ارشيف من : 2005-2008
الاحتلال يشدد الطوق العسكري على القدس خلافا لمزاعمه عن التسهيلات
الاحتفالات بأحد أعياد اليهود، فيما واصلت عزل وحصار مدينة القدس ومنع المواطنين من الدخول إليها والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلوات والشعائر الدينية في أيام شهر رمضان الكريم برحابه الطاهر.
وأوضحت جمعية الشبان المسلمين بضاحية البريد في القدس أنه على عكس ما تروجه وسائل إعلام الاحتلال من إدخال تسهيلات على الطرق والحواجز، فإنها أدخلت المزيد من الإجراءات المشددة والمعقدة حتى على عملية دخول المواطنين المقدسيين من ضواحي المدينة عبر المعابر والحواجز، ولفتت إلى أن جنود الاحتلال على حاجز ضاحية البريد، شمال القدس، والحاجز الآخر بالقرب من مدرسة راهبات الوردية يُعيدون المواطنين المقدسيين من حملة الهوية الزرقاء ويمنعوهم من الدخول عبر الحاجزين، حتى للقاطنين بجوار الحاجزين، ويطلبوا منهم التوجه إلى معبر قلنديا العسكري. ورغم نشاط وسائل إعلام الاحتلال المتنوعة في الترويج لما زعمته بإدخال سلطاتهم لتسهيلات على الطرق والحواجز العسكرية التي تقام على مداخل مدينة القدس المحتلة، والقرى والمدن الأخرى، إلا أن ما يُشاهده المواطن الفلسطيني يدحض هذه المزاعم من أول وهلة، وليس أدل على ذلك من أداء آلاف المواطنين صلاة الجمعة الفائتة على الحواجز والمعابر العسكرية، كما أحكمت قوات الاحتلال، منذ بداية شهر رمضان حصارها للقدس، وطوقتها وبشكل كامل وعزلتها عن محيطها الخارجي، ومنعت ألاف المصلين من المدن كافة، ومن ضواحي القدس من ثواب الصلاة بالمسجد المبارك، والتزاور مع الأهل والأقارب والأصدقاء.
وأوضحت الجمعية أن المواطنين المقدسيين في ضواحي وبلدات وقرى القدس القابعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري لم يكونوا أحسن حالاً من أقرانهم من أبناء محافظات الوطن، ويواجهون إجراءات احتلالية مشددة على حركة تنقلاتهم من والى المسجد الأقصى المبارك، وتتعرض سياراتهم إلى الملاحقات والمخالفات، في ما تعكس صور الحواجز العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيالة الثابتة منها والمُباغتة أجواء الاحتلال على القدس وسكانها.
وأضافت أن المقدسيين لم يتمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى، في يوم الجمعة وفي غيره من أيام الشهر الفضيل، بسبب الإجراءات التعسفية المفروضة حيث تشهد المداخل الرئيسية والطرق الفرعية المؤدية إلى البلدة القديمة تمركزاً مُكثفاً للآليات العسكرية وجنود الاحتلال، وسط العشرات من الحواجز العسكرية المحاطة بالأسلاك الشائكة والتي تُعيق حركة وصول المواطنين فضلاً عن انتشار الدوريات العسكرية والشرطية في محاور الطرق والشوارع الرئيسية بهدف إحكام الحصار والدفع باتجاه المزيد من إجراءات لعرقلة وصول المواطنين إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
ووسط كل هذه الإجراءات، تعيش القدس حاليا في عزلة تامة عن محيطها الفلسطيني بعد أن حولها الاحتلال إلى مدينة عسكرية مغلقة أدى إلى خنققها وسكانها وزوارها وروادها، فضلاً عن المآسي والمصاعب التي يُخلّفها جدار الضم والتوسع العنصري الذي اكتمل بناؤه والتف كالأفعى حول المدينة ليصبح دخول المدينة أمراً مستحيلاً وضرباً من ضروب الخيال.
المواطن إياد محمد حسين من بلدة أبو ديس في ضواحي القدس، قال إن الاحتلال منعه كما منع آلافاً من مواطني البلدة والبلدات المجاورة، والتي لا تبعد عن المسجد الأقصى سوى دقائق معدودة، من دخول القدس من خلال عزلهم بجدار الضم العنصري، مؤكدا، في حديثه لـ "وفا" أن الاحتلال أحكم سيطرته على القدس واختطفها من أبنائها ويمارس أبشع أنواع الانتهاكات للحريات الدينية في العالم، وقال إن منع المواطنين من دخول القدس ومن أداء الصلوات والشعائر الدينية في الأقصى المبارك، واستمرار الحفريات تحت الأقصى، كلها تندرج في إطار الهدف الأساسي للاحتلال بتقويض أساسات المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وإحداث خلل ديمغرافي لصالح المستعمرين وفرض إجراءات تعسفية لإرغام المواطنين الفلسطينيين بهدف تهويدها بالكامل.
وكان سماحة كل من الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، والشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة، ومؤسسات وشخصيات القدس الوطنية والدينية والاعتبارية استنكرت ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاتها التعسفية في شهر رمضان الكريم وسائر الأيام، وأكدت أن هذه الممارسات تؤكد الوجه القبيح للاحتلال الذي يتمادى في عدوانه على الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وابسط مبادئ حقوق الإنسان في حرية العبادة وحرية الوصول إلى أماكن العبادة؛ وناشدت المواطنين في كافة محافظات الوطن بتجاوز حواجز ومعابر الاحتلال وشد الرحال للصلاة بالمسجد الأقصى على مدار الأيام، والانتقال من حالة ردات الفعل المحدودة إلى حالات فرض الأمر الواقع.
ومهما حاول الاحتلال بممارساته وإجراءاته النيل من القدس وسكانها، تبقى مقدساتها، وفي مقدمتها درة القدس المسجد الأقصى المبارك، بمثابة الهوية الحقيقية للمدينة وأهلها.
اتلمصدر : وكالة الانباء الفلسطينية ـ وفا
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018