ارشيف من : 2005-2008
الحرم الإبراهيمي بالخليل في بؤرة الإستهداف الإسرائيلي من جديد
الإبراهيمي الشريف بالبلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقبل أيام قررت سلطات الإحتلال سقف الصحن الواقع وسط المسجد، في خطوة اعتبرها المعنيون والمتابعون لشأن تهويد الحرم، محاولة أخرى لوضع اليد بالكامل على الحرم الشريف.
ويشهد الحرم الإبراهيمي بالخليل اجراءات اسرائيلية مشددة منذ المجزرة التي ارتكبها المستعمر اليهودي باروخ غولدشتاين في الخامس والعشرين من شباط العام 1994 وراح ضحيتها 39 شهيدا وأكثر من 300 جريح من المصلين والمواطنين الفلسطينين.
وقال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين وخطيب الحرم الإبرايهيمي إن سلطات الاحتلال تخطط بشكل تدريجي للاستيلاء على الحرم، حيث جرى تقسيمه بالقوة، ووضع البوابات الإلكترونية على مداخله، ومنع المصلين من دخوله والصلاة فيه، ومنع رفع الأذان من على مآذنه أكثر من ستين مرة شهرياً، ووضع الحواجز العسكرية على مداخل البلدة القديمة بهدف تهويدها وعرقلة وصول المصلين إليه، وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وأضاف سماحة الشيخ التميمي، أن ما قررته سلطات الاحتلال مؤخراً من سقف صحنه، الذي إذا ما تم تنفيذه، فإنه سيعطل أداء الصلاة فيه، مشيراً إلى أن الصحن يمثل ضرورة صحية في الحرم كما في كل المساجد وأماكن العبادة، فهو الذي يؤمِّن التنفس والتهوية للمصلين، ويجنبهم أي مكروه في حالة حدوث أي عدوان طارئ عليه، بالإضافة إلى أن القرار يهدف أساساً إلى تغيير معالم الحرم التاريخية، وهي مرحلة متقدمة لتحويله إلى كنيس يهودي، مبيناً أن المخطط الإسرائيلي وجميع الإجراءات التي قامت بها سلطات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي الشريف وفي المسجد الأقصى المبارك باطلة، وتتنافى مع المبادئ التي قررتها كافة الشرائع الإلهية والاتفاقيات والمواثيق الدولية والتي تحرم ازدواجية العبادة في مكان واحد لأكثر من دين.
وطالب التميمي منظمة اليونسكو، التدخل على وجه السرعة والضغط الجدي على الحكومة الإسرائيلية لمنع تنفيذ هذه الجريمة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف، الذي يعتبر المسجد الرابع في الإسلام من حيث الأهمية والمكانة الدينية، مؤكداً هويته الإسلامية بجميع أجزائه وأروقته وقبابه وأبوابه، فهو مسجد خالص للمسلمين، لا حق فيه لليهود من قريب ولا من بعيد.
كما ناشد أبناء محافظة الخليل، ومن يتمكن من أبناء شعبنا، المواظبة على الصلاة في الحرم الإبراهيمي، وتكثيف حضورهم فيه لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية إلى الهيمنة عليه والنيل منه.
وقال الشيخ سعود الخطيب (55 عاما) رئيس الحراس في الحرم الإبراهيمي ،إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قسمت الحرم منذ تاريخ المجزرة المذكورة الى قسمين غير متساويين بين المصلين الفلسطينيين والمستعمرين اليهود ،حيث خصص لليهود أكثر من 65% من مساحة الحرم البالغة أربعة دونمات و35% فقط للفلسطينيين، وما تبقى لنا كمسلمين فقط هو مقام النبي إسحاق عليه السلام ومقام لسيدتنا رقية وجزء من مقامي النبي إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وهذا الجزء يتمثل في نافذه يتم من خلالها النظر للمقامين وقراءه الفاتحة والأدعية والأذكار على مقربة منهما.
وأضاف:"في داخل الحرم وما حوله يوجد 29 كاميرا تصوير وأجهزة لالتقاط الصوت عن بعد، وتتم مراقبة المصلين أثناء دخولهم وصلاتهم وخروجهم من المكان واعتقال كل من يشتبه فيه من قبل جنود الاحتلال، ولذلك فان نسبة الشباب المصلين في الحرم قلّت بشكل ملحوظ ، فالسواد الأعظم ممن يرتادون الحرم هم من النساء والرجال كبار السن، ومع ذلك يتعرضون أيضا للمضايقات التي تهدف لمنع الفلسطينين من الصلاه في هذا المكان المقدس الذي يعتبره المستعمرون اليهود مكانا خاصا بهم ويتمتع بقدسية كبيرة من جانبهم.
ولفت الخطيب الى أن الحرم الشريف يتم إغلاقه بالكامل أمام المصلين المسلمين خلال العام الواحد أكثر من عشرة أيام واقتصار الوجود فيه على اليهود، أثناء أعياد تسمى بـ"العرش، البيسح، التوبة" وغيرها من الأعياد العبرية.
ويوجد في مدينة الخليل أربع بؤر استعمارية وهي: "الدبويا"، بيت هداسا"، "منطقة البلدية القديمة "بيت رومانو"، سوق الحسبة"، أبراهام أبينو"، إضافة إلى "كريات أربع"، حيث تضم هذه المواقع نحو 600 مستعمر اسرائيلي بمان فيهم طلاب "المعهد الديني اليهودي"، فيما يوفر الحراسة لهؤلاء المستعمرين، آلاف الجنود.
المصدر : وكالات ـ وفا
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018