ارشيف من : 2005-2008
تقليب سريع بين المحطات في الشهر الكريم : الجميع ينافس والأعمال التاريخية أصبحت من التاريخ
شئنا أم أبينا، تحوّل شهر رمضان الى نقطة ارتكاز تلفزيونية، تتجمع فيها أضخم الانتاجات الدرامية، وبرامج المنوعات والمسابقات، وأيضاً تحوّل هذا الشهر الى مناسبة لتغيير "اللوك" التلفزيوني، واستقطاب المقدمين (النجوم) والدخول في بورصة المنافسة وعرض العضلات، في اطار واسع من الحملات الاعلانية الضخمة التي كانت تقتصر على المحطات العالية التمويل.
هنا رصد للمشهد التلفزيوني العام لمستجدات النصف الأول من الشهر الكريم:
المنار
بزخم واضح استطاعت قناة المنار الانتقال من مرحلة برامج حرب تموز 2006، التي كانت كبيرة وضخمة كمّاً وإنتاجاً ونوعاً، الى مرحلة جديدة ومتنوعة، تتمثل في الموسم التلفزيوني "الرمضاني".
على مستوى المسلسلات سجّل المنار أكثر من نقطة أبرزها المسلسل السوري "باب الحارة" في جزئه الثاني، الذي كان جزؤه الأول الماضي محط أنظار الجميع، نظراً لعلو كعب الممثلين والمعالجة الدرامية وضخامة الانتاج، أما من الدراما المصرية فللمنار وقفة مع مسلسل "رجل غني فقير جداً" من تأليف وإخراج وبطولة محمد صبحي، كذلك هناك "نقطة نظام" مع صلاح السعدني وبوسي، ومن الدراما الخليجية يعرض المنار "قلوب من ورق" الذي يرصد إشكالية من الواقع الخليجي، حيث يقوم الأب بالتضحية من أجل مساعدة أبنائه على تأمين مستقبلهم.
ضمن البرامج المنوعة، يعتبر "نوّرتو" مع دريد لحام نقطة مركزية من حيث أهمية المقدم وحجم حضوره الشعبي في الوطن العربي، كذلك يسجّل للبرنامج نوعية ضيوفه والتنوع الذي يتمتعون به، فهذا رائد في مجال التمثيل وذاك علم في الرياضة أو الأدب. أما برنامج المسابقات "دقيقة ونص" (تقديم ايهاب ابي ناصيف، اعداد حسن عبيد، اخراج طلال مرتضى) فهو عبارة عن أسئلة تتم من خلال الكمبيوتر، والتواصل مع الجمهور، أما "المشاهد شاهد" (تقديم أنور جمعة، إعداد محمد النابلسي، اخراج احمد يوسف) فهو يعود في موسم جديد مع ذات طاقم العمل التمثيلي المباشر.
كما يسجل للمنار حملتها الإعلانية الكبرى، والتجديد البصري الذي بدا واضحاً على الشاشة لناحية الفواصل والترويج للبرامج.
تلفزيون "الجديد"
إذا ما أردنا المقارنة بين المواسم السابقة وهذا الموسم، سرعان ما نكتشف الفوارق الشاسعة على شاشة "الجديد"، فبعد أن كانت المحطة تعرض المسلسلات المعادة والاكتفاء بالبرنامج الذي يقدمه نيشان دير هاروتسيون يومياً، عمدت هذا العام الى تقديم مسلسلات العرض الأول، كما زادت برامج المنوعات وبعقل استراتيجي جديد، هو أشبه بمناخات العولمة، فمثلاً يقدّم برنامج "الفرصة" (تقديم طوني خليفة) في انتاج مشترك مع التلفزيون الأردني، ويعرض على القناتين بالتزامن، كما يعرض في ذات الوقت على القناة اليمنية.
ومن علامات التحول في "الجديد"، التحالف مع مؤسسات اعلانية عربية مثل "الكون" الاردنية و"طيف" السورية، اضافة الى انضمام مكتب "نيو،تي،في ميديا سيرفيسنر" الى شركة "إن أم أس" وإقامة مكتب أساسي لها في الرياض.
ونتيجة هذه التحالفات ظهرت سريعاً على الأرض، من خلال حملة الترويج الواسعة لبرامج الجديد الرمضانية في الصحف والمجلات والإذاعات والطرقات.
علماً أن القيمين على المحطة يردون هذا التغيير الجذري الى حجم المنافسة، وسبل الخروج من الدائرة السياسية البحتة، وتحديداً في الشق الفضائي من المحطة، خاصة إذا علمنا أن السياسة كانت السبب الرئيسي في تراجع محطة المستقبل الى الدرجة 30 بين المحطات الفضائية العربية.
"المستقبل" وآخرون..
على الرغم من عرض "المستقبل" لأربعة مسلسلات مصرية بارزة مثل "يتربى في عزو" (بطولة يحيى الفخراني) و"حنان وحنين" (بطولة عمر الشريف) و"عمارة يعقوبيان" (بطولة صلاح السعدني) و"أحلامك أوامر") (بطولة ماجدة زكي) إلا أن زمن المسلسل الأوحد الذي يستحوذ على أعلى نسب المشاهدة قد ولاّ، وهو ما كانت تكسبه المستقبل عندما تعرض أعمال يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرى.
من ناحية ثانية لا يزال برنامج ميشال قزي الترفيهي، يتخبط في دوامة النمطية، التي أخرجته منذ سنوات من دائرة المنافسة، علماً أن الشيف رمزي بقي الحصان الرابح في برامج الطبخ.
أما الـ"إم.بي.سي" فهي من المحطات التي تُعرف بسخائها على انتاجاتها كما على الأعمال التي تشتريها، وهي غالباً ما تكون عرضاً حصرياً أو عرضاً أول، لكنها هذا العام من دون أي بصمة تاريخية، لكن بالعموم بدا وكأن البرامج التاريخية قد انقرضت كلياً عن الشاشات، ولم تعد هكذا انتاجات ضمن لوائح الانتاج المصري ولا حتى السوري، الذي يكتفي بالقصص التاريخية القريبة نسبياً.
أيضاً من الملاحظات العامة، نسجل ابتعاد القنوات الإخبارية مثل الجزيرة والعربية والعالم، عن احتلال المراتب الأولى لناحية عدد المشاهدين وذلك بعد أن كرّست الأعراف، شهر رمضان محطة لإراحة الرأس والاسترخاء!
عبد الحليم حمود
الانتقاد / العدد 1234 ـ 28 أيلول/سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018