ارشيف من : 2005-2008

الوعد الصادق.. المقاومة الاسلامية تحرر معتقلاً وجثتي شهيدين

الوعد الصادق.. المقاومة الاسلامية تحرر معتقلاً وجثتي شهيدين

نجحت المقاومة الإسلامية مرة جديدة في تحقيق إنجاز وطني وإنساني كبير، وأكدت وعدها الصادق بالحرية للأسرى اللبنانيين، وعد كانت عملية الوعد الصادق في 12 تموز 2006 واحدة من تجلياته لتبدأ مع 15 تشرين الأول 2007 أولى نتائجه المباشرة من خلال عملية التبادل التي تمكنت من خلالها من تحرير أحد المواطنين اللبنانيين المعتقلين في سجون العدو وجثتي شهيدين قضيا خلال مواجهة عدوان تموز ـ آب 2006.
وقد أجمعت مواقف الأطراف كافة على أن العملية التي جرت برعاية الأمم المتحدة هي خطوة على طريق عملية التبادل الكبرى التي لا تزال المفاوضات جارية بشأنها، والتي من المفترض أن يتحقق بموجبها تحرير الأسرى والمعتقلين وجثث الشهداء.
ووفق قراءة بعض المراقبين للعملية ونتائجها فإنهم يتوقفون عند عدد من النقاط:
ـ تأكيد المقاومة الإسلامية على عهدها بأنها لن تألو جهداً لتحرير الأسرى من المعتقلات الإسرائيلية، وأن عملية الوعد الصادق التي تمكنت خلالها من أسر جنديين صهيونيين، كان هدفها الوصول الى عملية تبادل مع العدو لتحرير الأسرى. وهو الهدف الإنساني الذي أكدته المقاومة مراراً، ومن اللحظة الاولى التي تبعت عملية خلة وردة، حيث أعلن الأمين العام لحزب الله أن الطريق الوحيد لاستعادة العدو جندييه الأسيرين هو المفاوضات غير المباشرة، والثمن المقابل هو حرية الاسرى.  
ـ السرّية المطلقة التي أحاط بها حزب الله المفاوضات، ومن ثم عملية التبادل من حيث توقيتها ومضمونها والتي أدت الى النجاح الباهر لها.
ـ المفاجأة التي عبرت عنها العملية بالتوقيت والمضمون أيضاً، حيث جاءت في أيام عيد الفطر حاملة معها بشرى سعيدة لأهلنا، بعيداً عن أي إعلان مسبق، حتى أن حزب الله لم يبادر الى الإعلان عن العملية حتى إتمامها على أكمل وجه، ثم أن وجود جثة المستوطن الصهيوني لدى المقاومة الإسلامية، والتي جرى تسليمها للعدو من خلال عملية التبادل شكل المفاجأة الثانية، التي من خلالها أكدت المقاومة قدرتها على استخدام أي ورقة في حوزتها لبلوغ أهدافها.
ـ الأمل الذي بدا جلياً وواضحاً في عيون ووجوه ذوي الأسرى والمعتقلين بقرب الفرج، وهي الملامح نفسها التي ارتسمت على وجوههم يوم تعهدت المقاومة بتحقيق الحرية قريباً لهم، وهم اليوم يرون الحرية أقرب.
ـ أكدت عملية التبادل الحضور الفاعل للمقاومة في ساحتها، وأن لديها من الاوراق ما يمنحها تحقيق الانتصار تلو الآخر، بعيداً عن كل المحاولات اليائسة التي تسعى اليها الاحلاف المستجدة لعزل المقاومة ومحاصرتها.
ـ أثبتت العملية أن المقاومة قادرة على توفير الحماية لشعبنا وتحقيق حريته المنشودة، مهما كلفها ذلك من تضحيات.
تفاصيل العملية
بدأت عملية التبادل ميدانياً عند نقطة الجيش اللبناني الحدودية في رأس الناقورة، مع وصول موكب وفد حزب الله برئاسة مسؤول لجنة التنسيق والارتباط وفيق صفا، وضم الموكب سيارات إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية، أقلت إحداها جثة المستوطن الإسرائيلي الغريق، وسط إجراءات أمنية مشددة، شاركت فيها آليات قوات اليونيفيل الدولية ومروحياتها، في وقت كانت زوارق العدو الإسرائيلي تجوب الشواطئ المقابلة بمحاذاة الخط الأزرق المائي.
وشكل وصول وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المكان انطلاق أولى الخطوات الميدانية، حيث تم تسليم جثة المستوطن الإسرائيلي لدى حزب الله إلى اللجنة الدولية، التي نقلته إلى المركز الإسرائيلي الحدودي، بحضور ممثل عن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني العقيد عباس إبراهيم، ثم عادت بجثة شهيد، قبل ان تعود بعد ساعتين وتحضر المعتقل اللبناني حسن نعيم عقيل (خمسون عاما)، ومعه رفات الشهيد الثاني، وعلى الفور أجريت للمواطن المحرر حسن عقيل الفحوصات الطبية، بعد ان كانت قوات الاحتلال قد اعتقلته في حرب تموز من منزله في بلدته الجبين الجنوبية. بينما نقل جثمانا الشهيدين في سيارتي إسعاف، سارت بموكب سيار إلى مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل، بعد استقبالها بالارز والورود في بلدة الناقورة. في وقت كان مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، يستقبل الأسير المحرر حسن عقيل بحضور أفراد عائلته ورئيس جمعية الأسرى والمحررين عطا الله حمود في جو من البهجة والسرور.
الأسير المحرر حسن عقيل شكر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والمقاومة الإسلامية التي أتاحت له فرصة الخروج من سجون الاحتلال. في وقت قالت ابنته انها مسرورة جدا، موجهة الشكر للسيد نصر الله.

حزب الله
ومساء يوم الاثنين أصدر حزب الله بياناً حول عملية التبادل جاء فيه:
"لمناسبة عيد الفطر المبارك جرت اليوم (الاثنين الواقع فيه 15/10/2007), عملية تبادل كتعبير عن حسن النوايا الإنسانية بين الطرفين. حرر حزب الله أسيراً لبنانياً كان قد اعتقل خلال عدوان تموز الأخير، بالإضافة إلى استعادة جثماني شهيدين من المقاومة استشهدا في الحرب الأخيرة أيضا. وعلى الجانب الآخر تم تسليم جثة مستوطن إسرائيلي من اصل أثيوبي كان قد فقد في حيفا عام 2005 ودفعته المياه إلى الشواطئ اللبنانية, وقد أعيد إلى عائلته. كذلك تم تسليم وسيط الأمم المتحدة بعض المعلومات المتعلقة بقضايا إنسانية ذات اهتمام مشترك وذلك لإحراز تقدم في هذه القضايا.
يأمل حزب أن تساعد مبادرات حسن النوايا هذه على إحراز التقدم لإنهاء كافة الملفات المتعلقة بالأسرى والمعتقلين إن شاء الله.
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الأول / اكتوبر 2007

2007-10-19