشير الى أن المقصود من الاغتيال هو القضاء على حزب الكتائب مقدمة للقضاء على التيار الوطني الحر، وهذا يعني القضاء على المجتمع المسيحي بالنسبة للمسيحيين الذين يؤمنون بالوحدة والوفاق اللبناني ـ اللبناني.
ويضع المصدر عملية الاغتيال أيضا في خانة إحباط المسيحيين لأنه دائما نرى الهجوم السياسي على العماد عون والاغتيالات من حزب الكتائب، بينما لا يوجد هجوم على التقسيميين.
ويرى المصدر في التيار ان عملية الاغتيال لها تأثير على الانتخابات الرئاسية، من اجل استغلالها لتمرير الانتخابات من خلال الأمم المتحدة تحت الفصل السابع كما قال احد زعماء الرابع عشر من شباط.
في المقابل لم يستبعد مصدر قيادي في حزب الكتائب المسعى التوافقي من قبل غانم وذلك لما يعرفه عنه من شخصية تسعى الى التوافق والى جمع المتنافسين سياسيا. المصدر الكتائبي تحدث  لجريدة "الانتقاد" عن ثلاثة استنتاجات:
أولا: أشيع من بعد استشهاد النائب غانم أنه وهو في بلد خليجي لجأ إليه مثل سائر النواب في الأكثرية على سبيل الحماية، انه التقى صدفة شخصية اغترابية لبنانية في نيجيريا (من آل شاغوري) وهذه الشخصية معروفة بميولها وتأييدها للتيار الوطني الحر، وانه حصل خلال اللقاء تبادل كلام حول إحداث تقارب بين الكتائب والتيار الوطني الحر.
ثانيا: هذا الموضوع لم يصل الى القيادة الكتائبية، ولم يتم بحثه على مستوى القيادة، وربما كان الموضوع ينتظر عودة غانم الى لبنان لكي يطرح هذا الأمر في حال كان الأمر مؤكدا.
ثالثا: لدى النائب غانم نية في التقارب، لأنه بطبعه وبما هو معروف عن خلقه وعن سلوكه المعتدل والعاقل والمنفتح لا يستبعد أن ينظر بإيجابية الى هذا الموضوع، فإذا قيل ان غانم كان من الراغبين بأن يحصل تقارب بين قيادات سياسية متنافسة فهو من المؤكد سيكون مع هذا الخيار. 
ويرى المصدر ان الهدف من اغتيال غانم هو اغتيال التسوية التي كانت قائمة، ويضيف "هناك فريق سياسي كان يعتبر أن التسوية انتحار وخيانة، وعندما قُتل غانم نسفت جسور التسوية، عندها كان هناك إصرار اكبر على التسوية وحظوظ مبادرة الرئيس بري اكبر مما كانت عليه في المرحلة السابقة، إذ أن النتيجة كانت معاكسة لما أراده المجرمون". ويختم المصدر بأنه "إذا كان المقصود بالقتل تعطيل المبادرات ونسفها، فإن النتيجة كانت معاكسة لهذا الغرض".
مصعب قشمر
الانتقاد / العدد 1234 ـ 28 أيلول/سبتمبر 2007

2007-09-28