ارشيف من : 2005-2008
قاسم: لبنان لن يكون لقمة سائغة لأميركا
السبب الأول والمباشر الذي يعيق الوفاق اللبناني، لأن مشروعها يختلف عن مشروع إعمار لبنان ومستقبل لبنان (..) وشعرت أن مشروعها بدأ يتضرر فلجأت إلى تحركات سياسية تعيق من خلالها أي إنجاز لبناني وأي توافق لبناني". جاء ذلك في كلمة ألقاها في حفل تأبين الحاج أمين رشيد والد مدير عام كتلة الوفاء للمقاومة، أقيم في المعهد الفني الإسلامي".
ودعا قاسم الى مراجعة "ما الذي حصل"، قائلا: "كنا على مشارف التفاهم في مسألة الارتباط بين الحكومة والمحكمة، فعطلت أميركا التفاهم، وأخذت المحكمة إلى مجلس الأمن، وكنا على مشارف التفاهم بين الحكومة ورئاسة الجمهورية فعطلت أميركا التفاهم أيضا، وأخذت الامور نحو المزيد من التأزيم، ثم كانت المبادرة الاخيرة للرئيس بري للتوافق على شخص الرئيس على قاعدة الدستور، وتحاول أميركا ليلا نهارا أن تعيق وتعطل هذا التوافق".
وأعرب عن أسفه لأن "البعض في لبنان ليس إلا صدى للموقف الأميركي، ويتصرف كأبعد ما يكون عن مصلحة لبنان"، وقال: "لقد أصبح لدينا محافظون جدد في لبنان، لكن الفرق بينهم وبين المحافظين الجدد في أميركا أنهم في أميركا يقررون أما هنا فينفذون بدون أن يعلموا النتائج، ونحن نقول لهم كونوا مع لبنان ولا تكونوا مع أميركا"، لافتاً إلى أن" هؤلاء "يراهنون على متغيرات إقليمية ويعتقدون أنها ستنعكس خيرا على لبنان (..) ودائما يعترضون ويحولون الكلمات الايجابية إلى سلبية، فيفسرون الوحدة بالمصيبة والوفاق بالكارثة والوحدة الوطنية بالانتحار السياسي".
وقال نحن أمام خيارين: الخيار اللبناني والخيار الأميركي، الخيار اللبناني يؤدي إلى الاتفاق، والخيار الأميركي يؤدي إلى المزيد من التعقيدات والمشاكل التي تضر بلبنان"، مبديا أسفه "من جوقة رفض الحلول، التي تتحدث بمنطق واحد وبتعليمات واحدة، وهنا في الوقت الذي أزعجتنا هذه الردود غير المنطقية أفرحتنا وأسرّتنا، لأن سماحة الامين العام (حفظه الله) استطاع أن يحرج الكثيرين من أولئك الذين لا يقدمون حلولا، بخطابه الهادئ والرصين الذي عرض فيه أفكارا، كان يمكن لأي شخص أن يعارض وأن يناقش ويحلل وأن يقبل بالمنطق أو يرفض بالمنطق، لكن أن يكون هناك رفض بلا مبررات وشتائم لا معنى لها فهذا منتهى الضعف، لقد رأينا قاسما مشتركا بين بعض الردود السلبية التي كانت على خطاب الأمين العام، وهذا القاسم المشترك هو أنها ردود محضرة مسبقا كتبت قبل الخطاب، وحصل عليها بعض الإضافات لمقتضيات الخطاب، وبالتالي لو تكلم الامين العام بغير هذا الكلام، بكلام آخر، فسيكون الرد واحدا، لأنهم جاهزون للرفض ومن أجل الإساءة بشكل أو بآخر".
وكرر سماحته التأييد لمبادرة الرئيس بري، داعياً "الآخرين أن يقدموا ما عندهم(..)"، وقال: "سنبقي اليد ممدودة حتى اللحظة الأخيرة من دون كلل أو ملل، وسننادي دائما بالتوافق لمصلحة لبنان، فإذا تمت الاستجابة فهذا خير للجميع، وهي تفتح خطوة باتجاه خطوات إيجابية أخرى، وإذا لم تتم فإننا نحمّل الفريق الذي لا يستجيب المسؤولية الكاملة عن كل ما ينتج، وعن كل الضرر الذي يلحق بلبنان".
الانتقاد/ العدد 1236 ـ 12 تشرين الاول/ اكتوبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018