ارشيف من : 2005-2008
احتفالات يوم القدس في المناطق : كل سلاح نحمله هو من أجل القدس
نظمتها الهيئات النسائية في حزب الله عند بوابة فاطمة، والجولة التي نظمت على القرى الحدودية لعوائل وأبناء شهداء المخيمات الفلسطينية.
وفي هذا الإطار أحيا حزب الله المناسبة باحتفال أقامه في حسينية الإمام الخميني في مدينة بعلبك حضره شخصيات نيابية وسياسية وفعاليات دينية وفلسطينية ورؤساء بلديات، يتقدمهم الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك.
بداية ألقى مفتي بعلبك ـ الهرمل للطائفة السنية الشيخ خالد الصلح كلمة قال فيها: "عندما توحدنا انتصرنا"، داعياً: "الإخوة في فلسطين الى التوحد كما توحدنا لتنتصروا كما انتصرنا". مؤكداً: "ان القدس غير قابلة للموت أو النسيان، وسينتصر المجاهدون والمقاومون على كل أنواء الظلم والطغيان سواء على أرض لبنان أو فلسطين أو العراق أو في أي بقعة من بقاع الأرض".
وحذر المفتي الصلح "من الاقتتال الداخلي" وأعلن: "ان من يزرع في نفوس شبابنا ومجتمعاتنا ان الحرب بين السنة والشيعة واقعة لا محالة هو أخطر من "إسرائيل" ومن لفّ لفّها". وقال: "نقول لأولئك العقلاء والعلماء والساسة لا تشغلوا بالكم كثيرا بالقرارات التي يصدرها بوش ومجلس الأمن، فنحن نعلم أنكم لو تلاقيتم وتحاورتم ونفذتم القرارات اللبنانية لسقطت القرارات الدولية التي تفرض على الشعوب".
بعدها تحدث يزبك فقال: "انه يوم الوفاء للقدس الجريحة، وللإمام الخميني الذي أعاد للقدس حقيقتها ودعا الى إحياء يوم القدس في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، وكان القرار بإغلاق سفارة "إسرائيل" في ايران واستبدال سفارة فلسطين بها، واعتبار قضية القدس أمانة، وقضية فلسطين قضية الأمة المحورية".
واعتبر يزبك: "ان المؤتمر الذي يدعو إليه الرئيس الأميركي بوش حول فلسطين يراد من خلاله التنازل لمصلحة اسرائيل". وأضاف: "يعمل الاميركيون من اجل الفوضى البناءة وتقسيم المنطقة وتشتيتها, وقد ابتدعوا (11 أيلول) واجتاحوا افغانستان تحت شعارات الحرية, واحتلوا العراق تحت عنوان الديمقراطية والحرية! ولكن بعد اربع سنوات ونيف قدموا للعراق بحرا من الدماء وسلبوا خيراته وثرواته. وبالأمس القريب كان القرار الاميركي في الكونغرس بتقسيم العراق مقدمة لتفتيت المنطقة".
وقال: "سنعمل من اجل تحرير القدس, وكل سلاح نحمله ونملكه هو من اجل القدس وفلسطين ومن اجل الدفاع عن أهلنا وشعبنا وعزتنا وكرامتنا, فهذا العدو الاسرائيلي لا يفهم الا بالقوة".
ورأى: "ان "اسرائيل" شنت حربا على لبنان من اجل انتزاع سلاح المقاومة ولم تستطع ذلك, وهناك من يطالب بنزع سلاح المقاومة خدمة لها". وقال: "نريد ان تبقى شعلة المقاومة والممانعة في هذه المنطقة برغم مؤامرات من يسعون الى اطفائها".
وفي الشأن الداخلي اللبناني قال يزبك: "نحن نريد الوحدة وسنقف في وجه الفتنة, وندعو الى التحاور ليكون اختيار الرئيس لبنانيا وليس بخيار اميركي او بخيار دولة اخرى. فلبنان أُسس على التفاهم والتوافق, وغني بالتنوع, ومن يقول ان التوافق انتحار لا يريد مصلحة البلد، وإنما ينظر الى مصالحه ومكاسبه". مؤكداً ان "العمل على التهميش والاستئثار ليس لمصلحة الوطن, وأي انتخاب بغير نصاب الثلثين او خارج المجلس النيابي هو اخذ للبلد الى مكان آخر".
وتابع: "لا نريد فراغا, وإنما نريد انتخابا في الوقت المحدد, ولكن ليس كيفما كان، بل وفق الدستور".
ونظم حزب الله في قاعة الدكتور يقطان اليحفوفي الثقافية في بعلبك ندوة سياسية لمناسبة يوم القدس العالمي، شارك فيها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، وممثل حركة "حماس" في لبنان اسامة حمدان، بحضور رؤساء بلديات وفاعليات سياسية واجتماعية.
وبعد كلمة مسؤول اعلام حزب الله في البقاع أحمد ريا، اعتبر حمدان "المقاومة خيارنا الاستراتيجي لاستعادة الحقوق، ومؤتمر واشنطن لن يكون مؤتمرا ذا قيمة، لأن الهدف منه الحصول على تنازلات ووضع القدس على طاولة المفاوضات".
وأكد الحاج حسن انه: "بفضل جهاد المقاومة والانتفاضة هزم العدو الصهيوني، وقد صرح قادة العدو مرات عديدة بأن "إسرائيل" في خطر وجودي بسبب الانتفاضة التي اقتربت من الانتصار لولا ما جرى في 11 أيلول 2001".
مشيراً الى "ان أول مكامن الضعف في الأمة هي العصبيات المذهبية، الطائفية، العرقية، القبلية وعصبية ما يسمى بسيادة الدول، اضافة الى وجود حكام مستعدين لتقديم كل شيء في سبيل بقائهم في الحكم".
واعتبر: "ان مؤتمر واشنطن مهد له أولمرت بالقول إن قضية فلسطين تحتاج الى عشرين او ثلاثين عاما للحل، ومهدت له ليفي بقولها للعرب لا تكونوا فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين. فالقصد الوحيد من المؤتمر هو التطبيع العاجل مقابل الوعود المؤجلة".
وقال: "ليس هناك أجدر من المقاومة في الحفاظ على السيادة اللبنانية لا ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا، وقد قدمت المقاومة الدماء والشهداء للدفاع عن حرية لبنان واستقلاله، وكنا دائما حاجزا أمام أي تدخل أجنبي".
وسأل عن معنى تصريح الرئيس بوش بـ"انه يريد رئيسا للجمهورية في لبنان يريح "إسرائيل"، ومعنى قول الرئيس الاسرائيلي بيريز باهتمامه بحكومة الرئيس السنيورة وبأنه يطالب بدعمها، ومعنى تصريح ولش قبل حوالى شهر بأنه يريد رئيسا لبنانيا يعالج سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني والعلاقات مع سوريا".
أضاف: "هل يستطيع السياديون ان يفسروا لنا ما معنى الرسائل التي تستجلب التدخل الاجنبي في لبنان وتطلب الحماية الدولية؟ وهل الجنود الدوليون أكفأ من الجيش اللبناني وقوى الامن في تأمين الامن على المستوى التقني، ام ان المعنى سياسي؟
وختم النائب الحاج حسن: "من يفرط بالقدس او بالقضية الفلسطينية سوف يلاقي جزاءه في الدنيا قبل ان ينال جزاءه في الآخرة، حيث لا تنفع لا أميركا ولا بوش".
وبرعاية رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري نظم القسم الإعلامي في حزب الله (المنطقة الثانية) حفل إزاحة الستار عن نصب "الوحدة من اجل القدس وفلسطين" على مدخل صيدا الجنوبي، بالقرب من حسينية المدينة. حضر الحفل ممثلون عن الاحزاب اللبنانية والفلسطينية وممثلون عن حزب الله ولفيف من العلماء.
وألقى الدكتور البزري كلمة أكد فيها: "ان المعارضة اللبنانية لا عدو لها سوى العدو الإسرائيلي، وأنه مهما بلغ ظلم الموالاة لها فلن تشهر السلاح في وجه احد ولن يكون السلاح إلا في وجه العدو، ولن يستطيع احد أن يجر المعارضة وقواها إلى فتنة داخلية". مؤكداً ان المعارضة أثبتت القدرة على التحمل والصمود وأثبتت انها هي التي تدافع عن لبنان وعن حريته ضد الأطماع الإسرائيلية الأميركية.
بوابة فاطمة
وعند بوابة فاطمة وعلى مسافة أمتار من الحدود مع فلسطين المحتلة، نظم حزب الله تظاهرة شارك فيها عناصر الكشافة والهيئات النسائية في حزب الله.
ووسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني وعناصر من الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار "اليونيفيل"، انطلقت المسيرة من محيط مسجد الإمام المهدي عند المدخل الشمالي لبلدة كفر كلا الحدودية تتقدمها الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة المهدي وحملة الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله والأعلام الكشفية. وشاركت آلاف النسوة من الهيئات النسائية في الحزب في المسيرة.
وعبرت المسيرة الشارع المحاذي لمدخل بوابة فاطمة، لكن الإجراءات الأمنية للجيش اللبناني حالت دون السير بمحاذاة الشريط الشائك مع الجانب الإسرائيلي، فاتجهت المسيرة نحو الشارع الرئيسي لكفر كلا. وقبيل الوصول الى ساحة البلدة شق المشاركون اتجاههم في احد الشوارع المتفرعة من بوابة فاطمة ليصلوا بعيدا عن الإجراءات الأمنية الى السياج الشائك ويسيروا بمحاذاته مسافة 500 متر باتجاه الباحة المقابلة للموقع الاسرائيلي عند منطقة الجار الطيب سابقا، وهم يرددون هتافات التأييد للمقاومة والأناشيد الحماسية.. فيما لوحظ غياب تام للدوريات الإسرائيلية عن الطرق المحاذية للشريط الفاصل، وشوهد عدد من الجنود يتخذون وضعيات قتالية بين أشجار البساتين المقابلة بعيدا عن المتظاهرين.
وفي الباحة الغربية للبوابة تجمع المتظاهرون، وألقت مسؤولة الهيئات النسائية في حزب الله في الجنوب فاطمة شحادة كلمة أعلنت فيها ان: "هذا اليوم سوف يتحقق فيه النصر على الأعداء وطرد الاستكبار والصهيونية من المنطقة الى غير رجعة". وأضافت: "هذا زمن الانتصارات وزمن المفآجات وزمن القضاء على المستكبرين في العالم".
بعد ذلك أنشد المتظاهرون النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله على وقع موسيقى الفرقة الكشفية, وقام عدد من الفتية الذين لم تتجاوز أعمارهم (12) عاما برشق الجانب الإسرائيلي بالحجارة.
وبالمناسبة نظم حزب الله جولة جنوبية على القرى الحدودية لعوائل وأبناء شهداء المخيمات الفلسطينية في منطقة صور، شملت الناقورة وعيتا الشعب ومدينة بنت جبيل وبلدة مارون الراس. وأعرب المشاركون عن افتخارهم واعتزازهم بالمقاومة الإسلامية في لبنان. كما أقام حزب الله على شرف عوائل الشهداء مأدبة إفطار في منتجع النسيم ألقى خلالها الشيخ علي حيدر كلمة بالمناسبة.
الانتقاد/ العدد 1236 ـ 12 تشرين الاول/ اكتوبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018