ارشيف من : 2005-2008
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي لـ"الانتقاد": لن نبقى نتفرج على مسرحية بإخراج أميركي
الاستحقاق الرئاسي، ومن بينهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي الذي يمنّي النفس لو ان "فريق 14 شباط يخرج من أسر الأميركي ويبرهن للشعب اللبناني انه حر وفي حلّ منه"، لكن "الملاكين" كما سماهما الرئيس بري جعجع وجنبلاط، على حد قول الساحلي، يقتاتان من الفتنة ويتنبآن دوما بالاغتيالات "والله يستر من تنبؤاتهما"، و"إذا فكر الفريق الحاكم بأن المعارضة ستبقى مكتوفة الايدي تتفرج على هذه المسرحية التي هي بإخراج وتمثيل أميركي فهم واهمون، لان المعارضة لن تترك لبنان يذهب إلى الخيار الأميركي"، ذلك هو "وعد" لا تهديد، والأيام الآتية كفيلة أن تضع النقاط على الحروف.
في مكاتب "الانتقاد" التي زارها كان هذا الحوار مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة المحامي نوار الساحلي الذي تناول آخر المستجدات والسيناريوهات التي ستواجه فيها المعارضة أي خطوة يقدم عليها الفريق الحاكم ويمكن أن تهدد الاستقرار.
ـ جرعة جديدة من الأمل بالتوافق ظهرت مع تأجيل جلسة الانتخاب، هل فعلاً اقتربنا من حلّ الأزمة؟
لا شك ان تأجيل الجلسة كان بسبب زيادة التشاور واللقاءات، وهو بحد ذاته ايجابي، والمضحك المبكي ان فريق 14 شباط في المرة السابقة اعتبر ان تأجيل الجلسة امر سلبي وبدأ يتكلم بلغة الوعيد والتهديد بالنصف زائد واحد، بينما بالأمس كان طلب التأجيل من فريقه الذي أصبح عددا من الفرق، كل فريق منه يغني على ليلاه.. إذاً تأجيل الجلسة إلى ما قبل العشرة أيام الاخيرة هو لافساح المجال امام هذا الفريق ليقتنع ان الحل الوحيد في لبنان هو التوافق والتفاهم ومشاركة الآخرين في صناعة القرار السياسي، فإذا اقتنع نكون في بداية الحل للازمة اللبنانية، لان الحل لن يكون في انتخاب رئيس الجمهورية بل في إعادة إنتاج السلطة، وبسؤال الشعب اللبناني ماذا يريد؟ وإلا سيتحمل وحده مسؤولية عواقب الأمور.
ـ .. أنتم في أدبياتكم السياسية تقولون إن الفريق الحاكم ينتظر كلمة السر من الأميركي؟
صحيح.. نحن لا نتهم، ولدينا قناعة وإثباتات حسية، ونسأل هنا هل أعطى فريق 14 شباط جواباً صريحاً على مبادرة بري؟ طبعاً لا، لان الأميركي لم يعط جوابه، وبالتالي إما انه اتخذ القرار بالنسبة للملف اللبناني ولم يبلّغ هذا القرار، وإما هو حائر ولم يتخذ قراره بعد عن كيفية حل المعضلة اللبنانية، هل مصلحته أن يذهب إلى الفوضى، أم الى رئيس توافقي، أو ان يلزم فريقه 14 شباط/ فبراير بأن ينتخب رئيسا بالنصف زائد واحد، لذلك نقول لهذا الفريق برهن للشعب اللبناني انك حر أو في حل من القرار الأميركي واجلس الى طاولة لبنانية وخُذ قرارا لبنانيا بهدف لبناني وبتوجه لبناني.
ـ .. تقولون ذلك لفريق 14 شباط ثم تميزون بين الحريري وجنبلاط وجعجع؟
ليس نحن من يميزهم إنما خطابهم. فإذا نظرت إلى خطاب سعد الحريري وبعض أقطاب 14 شباط عدا "الملاكين" جنبلاط وجعجع، تجد أن هذين يقتاتان على الفتنة، وبالتالي كلما اقتربنا من الحل نجد التصريحات النارية تأتي فقط من جنبلاط وجعجع، واكبر دليل على ذلك ما يحصل اليوم: جو تفاؤلي في لبنان، اجتماعات بين المعارضة والسلطة، وبين أقطاب مسيحيين كانوا على خصام، ماذا نسمع من واشنطن؟ كلاما سلبياً تهديدياً، وكلاما من حصن معراب بلغة لا تقارب التفاؤل، وهو توقع اغتيالات جديدة ربما لأن الزمن توقف عنده منذ دخوله السجن! وبالتالي تلتبس عليه الأمور أحيانا فيظن نفسه أنه ما زال في المجلس الحربي مرتدياً البزة العسكرية ويتكلم بلغة قائد ميليشيا، وربما أيضا لكثرة قراءته في علم الفلك والتنبؤات أصبح يوازي بين السياسة والتنبؤات؟!.. وأقول الله يستر من تنبؤاته. فمن واجب القضاء الذي نحترم أن يستمع إلى هذه المعلومات على الأقل لحماية بعض النواب؟
ـ برأيك هل لجنبلاط "أجندة" خاصة به، أم طُلب منه أن يقوم بدور ما؟
هناك فرضيتان: إما أن الأميركي طلب منه أداء دور معين، وإما انه كالعادة عندما يشعر ان هناك توافقاً ما في لبنان يبدأ في إطلاق النار لأن أي توافق سيعيد جنبلاط إلى حجمه الطبيعي، وجعجع إلى ما وراء حجمه، لأنه لا يمثل إلا جزءاً قليلاً من الطائفة المارونية. فجنبلاط يعتقد أن عند حصول أي توافق لن يجد له مكاناً في لبنان، هذا الشخص الذي يفتخر ان يكون زبالا في نيويورك، وان "إسرائيل" ليست عدوا، ويتهم حزب الله انه وراء الاغتيالات في لبنان، كيف يمكن أن يعود ليحاور حزب الله أو أحدا من المعارضة. أنا أنصحه أن يقدم طلباً توظيفياً لرئيس بلدية نيويورك، ونحن نضمن له أن نقدم له مكنسة من النوع الجيد.
ـ أمام الصورة التشاؤمية المرسومة على ماذا يستند الرئيس بري بتفاؤله؟
نحن متفائلون بالنتيجة، الخشية تبقى من الوسيلة، نحن متفائلون اليوم مع تفاؤل الرئيس بري، ولكن علينا ان نكون متفائلين بواقعية، أي لا نقول للشعب اللبناني إن الأمور انتهت، وان لا عقبات أمامنا، وان الحل آتٍ بعد أيام إلا في حال اقتنع الفريق الحاكم بما ذكرته قبلاً.. ربما لأجل ذلك أرجأ الرئيس بري الجلسة قبل 12 يوماً من "الشر المستطير" الذي نتمنى أن لا نصل إليه.
ـ واضح تماماً إن حجر الزاوية لدى الرئيس بري يرتكز إلى اجتماعاته بسعد الحريري، الى أي مدى انتم مطمئنون إلى ان الحريري يستطيع ان يشد الآخرين الى صفه، وأن لا يحصل هناك تبادل للأدوار؟
إذا عُدنا للتاريخ فليس هناك ما يطمئن بدءاً من حرب تموز مرورا باتفاق الرياض وصولا إلى اللقاءات الأخيرة، وبالتالي نحن على شفير الهاوية، وبذلك نجد سعد الحريري ومن ورائه السعودية يستشعرون الخطر، لذا أقول انه يجب على الحريري أن يأخذ موقفاً جريئاً، فإما أن يطلب من حلفائه الإتيان معه فيكون لهم مكان في التركيبة اللبنانية، وإما أن تكون لديه الجرأة في ان يتخلى عن تحالفاته لإنقاذ البلد لأنها أوصلته إلى الكارثة.
ـ هل الخوف من الكارثة هو الذي استدعى حضور وفد الترويكا الى لبنان؟
الأوروبيون لديهم هواجس تتعلق بوجود اليونيفيل في الجنوب، وكنا أكدنا مراراً اننا مع القرار 1701، وان هذه القوات هي قوات صديقة. ولكن في حال حصول فوضى في لبنان من الذي يضمن امن هذه القوات؟ ثم ان الفاتيكان خائف على المسيحيين في لبنان. فالفاتيكان والأوروبيون أتوا لمصلحة بلادهم، وربما لايجاد حل للمعضلة اللبنانية، وأيضا المملكة العربية السعودية خائفة من فتنة مذهبية، وللأسف سمعنا بعض أطراف 14 شباط والوزير الذي دائماً يغرد خارج السرب وزير الشاي احمد فتفت يتكلم عن فتنة سنية شيعية إذا ما حصل الفراغ، وكأنهم يهددون بالفتنة في حال لم يحصل التوافق، وبالتالي هم يراهنون على حكمة المعارضة.
ـ أي سيناريو بديل سيركب ما لم يحصل التوافق؟
يجب أن يفهم الفريق الحاكم أننا مع التوافق، وسوف نستخدم كل الوسائل للوصول الى التوافق، أما في حال الفشل فهذه المرة ليست كسابقاتها لان مصير لبنان على المحك، وإذا فكر الفريق الحاكم بأن المعارضة ستبقى مكتوفة الايدي تتفرج على هذه المسرحية التي هي بإخراج وتمثيل أميركي فهم واهمون. المعارضة لن تترك لبنان يذهب إلى الخيار الأميركي، فقد اتخذت عدة خيارات بالتنسيق مع رئيس الجمهورية تبعاً لما ستقوم به الموالاة، وبطريق اقرب إلى الدستور وتحمي وحدة لبنان. لذلك نقول لهم لا تراهنوا على صبر المعارضة لحظة تنتخبون فيها رئيسا بالنصف زائد واحد لان ما قبله غير ما بعده.
ـ الأوربيون خائفون على اليونيفيل والعرب من وقوع فتنة، هل الأميركيون خائفون؟
ليس لدينا جواب، فلو كان لدى الأميركي رأي واضح لأعطاه لفريقه في لبنان. السؤال ماذا يريد الأميركي؟ وهو سؤال موجه للفريق الحاكم، فنحن نعرف ماذا يريد: الأميركي يريد الخروج من مأزقه في العراق بعد ان يئس من الملف النووي ومن إمكانية زعزعة النظام السوري، ومن ضرب حماس، لم يعد لديه سوى فريق السلطة في لبنان الذي يعتبر إحدى أوراقه في المفاوضات الكبرى في الوضع الإقليمي، لذا اعتقد ان هذا الفريق ما زال يراهن على تغيير ما أو على ضربة عسكرية.
ـ .. اذا كانت الموالاة تهدد بالنصف زائد واحد فأنتم في المعارضة تهددون بخيارات بديلة أيضاً، تهديد يقابل بتهديد؟
نحن لم نهدد، بل حمّلنا هذا الفريق كامل المسؤولية، كما أننا لم نهدد بحكومة ثانية، لكن في حال الفشل فستكون هناك حكومة أولى لأن هذه الحكومة غير شرعية، وكذا الحال بالنسبة لرئيس الجمهورية. وأيضاً لم نهدد بالفتنة. أي اجراء سنتخذه فسيكون بالتأكيد لحماية لبنان.. فعملنا بالمعارضة كعمل المقاومة هو رد فعل. المعارضة حتى الساعة لم تقم بأي رد فعل لانها تحاول المحافظة على وحدة لبنان، وهي لن تترك لبنان يذهب إلى المقلب الآخر.
ـ برأيك زيارة وفد الترويكا الأوروبية أعطت مناخ تهدئة؟
لا شك هناك مناخ تهدئة، لكن السؤال يبقى ماذا يريد الأميركي؟ هل سيعطي للأوروبيين مجالاً واسعاً للمناورة أم سيتركهم يلعبون حتى اللحظة الأخيرة، يقول لهم عندها القرار لي. ويبدو أن الأميركي سيترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة، لذا نقول لهذا الفريق أخرجوا من الأسر الأميركي لمصلحة لبنان.
ـ ما رأيك بطرح العماد ميشال عون في حال لم يتم التوصل إلى رئيس توافقي، أي بالعودة إلى طرح حكومة انتقالية تتولى مهمة انتخاب برلمان جديد ينتخب بدوره رئيساً للجمهورية؟
ربما تأخذ المعارضة بطرح العماد عون، وسبق للمعارضة أن طرحت هذه المبادرة قبل مبادرة الرئيس بري، لكن بالنتيجة إذا لم يحصل توافق فعلى الموالاة أن تقبل بحل جزئي قبل الانتخابات النيابية التي تكون برأينا الحل الوحيد.
ـ كنائب عن منطقة بعلبك ـ الهرمل.. كيف تقوّم أداء الحكومة الإنمائي تجاه هذه المنطقة؟
هذه الحكومة بالممارسة تحرم منطقة بعلبك الهرمل من الحد الادنى من مستلزمات الحياة من طرقات ومشاريع انمائية، ومثال على ذلك هناك طريق شمسطار الذي يبدو أن ملفه معقّد أكثر من قضية الشرق الأوسط، إضافة إلى ملف تعويضات حرب تموز بحيث لم تدفع الحكومة البتراء سوى ما يقل عن أربعة بالمئة، وهي ربما ذهبت الى بعض من يناصرها. ونسأل لماذا أهل بعلبك الهرمل لم يقبضوا حقهم في حين أن هناك ملايين الدولارات أتت من الدول المانحة؟ هل بسبب انتمائهم السياسي، ليفهموا أن أهل هذه المنطقة كلما ازدادت الدولة بالتعامل معهم بهذه الطريقة ازدادوا تعلقاً بالمقاومة.. كما أذكر ايضاً على سبيل المثال ما حصل في اواسط ايار من سيل جارف قضى على معظم احواض السمك، وتكلف الجيش في حينها بإحصاء الاضرار من مربّي السمك، وتم رفع التقرير بشأنهم الى الهيئة العليا للاغاثة، ومن ثم الى رئيس المجموعة الوزارية المتسلطة، والى الآن لم نصل إلى نتيجة برغم المراجعات المتكررة، ونسأل ماذا ينتظر السنيورة، هل مزارعو الاسماك في هذه المنطقة هم ليسوا جزءاً من الشعب، ام ان منطقة الهرمل يجب ان تسلخ عن الخارطة اللبنانية؟
لقد اجتمعنا كنواب للمنطقة بالامس مع رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد، وبنتيجة الاجتماع أمهلنا الحكومة أسبوعاً إضافياً قبل القيام بأي تحرك.. وسننتظر لنرى.
.. لا شك ان الوضع السياسي قد أخّر عدداً من المشاريع منها مياه الشفة، اوتستراد بعلبك ـ البزالية بدأت الجمهورية الإسلامية في تنفيذه، إضافة إلى بعض المشاريع التي نحاول قدر الامكان تأمينها مع بعض الوزارات.
حاوره: أمير قانصوه وحسين عواد
الانتقاد/ العدد 1238 ـ 26 تشرين الاول/ اكتوبر2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018