ارشيف من : 2005-2008

جلسة الثلاثاء ترجأ إلى الأسبوع الأول من تشرين : التشاؤم الرئاسي سيد الموقف بانتظار الرياح الاقليمية

جلسة الثلاثاء ترجأ إلى الأسبوع الأول من تشرين : التشاؤم الرئاسي سيد الموقف بانتظار الرياح الاقليمية

أربعة أيام تفصل اللبنانيين عن الجلسة الرئاسية الثانية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الثلاثاء القادم في الثالث والعشرين من تشرين الأول الحالي دون أن تلوح في الأفق أية آمال بإمكانية حدوث اختراق يؤدي إلى إخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة. وذلك مبني على استمرار فريق السلطة في رفض الاحتكام إلى الدستور انطلاقاً من مبدأ التوافق والاصرار على الذهاب إلى انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد ينفذ الاملاءات الاميركية، أو دفع البلاد نحو الفراغ بما يمكّن الحكومة اللاشرعية برئاسة فؤاد السنيورة من استلام الحكم بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.
هذا الاتجاه التشاؤمي عبّرت عنه العديد من المعطيات كان أولها: استمرار سلسلة زيارات أقطاب فريق السلطة إلى الولايات المتحدة والاستنجاد بها، وإطلاق المواقف التصعيدية الرافضة لأي توافق بشأن الاستحقاق الرئاسي.

فبعد زيارة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وما رافقها من مواقف بعيدة عن لغة التوافق، جاءت زيارة النائب وليد جنبلاط الذي جاهر بأن هدف زيارته هو تحريض الإدارة الأميركية على المقاومة في لبنان، وكل من سوريا وإيران، وإصراره على ضرورة الإتيان برئيس ينفذ القرار 1559. ويهدف هذا التحريض إلى منع امكانية التوافق لأن جنبلاط يعرف أن أي تسوية أو توافق لحل الأزمة في لبنان سيعيده إلى حجمه الطبيعي "الصغير وسط حالة التوافق الداخلي". هذا فيما لو حصلت، بينما هو يحلم بكانتونه الخاص.
أما المعطى الثاني: فكان إجهاض مبادرة البطرك الماروني نصر الله بطرس صفير التوافقية والتي سعت إلى ايجاد توافق بشأن الاستحقاق الرئاسي من خلال اللقاءين اللذين عقدهما البطرك مع أقطاب الموارنة في المعارضة وأقطاب موارنة السلطة، وأول من سارع إلى إجهاض هذه المبادرة كان رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ومن على درج بكركي ذاته بعد خروجه من اللقاء مع البطرك صفير حيث أصرّ في مؤتمره الصحفي على التمسك بنصاب النصف زائد واحد لانتخاب الرئيس، وإصراره على مرشح من فريق السلطة، وهو ذهب أكثر من ذلك عندما قال للمعارضة إنها ستترحم على المرشحين بطرس حرب ونسيب لحود عندما يطرح فريق السلطة أسماء مرشحين آخرين من صفوفه، ويبدو أنه كان يشير إلى نفسه كمرشح معركة. واستكملت محاولة إجهاض مبادرة بكركي بتسريب فريق السلطة أسماء اللجنة المصغرة التي مهمتها التفاوض بين موارنة المعارضة والسلطة حيث ظهر أن هذا الفريق انتدب حزب الأحرار والكتلة الوطنية لمفاوضة التيار الوطني الحر، وهو قرار بدا أنه يهدف إلى إفشال التوافق باعتبار أن هاتين الجهتين الهامشيتين على الساحة المسيحية كانتا من الأكثر شراسة في مهاجمة التيار ورئيسه النائب العماد ميشال عون، وأخيراً بشأن مبادرة بكركي جاء من ينعاها نهائياً من طرف فريق السلطة وذلك من قبل عضو اللقاء الديمقراطي النائب ايلي عون الذي وصف المبادرة بأنها جاءت متأخرة.
في هذه الأثناء كانت آخر المعطيات المتوافرة تشير إلى أن جلسة الثلاثاء ستمر كما مرّت جلسة الخامس والعشرين من أيلول الماضي التي لم تنعقد جرّاء عدم توافر نصاب الثلثين الذي ينصّ عليه الدستور، ويتوقع عدم لجوء فريق السلطة خلال هذه الجلسة إلى أي مغامرة غير دستورية من قبيل انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد، ويبدو ان التعليمة الأميركية تقضي بإرجاء هذا الخيار إلى الأيام العشرة الأخيرة التي تسبق انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد اميل لحود. وسط هذه المعطيات لاحظت مصادر متابعة أن تأخير عودة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري إلى بيروت واطالة اجازته في السعودية، هو تأخير مقصود في سياق تقطيع الوقت ومحاولة التملص من المبادرة التوافقية لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تؤكد مصادره اصراره على الاستمرار في هذه المبادرة حتى النهاية برغم الأجواء التشاؤمية من بعض أقطاب فريق السلطة، وفي هذا السياق تقول مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ"الانتقاد"
إننا ما زلنا نعتبر أن هناك فرصة ذهبية وحقيقية تشكلها مبادرة الرئيس نبيه بري من أجل أن ينتصر لبنان بكل مكوناته على الأزمة السياسية الراهنة انطلاقاً من الاحتكام إلى مبادئ الدستور اللبناني، ووفقاً لنصاب الثلثين، وأيضاً على قاعدة التوافق ما دام أن لا المعارضة ولا الموالاة يملكان نصاب الثلثين.
وتضيف المصادر "أن هذه المبادرة تشكل أقرب الطرق وأوضحها وأنسبها إلى مقاربة استحقاق رئاسة الجمهورية". وتتمنى أن تسفر الاتصالات واللقاءات في الأيام التي تسبق الجلسة المقررة يوم الثلاثاء نتيجة ايجابية بحيث تكون الجلسة هي الجلسة التي يتم خلالها انتخاب رئيس توافقي للبنان. وتستدرك المصادر انه اذا لم يتم التوافق إلى حين موعد جلسة الثلاثاء فإن هناك أيضاً فرصة اضافية حيث ان المهلة الدستورية لم تنقضِ بعد.
زوار عين التينة ينقلون عن الرئيس بري استمراره في التفاؤل وامكانية الوصول إلى توافق على الاستحقاق الرئاسي، لكنهم ينقلون عنه أيضاً تحذيره من الشر المستطير الذي كان قد حذّر منه سابقاً اذا لم يجر الوصول إلى هذا التوافق. ويلفت الزوار إلى أن الوضع الرئاسي سيبقى معلقاً إلى حين اتضاح الأجواء الاقليمية. وتشير تحديداً إلى انتظار نتيجة اجتماع دول جوار العراق الذي سينعقد في تركيا مطلع الشهر المقبل. المصادر تستبعد تحقيق أي اختراق في الملف الرئاسي جراء زيارة الترويكا الاوروبية إلى لبنان اليوم، والتي تضم وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير واسبانيا ميغل انخيل موراتينوس وايطاليا ماسيمو داليما، ويضاف اليهم وزير الخارجية التركي علي باباجان الذي وصل أمس. وتلفت المصادر إلى أنه اذا كان هاجس الأوروبيين هو حماية قوات الطوارئ في الجنوب فإن هذا الأمر لا يشكل هاجساً لدى الولايات المتحدة اذا أرادت دفع لبنان نحو الفوضى.
هلال السلمان

هدوء وتوافق طبع جلسة انتخاب اللجان
شهيب حضر وصفق ثم هاجم "المسرحية"!!

طبع الهدوء وأجواء التوافق الجلسة العامة الأولى لمجلس النواب في مستهل العقد العادي الثاني للمجلس التي انعقدت يوم الثلاثاء الماضي، والتي خصصت لاعادة انتخاب أعضاء اللجان النيابية وأميني سر وثلاثة مفوضين في هيئة مكتب المجلس، حيث أدخلت تعديلات طفيفة على عضوية اللجان لملء الشغور باغتيال النائبين وليد عيدو وانطوان غانم.
وانعقدت بعد انتهاء الجلسة العامة اللجان النيابية كل على حدة، حيث اعيد انتخاب رؤساء ومقرري اللجان دون تعديلات باستثناء انتخاب النائب سمير الجسر محل النائب وليد عيدو في رئاسة لجنة الدفاع.
جلسة اعادة انتخاب اللجان التي غلب عليها طابع التوافق والهدوء حضرها قرابة السبعين نائباً من الموالاة والمعارضة، حيث سارت عملية التصويت على التعديلات التي جرت بالإجماع والتزكية ولم تستغرق الجلسة أكثر من ثلث ساعة، وشهدت بعد انتهائها لقاءات جانبية بين نواب المعارضة والموالاة في البهو الخارجي للمجلس لا سيما بين نواب تكتل التغيير والاصلاح ونواب كتلة المستقبل، فيما فضل نواب اللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط الانسحاب مباشرة من مقر المجلس فور انتهاء الجلسة التي شاركوا فيها وصفقوا لعمليات التصويت التي جرت، لكن المفاجأة جاءت لاحقاً عبر تصريحات النائبين في كتلة جنبلاط أكرم شهيب وانطوان اندراوس، حيث وصفا ما جرى في الجلسة بأنه مسرحية. وهنا تتساءل مصادر نيابية مقربة من الرئاسة الثانية عن مغزى هذا الهجوم على جلسة شارك فيها هؤلاء وصفقوا لنتائج التصويت داخل القاعة العامة، وتحديداً النائب شهيب. وتعتبر المصادر أن هذه التصريحات لم تستهدف المعارضة والرئيس نبيه بري انما تيار المستقبل، حيث سجل انزعاج جنبلاطي من ملاقاة نواب المستقبل لزملائهم في المعارضة في البهو الخارجي لمقر المجلس، وهو مشهد كان انزعج منه جنبلاط سابقاً عندما هاجم "الابتسامات المشتركة" في آذار الماضي.
هـ.س
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الأول / اكتوبر 2007

2007-10-19