ارشيف من : 2005-2008

من يحرق لبنان الاخضر؟

من يحرق لبنان الاخضر؟

أكلت النار في الايام الماضية ما يقدره الخبراء بعشر غابات لبنان المتبقية.. كل اللبنانيين كانوا ينظرون بعين دامعة الى ثروتهم الحرجية تحترق شجرة تلو أخرى من القبيات في أقصى الشمال حتى العديد من مناطق جبل لبنان، وصولاً الى حاصبيا جنوباً.. لكن الدموع لا يمكنها أن تطفئ حريقاً، كان يجب أن نفعل شيئاً!.
الامر لا يتعلق فقط بـاحتراق 2% من الـ 13% وهي المساحة المتبقية من أحراج لبنان. بل بالاضرار الصحية والاقتصادية وحتى السياحية لهذا الحريق، والتي قد تستمر لفترة طويلة لا يمكن للخبراء أن يقدروها من الآن.
كان يجب على المواطنين أن يفعلوا شيئاً لمواجهة الحريق قبل حدوثه، لكن كان على الحكومة ان تفعل اشياء، كان عليها ان توافق على الموازنات المقترحة لتعزيز الدفاع المدني ولحماية الغابات دون تردد، فالامر لا يتعلق بشجرة في حديقة القصر او الوزارة، بل بثروة عمرها آلاف السنين تضيع بقرار تافه يتخذ بحجة توفير المال العام، بينما هذا المال يمكن أن ينفق هنا وهناك دون رادع ولاسباب غير ضرورية.
لو سألنا كم تدفع احدى الدول الصحراوية ومنها دول الخليج لقاء استصلاح أرض لتحولها الى خضراء. وكم تتكلف سنوياً لري المزروعات، وكم تتمنى لو أنها تستطيع ان تحمل امتاراً من غابات لبنان الى ارضها أو تستنسخ عنها.. لكنا عرفنا أن حجم الخسارة هو أكبر بكثير من حسابات الحكومة الحالية، والحكومات التي سبقتها، والتي كان يمكنها لو وافقت على خطة البيئيين ببناء أبراج مراقبة وخزانات مياه في الاحراج قبل اعوام، وكررت الامر في كل سنة، أن تتفادى المشكلة وان لا توقع لبنان تحت هذا المستوى من الخسائر التي لا تعوّض.
الأخطر في أمر الحرائق هو الجمر الذي تحت رمادها، فكثيرون يتحدثون عن أنها حرائق مفتعلة ويدعون الى التحقيق فيها والى معاقبة الجناة. هذا الامر واجب وضروري ويجب أن يحقق مع المقصرين والمهملين مهما كبرت رؤوسهم، خاصة من يثبت أن أداءهم أدى الى تلف هذه الثروة.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1235 ـ 5 تشرين الاول/اكتوبر 2007

2007-10-05