ارشيف من : 2005-2008
الرجل والأقزام
باب الاستحصال على جواب منهم، وهم الأقل قدرة على الإجابة ما داموا صغاراً، يترجمون أقوال أسيادهم، يكلّفون بتلاوة تصاريح جاهزة أو غب الطلب.
السؤال نطرحه من باب الاستهجان والاستغراب، فالسيد أشار في مستهل الخطاب الى أنه سيكون هادئاً وبعيداً عن الحماسة لأن المرحلة تتطلب الهدوء لا الانفعال.. ثم أن ما عرضه في خطابه هو ثوابت لطالما أكدها مراراً أولها التوافق، لتأمين مخرج وطني للأزمة، وواحد من الاحتمالات الممكنة للحل هو الاستفتاء الشعبي. الى هنا الأمر عادي بالنسبة لـ"رجال الوصاية الاميركية".
الأمر غير العادي، والذي أثار هذه العاصفة عندهم هو أن يقوم رجل من وسط الامم ويعلن صراحة اتهامه "اسرائيل" بقيامها بالاغتيالات، وهو ما لا يتفق مع أهوائهم ورغباتهم وسعيهم والوكالة المناطة بهم من أسيادهم، هذا إضافة إلى أن من يقول ذلك ويتهم إسرائيل هو سيد الوعد الصادق. وهو ليس من ناكثي العهود، ولا ممن يستخدمون الدموع لاجترار العواطف وحماية السيادة الوطنية بالرسائل والوشاية، ولا هو من ثقافة الشاي في مرجعيون..
من حقهم في حال من هذا النوع، مع عدم وجود التكافؤ بين الرجال والأقزام، بين المقاومين و...، بين الشرفاء و... أن يجن جنونهم، وأن يخرجوا من جحورهم تباعاً.. وحتى أن أولئك الذين اصطلح على تسميتهم بالخدم عند معلمهم في المختارة ظنوا أنهم إذا تطاولوا يصلون الى القمة، وهم يعلمون أنها مسوّرة بهالة من القلوب المجتمعة حول الرجل الصادق.. هنا في لبنان وفي كل العالم. حتى الأعداء يثقون به أكثر من قادتهم.
سيد المقاومة كان يتحدث في احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت في مناسبة وطنية وقومية وأمام جمهور لبناني وعربي.. لم يكن يتكلم لا من نيويورك ولا من واشنطن.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1236 ـ 12 تشرين الاول/ اكتوبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018