ارشيف من : 2005-2008
عباس إلى التقاعد وأميركا تحضر سلام فياض لخلافته
باريس ـ نضال حمادة
"محمود عباس رجل ضعيف ولا يستطيع اتخاذ أي قرار، وهو واقع بين السندان الإسرائيلي ومطرقة دحلان وأمثاله من القوى والميليشيات المتعاونة مع الاحتلال".. هذا الكلام لمسؤول سابق في منظمة التحرير الفلسطينية خص به "الانتقاد".
المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أكد أن رئيس السلطة محمود عباس يردد أمام المقربين منه "أنه ذاهب" العام المقبل ولن يترشح لدورة رئاسية جديدة. وأضاف المصدر: ان أميركا تحضر سلام فياض ليكون خليفة محمود عباس، فهو رجل أميركا المفضّل والموثوق الجانب، حيث تعوّل أميركا عليه في القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة، بعدما أثبت عباس عجزه في هذا المجال.
ويؤكد المصدر أن مصدر ثقة أميركا بفياض يعود لارتباط والده ببريطانيا وأميركا منذ خمسينيات القرن الماضي. فوالد فياض ـ يضيف المصدر ـ كان نائبا في البرلمان الأردني أثناء حقبة الملك عبد الله، وهو من النواب القلائل الذين أيدوا دخول الأردن في حلف بغداد ضد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ويستعرض المصدر تمسك عباس بالتفاوض مع "إسرائيل" برغم تعثرها الكبير قائلا إن "أبو مازن" يواجه باحتجاجات كبيرة من التيار القريب منه والداعي إلى التفاوض، حيث عبر هؤلاء عن خيبتهم من هذه العملية العقيمة، وسألوا رئيس السلطة عن بدائله، فكان جوابه الدائم انه سيفاوض إلى ما لا نهاية، وهو لا يملك استراتيجية أخرى ولا يؤمن بالعمل المسلح إطلاقا. مضيفا ان "أبو مازن" لا ينفك يتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات بالمسؤولية عن فشل أوسلو، بسبب الغطاء الذي أعطاه للعمل المسلح وقيامه بتأسيس خلايا العمل المسلح التي تقف عقبة اليوم أمام سيطرة "فريق دايتون" على مؤسسات حركة فتح ومن ورائها السلطة الفلسطينية.
وفي السياق نفسه يقول المصدر أعلاه: إن هناك محاولات للتقريب بين فاروق القدومي وهاني الحسن من أجل كبح جماح دحلان داخل الحركة، وأن هناك تبايناً طبيعياً في وجهات النظر يعمل على حلها.
ويضيف: ان علاقات هاني الحسن بسوريا قد تحسنت، حيث قام بأكثر من زيارة غير معلنة لدمشق في الآونة الأخيرة، حسب المصدر الذي يعتبر أن هناك صراعاً داخل حركة فتح بين الخط الوطني والخط المرتبط بأميركا و"إسرائيل"، والذي أطلق عليه هاني الحسن تسمية فريق دايتون.
ويعزو المصدر الخلاف بين الحسن والقدومي من ناحية وعباس من ناحية أخرى إلى محاولات عباس إبعاد كل من يعارض تسوية أوسلو عن مواقع النفوذ داخل حركة فتح. ويشرح المصدر أن هاني الحسن كان مسؤول مفوضية التعبئة والتنظيم في الداخل الفلسطيني ضمن حركة فتح عندما أمر محمود عباس بتنحيته وتسليم أحمد قريع المفوضية مكانه، بسبب قرب قريع من مواقف عباس.
المصدر قال إن هاني الحسن ما زال عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، وبرغم ذلك فإن عباس لا يزال يضيق عليه، ووصلت الأمور إلى تهديد حياته عبر جماعات محمد دحلان المرتبطة بـ"الشين بيت".
أما في ما يخص الخلاف مع فاروق القدومي فيقول المصدر: إن القدومي يعارض منهج تصغير منظمة التحرير الذي يتبعه عباس، ويرفض جعل المنظمة معبرا لتمرير التنازلات الكبيرة لفريق السلطة. كما أن للقدومي اعتراضات على قرارات اتخذها عباس، منها محاولة إقصائه عن مركز رئيس الدائرة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية. ويقول انه ليس لعباس أي صلاحيات قانونية أو تاريخية تخوّله التصرف بهذا الموضوع، كما ينهي المصدر الفلسطيني المسؤول الذي يزور باريس كلامه.
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الاول/اكتوبر2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018