ارشيف من : 2005-2008
كلمات متقاطعة
I - السيادة على جنبلاط
سأصدق، لمرة واحدة ويتيمة، أن وليد جنبلاط يريد سيادة لبنان واستقلاله. سأرتكب هذه الحماقة، لأثبت أن جنبلاط صادق وثابت على موقفه، ولن يتراجع عنه، لأنه أصبح متعهداً لاستدراج سيادة لبنان واستقلاله وحريته، من عقر دار الولايات المتحدة الأميركية، بدعم مطلق من ديك تشيني، وبتأييد تام من اللوبي الصهيوـ عربي ـ اميركي كومباني، فمن كان معه كل العالم، لا يغامر بالتخلي عنه، وعليه، فإن وليد جنبلاط، بعد زيارته الأخيرة إلى واشنطن، يكون قد وفى بوعده: أن يكون زبالاً سياسياً في نيويورك، لأن أحداً لم يسبقه إلى بيع كل السيادة، ليكون سيداً على عصا مكنسة في بيروت.
II - تسعة وتسعون بالمئة:
افتتح أنور السادات المزاد السياسي بعد حرب تشرين باستدراج تسعة وتسعين بالمئة من الأوراق إلى الشرق الأوسط. قال إن 99% من أوراق المسألة بيد أميركا، حضرت أميركا بكامل ثقلها، أرسلت البولدوزر آنذاك، كيسنجر المكوكي. وقام هذا الخبير بالخطوة خطوة، بتحقيق حلم السادات بالانسحاب الكامل من سينا، مقابل حلم بيغين، انسحاب مصر الكامل من العروبة وفلسطين، وقد تحقق ذلك إلى درجة بتنا نشك، فلا وجود الجامعة العربية في القاهرة، رغم ان صوت مصر ولغتها عربيان، فهي باتت اميركية قولاً وفعلاً، وفي الموضوع الفلسطيني اختارت الخيار السلبي وعدم الانحياز إلى فلسطين.
III - تسعة وتسعون أخرى
بعدما دشن السادات نهج الـ99% سار العرب على المنوال ذاته ولكنهم لم يحصلوا على مقابل أبداً ـ حتى الفلسطينيون ـ الذين راهنوا على الضغط الأميركي بنسبة 99% فازوا باتفاق مقتول، أعاد احتلال فلسطين بكاملها، مراراً عديدة، باستثناء غزة، التي لم تراهن على 99% من ادارات اللعبة بل على واحد ازاء عشرة من أوراق القوة.
حالياً، لم تعد الولايات المتحدة صاحبة الحظوة في القبض على 99% من الأوراق، لأنها قررت أن تنقل الادارات إلى الجانب الاسرائيلي، وعليه، فمن يود أن يحصل على شيء من "اسرائيل" عليه أن يسألها ويطلب منها، وأميركا ليست مستعدة لممارسة الضغط، إلا إذا طلبت "اسرائيل" منها ذلك، كي تضغط على العرب، بقبول الخروج من الصفقة بخفي حنين خالي الوفاض.
IV - جعجع يتقدم الصفوف
لا رئاسة مارونية بعد الآن، إلا إذا كانت على صورة ومثال جعجع، فهكذا تكون الرئاسة المارونية، أو لا تكون. رئيس له ماضٍ، رئيس له تراث، رئيس على رؤوس الحراب، وعليه فهو مستعد للاطاحة "بمعتدلي" 14 آذار، وبالتوافق الذي يسعى اليه الرئيس بري، معتبراً أن الجنرال عون ـ مرشح لغير منصب الرئاسة، لأن مارونيته مطعون بها، لكون الجنرال، تحالف مع حزب الله، وهذا غير جائز أبداً.
فلنتصور بالفعل جعجع رئيساً:
كم لبنانياً يبقى في لبنان؟
مع تأكيدي، أن هذا الخيار انتحار للبنان، فإن مجرد تصوّره من بعيد يجعل لبنان في حالة هستيريا، اشد هولاً من الهستيريا التي اجتاحت جعجع مؤخراً بسبب ارتفاع منسوب التفاؤل نصف درجة مئوية.
v - السنيورة الفسِّيد
يفسد الرئيس السنيورة على المقاومة. يرسل كتاباً علنياً فصيحاً ـ إلى الأمم المتحدة ـ يتهم فيه "حزب الله" بخرق القرار 1701، وتوزيع السلاح على حلفائه.. ويستدرج عروض قرارات جديدة، حفاظاً على موقعه، كوكيل حصري لواشنطن، وللقرارات الدولية.
تاجر ناجح، حسبها، إذا حصل اتفاق طار السنيورة، وعليه فإن من واجبه حفاظاً على مصالح السنيورة العليا، تعطيل أي توافق، ضربة من هنا، ضربة من هناك، ولا يبقى في الساحة الا حكومته، وهو سيسير بها، حتى ولو ظل وحيداً، ويحصل كل ذلك تحت تأكيدات مبرمة حفاظاً للسيادة والاستقلال.
IV - إذا..
إذا كانت هذه هي "ثورة الأرز"، وهذا هو مسارها السياسي ـ وكعبتها الوطنية في واشنطن، فإن لنا اعتراضاً على إلصاق الأرز الشامخ بالسلوك الكامخ، الذي انتهجته جماعات 14 آذار، لذلك نأمل التعويض على الجماعة بشعار: "ثورة الشاطر والمشطور وبينهما الكامخ".
وإن اللبيب من الشعار يفهم.
نصري الصايغ
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الأول / اكتوبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018