ارشيف من : 2005-2008
المنار تكشف بعضاً من وقائع جلسات الحكومة خلال الحرب : احد الوزراء سئل فتفت عن الية ولو بالقوة لنقل النازحين شمالا
السلطة بحق الوطن، أخيراً وليس آخراً طبعاً، هو ما كشف عنه احد الوزراء لقناة المنار، عن طرح احد وزراء فريق السلطة أثناء الحرب نقل النازحين ولو بالقوة إلى الشمال.
فلم تكد تمضي بضع ساعات على الإعلان عن وقف إطلاق النار في الرابع عشر من آب، حتى بدأت قوافل النازحين تتقاطر باتجاه القرى والبلدات في الجنوب والبقاع بصورة عفوية، تحدى من خلالها النازحون قسراً، فوهات المدافع الإسرائيلية، والطائرات الحربية التي لم تتوقف عن التحليق فوق رؤوسهم، بعد أن كانت قد أمطرت الجنوب بملايين القنابل العنقودية.
بدا واضحاً وقتها ان حكومة العدو منزعجة من السرعة التي ضبطت إيقاع عودة النازحين، ومقابل الصمت المريب للحكومة غير الشرعية التي لم تصدر نداءاً واضحاً للمواطنين لكي تشجعهم على العودة إلى ديارهم، سارع رئيس مجلس النواب نبيه بري في اليوم نفسه، الى توجيه هذا النداء داعياً النازحين إلى العودة الفورية إلى ديارهم والثبات في أرضهم.
يومها، لم يطلق الرئيس بري هذا النداء جزافاً او لمجرد تسجيل موقف، فالرئيس بري كان على اطلاع على محاضر جلسات مجلس الوزراء، التي تحدث عنها مؤخراً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اي محاولة فريق السلطة في احدى الجلسات، فصل إعلان وقف إطلاق النار عن عودة النازحين، الذين كان يفترض ان يمثلوا ورقة ضغط مستقبلية يتم الضغط من خلالها على قيادة المقاومة، لتحقيق مكاسب بالسياسية عجز العدو عن تحقيقها عبر الآلة الحربية.
وفي هذا الإطار، يكشف احد الوزراء عما حصل في إحدى الجلسات الوزارية التي كانت تعقد على وقع أصوات الغارات وهدير الطائرات الحربية للعدو، طرح احد وزراء فريق السلطة، تجميع النازحين من كل المناطق ونقلهم بمواكبة أمنية ومدنية تتمثل بالصليب الأحمر والدفاع المدني إلى الشمال، بل أكثر من ذلك، توجه يومها الوزير المذكور بالكلام الى وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، سائلاً إياه عما إذا كان من آلية تقضي بنقلهم ولو بالقوة الى الشمال.
لم يحصل وقتها الوزير المتضايق من وجود النازحين في الساحات العامة على مراده، عندها تبرع احد الوزراء بفكرة نيرة تتمثل بالقيام بحملة دعائية كبيرة، ترفع فيها لافتات يكتب عليها، الشمال يرحب بكم، لتشجيع النازحين.
بهذه البساطة والاستخفاف كان يتم التعاطي مع قضية بحجم الوطن كل الوطن، عنوانها أكثر من مليون نازح....
هذه الرواية عينة تختزنها المحاضر الرسمية لجلسات مجلس الوزراء أثناء العدوان على لبنان، ومع أنها محفوظة بموجب المواد الدستورية لدى رئاسة الجمهورية، ولدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إلا أن هذا لا يمنع احتفاظ وزراء المعارضة والموالاة على حد سواء بما كانوا يسجلون من وقائع هذه الجلسات، التي ان نشرت قد يعجب المواطن اللبناني لما كان يدور خلالها، فيما العدو يمطر لبنان من شماله إلى جنوبه بالغارات التي لم توفر الكبير ولا الصغير.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018