ارشيف من : 2005-2008

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله لـ"الانتقاد": الحريري على المحك وعون لن نفرط به

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله لـ"الانتقاد": الحريري على المحك وعون لن نفرط به


"لا تقول فول حتى يصير بالمكيول"، المثل اللبناني الدارج هو ألطف ما وجده النائب حسن حب الله لتوصيف الواقع المأزوم الذي تعيشه البلاد في ظل أزمة الاستحقاق الرئاسي، فالتفاؤل هنا يغدو بمثابة "جرعة زائدة" ومخاطرة حقيقية لأن "لنا تجارب سابقة مع هذا الفريق الذي لا يملك لا القرار ولا الارادة".
ولئن كان حليفا النائب سعد الحريري "المشاغبان" جنبلاط وجعجع باتا على الموجة الأميركية القصيرة والطويلة، يبقى ان الحريري برأي حب الله "على محك الاختبار الفعلي، حتى نرى إن كانت  لديه القدرة على اتخاذ القرار الحاسم".
حب الله الذي يطمئن إلى وضع المعارضة يؤكد أنها "متريثة في الإعلان عن اسم مرشحها لأنها تريد التوافق بين مختلف الأطراف"، نافياً ان يكون اسم العماد عون مادة للمقايضة على طاولة المفاوضات الجارية، فهو بالنسبة لهم "مرشح توافقي ولن نفرط به".
في مكتبه في المجلس النيابي التقت "الانتقاد" عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حب الله وتوقفت معه عند الاستحقاق الرئاسي:
    



ـ في خضم اللقاءات والمشاورات الحاصلة، هل لا يزال منسوب التفاؤل عندك مرتفعاً، أم بدأ ينضب كلما اقتربنا من الاستحقاق الرئاسي؟
إذا أردنا أن نصنف الواقع فنستطيع أن نقول المثل العامي: "لا تقول فول حتى يصير بالمكيول"، لأن لنا تجارب سابقة مع هذا الفريق الذي لا يملك لا قراراً ولا إرادة، ولذلك نحن حذرون من أن نطلق أي نوع من أنواع التفاؤل على ما يجري من حوار بانتظار النتيجة الملموسة، وبعدها نقول إن كنا نتفاءل أو نتشاءم.


ـ .. نتيجة الحوار الداخلي أم الاتصالات الإقليمية والدولية؟
نحن ننتظر إذا ما كان الدخان الأبيض سوف يتصاعد بين الافرقاء اللبنانيين في ما خص التوافق على رئيس للجمهورية، ومما لا شك فيه أن المتحاورين يتأثرون بالأوضاع الإقليمية. كما تعلمون فقوى 14 شباط قرارها ليس في لبنان بل في واشنطن، وهي تنتظر القرار من هناك.


ـ تبعاً لارتباطات الفريق الآخر بالأميركي، إلى أي حد تجد الاستحقاق الرئاسي خياراً لبنانياً لا أميركياً؟
الاستحقاق الرئاسي ينبغي أن يكون لبنانياً، لكن ما حصل منذ صدور القرار 1559 أن الأميركي بدأ يفكر في وضع يده على لبنان، ففرض بداية انتخابات نيابية في موعد محدد (2005)، ثم فرض حكومة نتيجة ولادة التحالف الرباعي، هذا التحالف الذي سرعان ما انقض عليه فريق 14 شباط.. وتوالت الأحداث في لبنان إلى أن جاءت حرب تموز وألحقت المقاومة الهزيمة بالعدو الإسرائيلي، فخرج المشروع الأميركي الإسرائيلي مهزوماً، لكنه يريد أن يعيد الكرّة بأسلوب آخر، لأن الهدف الأميركي ما زال قائماً، وهو استهداف المقاومة وسلاحها. اليوم الأميركي لا يمكن أن يفرط بموقع رئاسة الجمهورية وبموقع رئاسة الحكومة، لأنه من خلالهما يريد ان يواجه المقاومة داخلياً. اللبنانيون يرفضون ذلك، وبالتالي أمام الأميركي خياران: إما الذهاب إلى انتخاب بالنصف زائداً واحداً، ما يعني المواجهة مع المعارضة، أي الذهاب إلى الفوضى، وإما أن يرضى الأميركي ويعطي الضوء الأخضر لجماعته للذهاب إلى التوافق.


ـ أي كفة ترجح الآن؟
الآن هناك مؤشرات ايجابية للتسوية ولكن غير مكتملة، هي ما زالت في إطار الحوار، وفي حال الفشل نحن ذاهبون لخيار آخر.
 
ـ خيار ماذا؟

خيار الفوضى.. فالذهاب إلى انتخاب بالنصف زائدا واحدا هو بمثابة انقلاب على الدولة وعلى الدستور وتعريض الوحدة الوطنية للخطر والانقسام. فمن يريد ذلك كأنه يقول لنا أنا أريد أن أسيطر على الدولة خلافاً للدستور مقدمة للسيطرة والمواجهة مع الشعب اللبناني من اجل فرض هيمنة المشروع الأميركي الإسرائيلي على لبنان الذي لم يستطع الاسرائيلي أن يفرضه في عدوان تموز!


ـ ماذا يمكن أن تفعل المعارضة إزاء هذا الانقلاب لو حصل؟
المعارضة منذ 11 تشرين الثاني لديها وسيلة واحدة هي الاعتصام، ولم تذهب إلى وسائل أخرى لأنها تريد أن تحافظ على السلم الأهلي في لبنان.


ـ .. برغم ذلك لم تفرمل تجاوزات الفريق الحاكم؟
الاعتصام عبّر عن سخط نصف اللبنانيين على هذه الحكومة التي ما كانت لتعيش لولا الأوكسجين الأميركي.. ونحن حفاظاً على الاستقرار والسلم الاهلي رفضنا استخدام وسائل أخرى. لكن اليوم عندما نشهد انقلاباً على السلطة وهيمنة على الدولة التي ستقود الى حرب اهلية فستجدنا نواجه هذا المشروع التقسيمي بأي من الوسائل المتاحة التي تخدم مصلحة وطننا.


ـ هل تعتقد أن النائب الحريري يستطيع أن يقنع حليفيه جنبلاط وجعجع بآليات التسوية أم أن الامر في غاية الصعوبة؟
إذا ما أردنا ان نقرأ قراءة تحليلية للوضع السياسي في لبنان نستطيع ان نقول إن من مصلحة سعد الحريري وتيار المستقبل حصول تسوية لأنها تسهل عليهم إدارة الدولة وممارسة الحكم بشكل أفضل، ومن جهة ثانية يبعد شبح الصراعات الداخلية والفتن الداخلية.. غير ان بعض فريق 14 شباط جاهر علناً برفضه التسوية لأنه يعتبر أن أي توافق بين اللبنانيين ستجعله أول الخاسرين، وقد يكون رفعه للصوت عاليا في وجه التوافق لأجل تحقيق المكاسب، وقد يكون بهدف العرقلة خدمة للمشروع الأميركي.


ـ يقولون إن التسوية تأتي برئيس ضعيف ومن زمن الوصاية السورية؟
إذا توافق اللبنانيون على رئيس هل سيكون هذا الرئيس ضعيفاً؟ الرئيس الضعيف هو الرئيس الذي يأتي مدعوماً من فريق من اللبنانيين ومرفوضا من فريق آخر. أما القول انهم يخشون الإتيان برئيس تابع لسوريا فنحن وإياهم ندرس كل الأسماء  ومشاريعها المطروحة لرئاسة الجمهورية، فإذا اتفقنا فليقل لنا كيف يكون تابعاً لسوريا. طبعا يجب على الرئيس أن لا يكون معادياً لسوريا، وهذا فيه مصلحة لبنان وسوريا معاً.
 
ـ إلى أي حد يملك الحريري القدرة على اتخاذ قرار بإبرام تسوية مع المعارضة من دون موافقة حليفيه جنبلاط وجعجع؟
سعد الحريري هو اليوم على المحك، وينبغي أن تكون لديه القدرة، ولكن هل سيتخذ القرار الحاسم؟ من تجربة السنتين من زمن التحالف الرباعي لم نجد سعد الحريري يتخذ مثل هذا القرار، وأسأل ماذا ينفعه إن ذهب إلى انتخاب رئيس للجمهورية يرفضه ما يزيد عن نصف اللبنانيين؟ كيف سيمارس سلطته وإدارته؟


ـ .. هذه هي اللعبة ويسمونها ديمقراطية؟
الديمقراطية في لبنان هي الديمقراطية التوافقية، وعندما نص الدستور اللبناني على الثلثين في الدورة الأولى كان يريد أن يؤمن الإجماع لانتخاب رئيس الجمهورية، وإن تعذر تأمين الأخيرة يكون بالنصف زائدا واحدا، واليوم ما لم يذهب نواب المعارضة إلى الجلسة لا يمكن تأمين الثلثين، وبالتالي نحن أمام انقسام.


ـ أمام هذا الواقع المأزوم.. رئيس كيفما كان أليس أفضل من حالة الفراغ دستوري؟
رئيس كيفما كان لا يستطيع أن يحكم.


ـ برأيك من الذي يمنع الحريري من السير في التوافق، سيما انه يملك اكبر كتلة برلمانية؟
فريق 14 شباط هو في الأعم جزء من المشروع الأميركي في لبنان، ولكن هناك تباين بين مكوناته السياسية، خصوصاً ان سعد الحريري ينتمي إلى طائفة كبيرة، وهذه الطائفة كانت لفترة كبيرة حاضنة للعروبة والإسلام، وبالتالي لا يمكن من يقود هذه الطائفة ان يكون في مواجهة المقاومة التي تدافع عن العروبة والإسلام. أعتقد ان سعد الحريري  يعيش حالة من الانفصام، وبالتالي هو يحتاج إلى قرار جريء.


ـ هل يملك هذا القرار؟
نترك الأمر للأيام.. لكن حتى هذه الساعة ليس هناك من دلالات واضحة.


ـ لماذا لم تتبنَّ المعارضة ترشيح العماد عون رسمياً.. ما تنتظر؟
المعارضة منذ البداية كانت تدعو إلى التوافق، لذا هي متريثة في الإعلان عن اسم مرشحها، لأنها تريد التوافق بين مختلف الأطراف.


ـ هل يمكن أن تضحي المعارضة بالعماد عون لقاء مرشح توافقي؟
ميشال عون احد المرشحين التوافقيين ولن نفرط به، ونحن إذا ما التزمنا بكلمة لا يمكن أن نفرط بها.


ـ .. ما معنى أن يراسل جنبلاط الادارة الاميركية عشية زيارة الحريري إلى واشنطن؟
حنبلاط يحاول ان يمارس عملية ضغط تتلاءم مع ما يريد المجتمع الغربي والأميركي لمواجهة المقاومة في لبنان، لكن هذا الأمر لن يفيده. وزيارة الحريري تأتي في إطار الرعاية الأميركية لفريقها في لبنان من اجل الخروج دون أي خسائر، لأن هذا الاستحقاق قد يعرض "الأكثرية" للاهتزاز.


ـ هل سيحمل الحريري معه من واشنطن "كلمة السر"، أم ان الأمر لا يتعدى الرفد المعنوي للأكثرية؟
الأميركي ليس في عجلة من أمره لإعطاء كلمة السر بانتظار ربع الساعة الأخير، لكون الأمر مرتبطا بالوضع في العراق وفلسطين ومؤتمر بوش الدولي.


ـ هل سيكون لدينا رئيس قبل 23 تشرين الأول؟
لا أعتقد، وربما تؤجل الجلسة إلى موعد آخر لعدم اكتمال النصاب.


الإنماء بعد عدوان تموز


ـ كيف تقيم أداء الحكومة الإنمائي بعد عدوان تموز؟
ـ تقييم سلبي، وكأن الحكومة تريد معاقبة الذين صمدوا في مواجهة العدوان.. إلى الآن التعويضات لم تبلغ الثلث، فضلا عن بطئها المتعمد في إزالة الركام وإعادة الإعمار وترميم البنى التحتية.


ـ تعتبر منطقة صور منطقة سياحية مهمة في لبنان.. هل تلقى هذه المنطقة الاهتمام المطلوب؟
بصراحة مناطق مماثلة لصور تعطى الكهرباء 24 على 24، فيما المدينة تقطع عنها الكهرباء كأي حي في بلدة في الجنوب. هناك غياب كامل للدولة مقابل قيام بعض الجمعيات الأهلية والبلديات مكان الدولة على المستوى الإنمائي.


ـ يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني (قده) في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، ما أهمية إحيائه في هذا الظرف الدولي الصعب؟
هو اليوم الذي أراد الإمام الخميني من خلاله ان يذكر العالم الإسلامي والعربي وكل أحرار العالم بأن القدس التي هي محط أنظار الديانتين الإسلامية والمسيحية، مغتصبة وتحت الاحتلال، في الوقت الذي يدعي فيه العالم الغربي انه مع حقوق الإنسان ومع التحرر. فالإمام أراد من خلال إحياء هذه المناسبة ان يجعل هذا اليوم في وجدان الأمة بشكل متتابع سنة بعد سنة.
          
الانتقاد/ العدد 1235 ـ 5 تشرين الاول/اكتوبر 2007    


2007-10-05