ارشيف من : 2005-2008
الاحتلال يتخذ خطوات جديدة لحصار حماس في غزة وصواريخ المقاومة تصبح أكثر دقة
غزة ـ عماد عيد
اختار الجيش الصهيوني تكثيف عملياته العسكرية في الأراضي الفلسطينية من خلال عدة سيناريوهات هي في الأصل سيناريوهات قديمة جديدة برغم كل الحديث عن آفاق جديدة للسلام وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الكيان الصهيوني.. فعملية مخيم عين بيت الماء في نابلس بالضفة الغربية تعيد الأذهان إلى العمليات العسكرية الكبرى التي نفذها الجيش الصهيوني بالأراضي الفلسطينية أواسط انتفاضة الأقصى وان كان مسرحها اصغر مساحة من العمليات العسكرية السابقة، لكن أن يقضي الجيش الصهيوني عدة أيام متواصلة في عملية عسكرية واحدة بهذه القوة فهذا يعزز القناعة لدى المراقبين بأن جيش الاحتلال يهيئ نفسه إلى ما هو اكبر سواء أكان ذلك في الأراضي الفلسطينية أو في المحيط، أي في بعض الدول العربية كما ذهب بعض المراقبين.

آخرون ذهبوا إلى أن الجيش الصهيوني ما زال يهيئ نفسه لعمليات داخل الأراضي الفلسطينية وخصوصا في قطاع غزة، لكنه لن يتخذ قرارا بتنفيذها على نطاق واسع ما دام أن التوتر على الجبهة السورية لم يتوقف، وما دام أن الخطر الإيراني على حد قول قادة الكيان الصهيوني لم يتقلص، وبالتالي فإن أي عملية عسكرية كبيرة تطال مساحات واسعة داخل قطاع غزة أو اجتياح يطال القطاع كله يتطلب ولا شك التعرف الى وجهة الملف النووي الإيراني خصوصا في ظل المفاجآت التي تكشف عنها إيران في كل مناسبة تقريبا كما هو الحال بالنسبة للصاروخ الذي تم تطويره ليصل إلى ألفي كيلومتر تقريبا والطائرات من صنع إيراني وغيرها، وهو أمر مزعج بالنسبة للكيان الصهيوني بشكل خاص لا سيما مع تصاعد لهجة التهديد بين إيران والكيان الصهيوني، ومع الكشف الإيراني عن ستمئة صاروخ موجهة نحو إسرائيل إذا ما تعرضت إيران لضربة مهما كان مصدرها.
وبحسب المصادر الفلسطينية فإن تريث الجيش الصهيوني عن الرد بشكل استعراضي في قطاع غزة على إصابة العشرات من جنوده في قصف صاروخي من غزة برغم التهديدات الكبيرة ينصب أساسا في هذا الاتجاه، إلى جانب محاولة الجيش الصهيوني التعرف أكثر الى التطور الذي وصلت إليه تقنية الصواريخ المحلية الصنع في قطاع غزة.
وقد ذكرت مصادر مقربة من فصائل المقاومة الفلسطينية أن هذه التقنية قد تطورت فعلا بفعل معلومات أصبحت بحوزة المقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بالمواد الدافعة للصواريخ وكذلك بالتدريبات المكثفة على وسائل إطلاق جديدة تساعد في زيادة دقة الإصابة لهذه الصواريخ.. وقد أخذت وسائل الإعلام الصهيونية منحى هجوميا على الحكومة الصهيونية مطالبة إياها باتخاذ سياسة أكثر قسوة مع قطاع غزة من اجل وقف ظاهرة إطلاق الصواريخ، إلى جانب تكثيف الحديث عن الحدود المصرية الفلسطينية والأنفاق هناك وتضخيم القضية والتلويح من خلال مصادر صهيونية بسيناريوهات محتملة هناك من قبيل احتلال هذا الشريط من جديد بعد تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق عسكرية، والعمل فيه وفق هذا المنطق العسكري.
وكما هو واضح فإن الكيان الصهيوني اتجه نحو تشديد الحصار على قطاع غزة وإغلاق معابره تحت ذرائع متعددة غير ذريعة سيطرة حماس على قطاع غزة، والتركيز على الحصار المالي في هذه المرحلة، وهو ما قامت به بعض البنوك الصهيونية وأكبرها في المقدمة وهو بنك لئومي من وقف كل التعاملات مع بنوك قطاع غزة، وذلك في محاولة لتجفيف أية منابع يمكن أن يكون لها صلة بوصول أموال إلى حماس أو أي فصيل مقاوم في قطاع غزة، وبالتالي إضعاف البنية التحتية لهذه الفصائل وإضعاف عامل المقاومة لدى قطاع غزة في مواجهة أي اجتياح أو عملية عسكرية صهيونية قادمة في المستقبل القريب.
وفي المقابل فإن محاولات فلسطينية سجلت لفرملة أي اجتياح قادم ضد القطاع في هذه المرحلة، وكان على رأس هذه المحاولات استمرار التصريحات الصادرة عن حكومة حماس في غزة بالتزامها بالتهدئة مع الكيان الصهيوني أو إمكانية التفاهم على تهدئة من اجل وقف الصواريخ مقابل رفع الحصار ووقف أي اجتياح في القطاع جنبا إلى جنب مع التزام كتائب القسام الحديدي بعدم إطلاق أي صاروخ على أهداف صهيونية خلف الخط الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين، واقتصار الأمر على قذائف هاون على آليات تشارك في توغلات ميدانية داخل قطاع غزة.
الانتقاد / العدد 1234 ـ 28 أيلول/سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018