ارشيف من : 2005-2008

في تظاهرات هي الأكبر منذ 28 عاماً ..الشعب الإيراني يحيي يوم القدس: اقتربت نهاية الوحش الصهيوني

في تظاهرات هي الأكبر منذ 28 عاماً ..الشعب الإيراني يحيي يوم القدس: اقتربت نهاية الوحش الصهيوني

من شهر رمضان هو "يوم الاسلام ويوم اعلان الولاء لفلسطين والعداء لاسرائيل الغاصبة" انه يوم القدس العالمي. يومها تفاجأ الكثيرون من قائد الثورة التي لم يمض على انتصارها 4 اشهر، وهو يناشد المسلمين والمستضعفين في كل العالم بأن يهبوا لنصرة القدس وفلسطين، ما ازعج العواصم الكبرى التي كانت تنتظر من الثورة الشعبية الفتية ان تطلب الرضا والاعتراف والمساعدة منها! يومها قام إمام جمعة طهران المعين من قبل الامام الخميني واول خطيب في يوم القدس العالمي السيد علي الخامنئي ليعلن: اننا مع الشعب الفلسطيني المظلوم وضد النظام الصهيوني الغاصب مهما دعمته اميركا والغرب.‏

"يوم القدس العالمي" ومع اقترابه من عقده الثالث صار محطة عالمية لاعلان الالتزام بالقضية الاولى للعالم الاسلامي كما ترى الجمهورية الاسلامية بشعبها الذي يزيد حضوره سنة بعد سنة لتشهد إيران اكبر واضخم مسيرات شعبية في المناسبة الكبرى.‏

ملايين الصائمين الذين احيوا ليلة القدر حتى مطلع الفجر خرجوا مع ساعات الصباح الأولى في طهران والمحافظات الإيرانية كافة ليهتفوا "القدس ستنتصر واسرائيل الى زوال"، "الموت لإسرائيل – الموت لأمريكا"، ليميزوا يوم القدس هذا العام بملامح انتصار لبنان في حرب الـ33 يوما كعنوان لبداية نهاية المشروع الصهيوني، فكانت صور الامين العام لحزب الله "القائد العربي المؤمن والشجاع السيد حسن نصرالله" كما وصفه الامام الخامنئي، واعلام حزب الله الصفراء، جنبا الى جنب مع صور القدس وشهداء مقاومتها واطفال انتفاضتها ومجسمات تمثل بيت العنكبوت (اسرائيل).‏

المشاركة الكثيفة هذا العام ارجعها بعض المحللين الى انتصار حزب الله على الجيش الصهيوني وما تلاه من اجواء امل وعزة شعبية في كل العالم، ومن شعور باقتراب الصراع من نهاياته مع فشل اميركي ـ اسرائيلي في محاولات تضييع القضية الفلسطينية. اضافة الى هذا كله فالجمهور الإيراني يستشعر روح التحدي والمواجهة على خلفية الضغوط والتهديدات الاميركية ـ الاسرائيلية ضد نظامه الثوري وتطوره النووي العلني والسلمي. عامل هام اخر ساهم في زيادة الحشود الجماهيرية والرسمية (اكثر من 200 نائب، اضافة الى مسؤولي القوى الثلاثة، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والقادة العسكريين وعلماء الدين) هو أجواء عام الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي الذي أعلنه القائد عاما لتقوية الوحدة محليا في مواجهة الخطر المحدق والتضامن الحقيقي مع العالم الاسلامي وعلى رأسه جرح فلسطين الدامي، ووجوب دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مهما كلف الثمن سياسيا واقتصاديا وعالميا.‏

الرئيس احمدي نجاد العائد من جولة "ظافرة" في مجلس الامن وجامعة كولومبيا كما عبر عنها المحللون الإيرانيون, تابع تصويبه الثقيل على اميركا والغرب حيث سار مع المتظاهرين الغاضبين في طهران، وهتف معهم "حزب الله يقاتل ـ اسرائيل ترتجف", تحدث في مصلى جامعة طهران قبل خطبة الجمعة فطالب الغرب بالكشف عن "الصندوق الاسود" للمسألة الصهيونية، منددا بالتعتيم الاعلامي الذي يمارس بحق كل من يحاول معرفة ما جرى في الحربين العالميتين ودور اليهود وحقيقة محرقة الهولوكوست, خاطب الغرب واميركا بهدوء كعادته قائلا: "ما الذي يربطكم حقيقة بـ"اسرائيل" والصهاينة, اما ان تكون الصهيونية حزبكم المدافع عن مصالحكم في الشرق، واما ان الصهاينة هم حكامكم ويتسلطون عليكم، وان كان الامر كذلك فنحن وشعوب العالم على استعداد لمساعدتكم للتخلص منهم. اعلنوا الحقيقة لانكم حاليا شركاء في كل جرائم اسرائيل، وينبغي ان تحاكموا على ما اقترفت أيديكم بحق الابرياء في فلسطين".‏

وتابع نجاد خطابه للغرب: "ان كنتم قد ظلمتم اليهود سابقا وتريدون مساعدتهم حاليا فإن اراضيكم واسعة ويمكن ان تعطوا قطعة ارض في الاسكا مثلا كي يبنوا عليها دولتهم، لان فلسطين لها اصحاب ولن يتخلوا عنها مهما بلغت الصعاب".‏

تنوعت أنشطة يوم القدس هذا العام حيث بدأت قبل اسابيع المسابقات الثقافية والرياضية والفنية والاعلامية المرتبطة بالقدس وفلسطين والصهيونية، فرسم اطفال المدارس مسجد قبة الصخرة ومحمد الدرة وخارطة فلسطين المحررة من الشياطين، وعرضوا لوحاتهم واشعارهم في يوم القدس، وقامت الاقنية التلفزيونية المختلفة بعرض البرامج والافلام والندوات الخاصة، واقيمت المسابقات الرياضية لدعم المقاومة الفلسطينية. الاحتفالات والأنشطة شملت المدن الكبرى والقرى النائية والجبلية والصحراوية على السواء، وتنافست المناطق في انواع وطرق التظاهر والتعبير. وتميز هذا العام بحضور لبناني لافت في المحافظات الإيرانية فضلا عن العاصمة: ممثل حزب الله في إيران السيد عبد الله صفي الدين تناول في عدة لقاءات وندوات سياسية وفكرية: ابعاد انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان وتأثيرها الكبير على مستقبل فلسطين وتحريرها، وحاضر الدكتور علي زعيتر في مدينة بروجرد والدكتور محمد ترمس في مدينة بهشهر والدكتور محمد محسن عليق في مدينة ياسوج، متناولين أهمية يوم القدس في دعم الشعب الفلسطيني وكسر الأسطورة الصهيونية بعد هزيمتها في لبنان.‏

وفي ختام التظاهرات المليونية تمت تلاوة بيانات تؤكد على مواصلة المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني بقيادة حكومته المنتخبة شعبيا، ورفض محاولات الاستسلام تحت شعار السلام الاميركي، وكذلك توسيع ساحات الصراع ضد اسرائيل وحماتها لتشمل كل انواع المقاطعة للبضائع والشركات المساعدة للصهيونية، ومساعدة المقاومة على تحرير الارض والعمل بشكل موحد على حفظ كل مواقع القوة والاصالة. ولم تنس البيانات ان تؤكد على صلابة موقف الشعب الإيراني والوقوف خلف القائد "صفا مرصوصا" وتأييد المواقف الشجاعة والحكيمة والقوية لرئيس الجمهورية في مجلس الامن عبر خطابه الحضاري والانساني الراقي في مقابل سيل الشتائم والحماقات الصادرة عن المسؤولين الاميركيين".‏

خطيب جمعة طهران الشيخ هاشمي رفسنجاني قدم عرضا تاريخيا حول فلسطين والعلاقة بين المشروع الاستعماري الغربي وتأسيس هذا الكيان الغاصب في قلب العالم الاسلامي, واشار الى ثلاثة اهداف للاستعمار الغربي:‏

1- السيطرة الدائمة على مصادر الطاقة في الشرق الاوسط.‏

2- اخماد الروح الدينية الثورية المقاومة للاستعمار في المنطقة.‏

3- القيام بدور الشرطي العالمي بين قارات افريقيا واسيا واوروبا.‏

وقال الشيخ رفسنجاني ان الاستعمار ومعه اسرائيل وعلى الرغم من المجازر والقتل والدعم الرسمي الدولي قد فشل في تحقيق اهدافه، وان جذوة الثورة الاسلامية التي اطلقها الامام الخميني ووعي الاجيال الذي تمثّل بالمقاومة، قد قلبا الكفة لمصلحة الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم، مقارنا بين الحروب الصليبية واحتلال فلسطين لمدة 200 سنة، ثم تحريرها من قبل اهلها بمساعدة مصر الفاطمية، وبين سعي الاستعمار الجديد منذ 200 عام لبسط هيمنته على المنطقة، وكيف ان اسرائيل وبعد 60 سنة من تأسيسها لا تمتلك مقومات الاستمرار ولا الامن، حيث ان الوعي والمقاومة بعد انتصار الثورة الاسلامية قد ساهما بقوة في القضاء على الاوهام الصهيونية.‏

إيران الوفية لإمامها والقدس "الامانة" هتفت كعادة مصليها يخاطبون الولي الفقيه: "ايها القائد الحر اننا مستعدون".‏

الانتقاد/ العدد 1236 ـ 12 تشرين الاول/ اكتوبر 2007‏

2007-10-12