ارشيف من : 2005-2008
«هآرتس» تكشف خطة إقامة دولة الضفة: ضم الكتل الاستيطانية ... وترحيل فلسطينيي الـ48
الاسرائيلي شمعون بيريز تقضي بالانسحاب من الضفة الغربية إلى حدود الرابع من حزيران، مع تعديلات يتم التعويض عنها بأراض «إسرائيلية» مع سكانها من فلسطينيي الـ,48 ما يشكل تطبيقا لمبدأ «الترانسفير» الصهيوني.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نشرت، في صدر صفحتها الرئيسية، نبأ توافق كل من أولمرت وبيريز على خطة قوامها إنشاء دولة فلسطينية على 100 في المئة من مساحة الضفة في إطار اتفاق سلام شامل. وكتب عكيفا الدار أن اولمرت يدرس مسارا جديدا للسلام، تقترح بموجبه اسرائيل ان تنقل الى الدولة الفلسطينية أراضي بحجم 100 في المئة من المناطق التي احتلت في العام .1967 وفي مقابل كتل استيطانية قدرتها الصحيفة بحجم خمسة في المئة تقريبا من اراضي الضفة، تقترح اسرائيل على الفلسطينيين اجراء مفاوضات على تعويض اقليمي مناسب من داخل الاراضي السيادية لاسرائيل.
وضمن امور اخرى، يجري فحص امكانات مختلفة لتبادل الكتل الاستيطانية بكتل من البلدات العربية داخل نطاق اسرائيل، بالتوافق مع السكان. وهو ما سيسمح لحزب «اسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان بالبقاء في الائتلاف الحكومي.
وأشارت «هآرتس» إلى أن بيريز ابلغ اولمرت بالمسار الجديد، بعد ايام من دخوله مقر الرئاسة. وهو يتضمن جدولا زمنيا للمفاوضات على التسوية الدائمة وتطبيقها،
على نحو يشبه صيغة اتفاق بيريز ـ احمد قريع (ابو علاء) في اواخر العام .2001 المبدأ الاساس هو طرح الخطوط الهيكلية للدولة الفلسطينية، تسوية مشكلة اللاجئين منذ بداية المفاوضات وتطبيق الاتفاق بالتدريج. ويشترط التطبيق بوفاء الطرفين بالتزاماتهما، ولا سيما في كل ما يتعلق بالامن. ويفترض بطرح «الافق السياسي» مسبقا أن يساعد على تجنيد التأييد الواسع وسحب البساط من تحت قدمي حركة حماس. ولم يقرر اولمرت بعد موقفه بالنسبة لكل بنود المسار، لكن من المعروف انه لا يرفض الافكار الاساسية الواردة في الوثيقة.
وعلم أن المبادئ بحثت في اتصالات سرية غير رسمية مع مستشاري الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحصلت على مباركتهم. فهم لا يستبعدون أيضا اقامة كونفدرالية بين الضفة والاردن، بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة. ويسود في الطرفين اجماع واسع على أن الشرخ بين فتح وحماس والشقاق بين الضفة والقطاع، يوفران امكانية بلوغ تفاهمات لم يكن ممكنا التوصل اليها من قبل، وإذا لم يتحقق الاتفاق الدائم في أقرب وقت ممكن، فإن الفرصة كفيلة بأن تمر قريبا. ويشارك في هذا التقدير مسؤولون كبار في الادارة الاميركية ايضا.
اما سائر أسس المسار فهي «تواصل اقليمي في الضفة الغربية؛ علم عربي أو فلسطيني في الحرم القدسي؛ ادارة مشتركة للديانات التوحيدية الثلاث في الحوض المقدس في البلدة القديمة من القدس، فيما تكون كل ديانة مسؤولة عن الاماكن المقدسة لابناء تلك الديانة؛ قرار صيغة «ابداعية» لبند اللاجئين يشوش مسألة حق العودة لاسرائيل ويعرض بدلا من ذلك حلولا عملية خارج حدود اسرائيل. كما يدور الحديث عن تعاون اقتصادي بين اسرائيل وفلسطين بمساعدات دولية واسعة لاعادة بناء المناطق المحتلة.
واعتبر الدار، في تحليل إخباري، أنه «بعد سيطرة حماس على غزة والتهديد بالسيطرة على الضفة، لم يعد أولمرت يعرف من أين يأتيه الشر: من لجنة فينوغراد، من الشرطة أم من مراقب الدولة. بنيامين نتنياهو يلاحقه وكذلك ايهود باراك، تسيبي ليفني، مئير شطريت وشاؤول موفاز. رئيس الدولة شمعون بيريز، حاييم رامون، موشيه شاحل وحفنة من الاصدقاء الذين بقوا الى جانبه، يتحدثون الى قلبه كي يراهن على الورقة الاخيرة المتبقية في يده: الورقة السياسية».
وكتب أن «بيريز الآن، ينفض الغبار عن تفاهمات بيريز ـ ابو علاء، التي القى بها أرييل شارون في سلة المهملات. ابو علاء طالب بأن يتناول الاعتراف بفلسطين صراحة حدود الرابع من حزيران .1967 شارون رفض الحراك ولو ميليمترا واحدا عن الصيغة العمومية للقرار الرقم ,242 التي تتحدث عن انسحاب الى حدود «آمنة ومتفق عليها». ورفض اقتراحا ان يلحق بصيغة القرار 242 رسالة اميركية تعلن فيها الولايات المتحدة أن حدود الرابع من حزيران هي، من جهتها، الاساس للتسوية».
وقال إلدار لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إن قطاع غزة ليس مشمولا في هذا الاقتراح بسبب سيطرة حماس عليه، موضحا أنه في حال تم الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين على اقتراح بيريز وإقيمت دولة فلسطينية، فلن تشمل غزة. وأضاف إلدار أن موضوع غزة «سيبقى مفتوحا» للبحث ويمكن شمله في الدولة الفلسطينية عندما تتغير الأوضاع فيه. وتابع إن الإسرائيليين يرون أن قيادة حركة فتح ستجري استفتاء على الاقتراح في الشارع الفلسطيني بعد الاتفاق عليه مع إسرائيل، أو ربما تخوض انتخابات تشريعية ورئاسية يشكل فيها اقتراح بيريز البرنامج السياسي لفتح.
وتساءل المعلقون الإسرائيليون عما إذا كان ما نشرته «هآرتس» خطة للأدراج أم للتطبيق. واعلن مكتب اولمرت في بيان «لا نعرف شيئا عن أي خطة كالتي وردت في مقال «هآرتس»، نود أن نوضح أن مثل هذه الخطة لم تدرس، ولم تطرح للنقاش في أي منبر».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم بيريز، أييلت فريش، «هذا الخبر عار عن الصحة»، مضيفة «برغم ذلك علينا أن نتذكر أن بيريز هو رجل سلام ولم يتوقف عن العمل والسعي لتحقيق السلام». وتابعت إن بيريز «لم يتحدث أبدا عن ربط عرب إسرائيل بخطة تبادل أراض».
ومع ذلك فإن مصداقية الدار يمكن ان تدفع الكثيرين لتصديق الصحيفة وليس ديواني أولمرت وبيريز.
والأهم أن هذه الخطة تحوي، في جوهرها، تبادلا سكانيا يقوم على إفراغ إسرائيل من سكانها العرب وفق مبدأ قيام دولتين يهودية وعربية على ارض فلسطين التاريخية.
من جهته، رفض النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي خطة بيريز، معتبرا أنها «تتعامل مع المواطنين العرب في إسرائيل على أنهم رهائن وليسوا مواطنين». وقال «انها فكرة قذرة وغير اخلاقية»، مضيفا «من غير المقبول بأي حال مقارنة مستوطنين استعماريين استولوا على الارض، بالسكان الاصليين من العرب الاسرائيليين».
المصدر : صحيفة السفير اللبنانية
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018