ارشيف من : 2005-2008

حزب الله يشيع جثمان الشهيد المحرر عسيلي

حزب الله يشيع جثمان الشهيد المحرر عسيلي

شيع حزب الله شهيد الوعد الصادق المجاهد محمد يوسف عسيلي (ذو الفقار) الذي استعادت المقاومة الاسلامية جثمانه الطاهر في عملية التبادل مع العدو الإسرائيلي التي جرت الاثنين الماضي.
وقد أقيمت للشهيد مراسم تشييع مهيبة في بلدته الطيري ـ بنت جبيل تليق به كبطل من مجاهدي المقاومة الذين حققوا الانتصار في تموز العام 2006.
بدأت مراسم التشييع من أمام مستشفى الاستشهادي صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، حيث حملت ثلة من المجاهدين النعش على عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج). وبعد تأدية التحية انطلق موكب سيار باتجاه بلدته الطيري تتقدمه سيارة اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية تحمل النعش ملفوفا بعلم حزب الله ومزدانا بأكاليل الزهور.


ولدى وصول الموكب الى مدخل بلدة الطيري بدأت مسيرة تشييع كبيرة جابت شوارع البلدة وساحتها مرورا بمنزل ذوي الشهيد لإلقاء نظرة الوداع الاخيرة. وتقدم المسيرة التي رددت فيها التكبيرات وهتافات التأييد للمقاومة وانتصاراتها على العدو الصهيوني، حملة صور الشهيد وقادة المقاومة وأكاليل الزهور، وشارك فيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنواب: محمد حيدر، حسن فضل الله، أمين شري وبيار سرحال، وممثلون عن المؤسسات العسكرية والأمنية، وحشد من الاهالي والمواطنين وشخصيات وعلماء دين وفعاليات.
وألقى رعد كلمة نوّه فيها "بمناقبية الشهيد ومزاياه البطولية في التصدي للعدوان الاسرائيلي"، واعتبر "ان عملية التبادل الاخيرة التي حصلت مع العدو الصهيوني هي جزء من عملية أوسع لتحقيق التزامات شعبنا المقاوم والتزامات مجاهدينا بتحرير كل اسير في سجون العدو".
أضاف: "هذه العملية هي من أعظم الانتصارات والانجازات التي تسطرها المقاومة برغم كل الطعن في الخواصر والتواطؤ والتآمر عليها من بعض قوى الداخل ومن بعض المجتمع الدولي.. ومع ذلك الذي يحقق الانتصار ويملك المبادرة في الساحة هو المؤهل لتحرير كل الاسرى ولاستعادة كل حبة تراب من رجس الاحتلال".
وقال: "ان عملية التبادل فرضت معادلة المقاومة في ان التفاوض غير المباشر لتحرير الاسرى والمعتقلين ولاسترداد الجنود الصهاينة هي السبيل الوحيد الذي أذعن له العدو ومن وراءه". مشددا على "ان عملية التبادل سطرت دلالات استراتيجية مهمة على الصعيد الوطني والسياسي وعلى صعيد المقاومة ومعادلتها التي لا تزال تفرضها وتطبقها في ساحة الميدان على العدو الصهيوني ومن تآمر وتواطأ معه ضد شعبنا ووطننا".
وخاطب رعد الشهيد بقوله: "ايها الشهيد لقد رفعت رأس الأمة عاليا، برغم ان هناك بعض الرؤوس تريد ان تذل هذه الأمة من خلال تسابقها واستعجالها تقديم التنازلات وتطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني والاعتراف بشرعيته على مائدة اللئام التي يراد عقدها في الخريف، والتي يدعو اليها الارهابي الدولي الذي يدعي انه يخطو خطوة باتجاه سلام ملتبس، ويقف خلفه المهزومون والمتساقطون الذين لا يعرفون للمقاومة أهمية ولا معنى، لأنهم قد سقطوا في فخ الإقرار بالعجز والقصور والتقصير عن النهوض وعن استرداد الارض وعن تحقيق العزة بسواعد المقاومين والمجاهدين".
وفي الختام ووري الشهيد في الثرى بعد أن أَمَّ إمام البلدة الشيخ أحمد شعيتو الصلاة عليه.

"ذو الفقار" والنصر الذي صدق

لم تغير الحاجة ام موسى والدة الشهيد محمد يوسف عسيلي (ذو الفقار ـ 28 عاما) من استقبالها لقمر عمرها وصغيرها "ابو علي"، فهذه المرة كما في كل مرة انتظرته على عتبة الباب حتى اطل طيفه يحمله الرفاق والاصدقاء واناس كثر لن يعرفهم، وهي وان تغير الحال قليلا هذه المرة لم تغب الابتسامة عن وجهها كما عودته، كان الدعاء فاتحة الاستقبال وشكر الله على عودته، اقتربت من نعشه طبعت قبلة، قرأت الفاتحة وقامت.
ذو الفقار، كما قاسم وغيرهما، اسماء كثيرة كتبت كلمات الوعد الذي صدق، سيذكرها الاسرائيلي طويلا، اسماء اذاقته مر الهزيمة في خلة وردة، وعيتا الشعب وبنت جبيل وحتى مارون الراس التي تسلق الشهيد تلالها العالية عندما علم ان الجيش الغازي وصل اليها، ابى ان يسكن بنت جبيل وينتظر العدو الذي لطالما تمنى ملاقاته، فغزاه هناك عند مفرق "استراحة القدس" حيث حول احدى الدبابات الرابضة الى تابوت حديدي اطبق على من بداخلها، واكمل، فاشتبك والشهيد موسى فارس مع مجموعة اخرى في داخل البلدة الحدودية، وسمع بأذنيه تباشير النصر تعلو من صرخاتهم واستغاثتهم برغم كثرة العدد والعدة. طوال يومين من المواجهات المتواصلة في مارون الراس لم يترك ذو الفقار ورفاقه جواد، وساجد وعلي وغيرهم، عين الاسرائيلي تنام، لاحقوهم في كل زاويا وبيت وزقاق.
غير العدو الكثير من الخطط لدخول البلدة وعندما عجز عن اسكات نيران هؤلاء الرجال زج بطائراته المروحية، فسقط الرفيقان شهيدين واسيرين.
بالامس تحرر جسد ذو الفقار وبقيت أجساد اخرى، ستتحرر حتما وستروي مرة جديدة حكايات نصر اخر، نصر صنعه رجال لله، صدقوا الوعد فكان لهم وعد الاخرة.
علي الصغير

بطاقة
الشهيد المجاهد  محمد يوسف عسيلي، من مواليد الطيري 1978، التحق بصفوف المقاومة الاسلامية عام 1997، وخضع لدورات عسكرية، وشارك في العديد من العمليات الجهادية، متزوج وله ولد، استشهد في مواجهات مارون الراس بتاريخ 20-7-2006.

بسم الله الرحمن الرحيم
"والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم"
صدق الله العلي العظيم
لمناسبة مرور أسبوع على تحرير جثمان
 شهيد الوعد الصادق محمد يوسف عسيلي "ذو الفقار"
نتشرف بدعوتكم لحضور الاحتفال التكريمي
 الذي سيقام تخليدا للدم الزاكي ووفاءً للنهج الحسيني المقاوم
الزمان: الاحد 21-10-2007، الساعة العاشرة صباحا.
المكان: مجمع الإمام شمس الدين الثقافي التربوي ـ القاعة الكبرى ـ مستديرة شاتيلا ـ بيروت.
الدعوة عامة
حزب الله وآل الشهيد
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الأول / اكتوبر 2007.

2007-10-19