ارشيف من : 2005-2008

أولمرت يُستقبل بحفاوة في باريس ويهود فرنسا يسألون: هل نحن في حلم؟

أولمرت يُستقبل بحفاوة في باريس ويهود فرنسا يسألون: هل نحن في حلم؟

ساركوزي على المضي قدما في التصعيد ضد إيران على خلفية الموقف الفرنسي المتشدد، حيال الملف النووي الإيراني.‏

ووسط دهشته، أعرب أولمرت عن سعادته بإصرار ساركوزي على فرض عقوبات أوروبية على طهران.‏

أما ساركوزي الذي استقبل اولمرت في قصر الاليزيه لمدة ساعتين، فلم يفوّت الفرصة في الإعراب عن محبته الكبيرة لـ"إسرائيل"، مستخدما تعابير، طالما استعملها الإنجيليون الجدد في أساطيرهم، عندما قال ان قيام "دولة إسرائيل" يعتبر معجزة القرن العشرين، ساركوزي الذي ذكّر بأصوله اليهودية، قائلا أنا لا أقول ذلك لأن جدي كان يهوديا (على اعتبار انه أعلن كاثوليكيته) ولكن "إسرائيل" هي حاملة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا انه من غير المقبول لا لفرنسا ولا لـ"إسرائيل"، أن تحصل إيران على السلاح النووي، مضيفا أن فرنسا مصممة على دفع الدول الأوروبية لفرض عقوبات جديدة على إيران.‏

اولمرت، الذي يزور فرنسا للمرة الثانية منذ وصول ساركوزي إلى الحكم، كان له لقاء مع منظمة اتحاد الجمعيات اليهودية في فرنسا (كريف) تحدث فيه عن العلاقات الحميمة التي تربط "إسرائيل" بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، معتبرا أن الخلافات التي طبعت العلاقات الفرنسية الاسرائيلية، في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لم تعد موجودة، مضيفا أن الخطر الكبير الذي يهدد "إسرائيل" في هذا الوقت، هو الآتي من إيران، حيث صب جام غضبه على الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، طالبا من الغرب مساعدة "إسرائيل" على مواجهة الصعود القوي لإيران.‏

مصادر صحفية أوردت أن اولمرت أعرب للحاضرين من زعماء الجالية اليهودية الفرنسية، عن قلق "إسرائيل" من ذهاب الرئيس الأميركي جورج بوش من سدة الرئاسة، دون أن يتمكن من حل الملف النووي الإيراني، بطريقة تضمن امن "إسرائيل"، على ذمة المصادر التي أضافت أن اولمرت قال إن "إسرائيل" لا يمكنها لوحدها إيقاف البرنامج النووي الإيراني، وأن دور الغرب والمجموعة الدولية محوري في هذه المعضلة.‏

في هذا الوقت، لم تخف مواقع النفوذ اليهودية في فرنسا، فرحتها بالتطور الحاصل على العلاقات بين فرنسا و"إسرائيل"، حيث أوردت وسائل إعلام الجالية اليهودية الفرنسية الخبر، بصفته حدثا تاريخيا، إذ ذكر موقع (يهود الخبر العالمي) في افتتاحية تعليقه حول الموضوع (بعد أكثر من أربعين عاما، أصبحت فرنسا حليفا لـ"إسرائيل"، أكثر من بريطانيا، انه حدث رائع واستثنائي).‏

إذاعة جي الناطقة باسم الجالية اليهودية، تساءلت إذا كان ما نراه حقيقة أم خيالا، مضيفة أن تاريخ العلاقة الفرنسية الإسرائيلية كان صعبا للغاية، لدرجة أن اليهود أصيبوا بالدهشة لرؤية العلاقات تتعزز بشكل جيد.‏

موقع (إسرائيل الخبر) عنون صفحته الأولى بجملة عريضة ("إسرائيل" فرنسا ضد النووي الإيراني) معتبرا أن وصول الرئيس ساركوزي لقصر الاليزيه أدخل حرارة شديدة إلى العلاقات الفرنسية الإسرائيلية.‏

من ناحية أخرى علمت "الانتقاد" من جهة عربية في باريس، أن اولمرت أخبر الرئيس الفرنسي، عن وجود دعم كبير من بعض الدول العربية، لعمل عسكري أميركي ضد إيران، مضيفا أن إسرائيل تعوّل كثيرا على هذا الموقف من دول عربية، تُعرف بمحور الاعتدال في القاموس الأميركي الإسرائيلي. وأضافت أن اولمرت أثنى على دعم بعض هذه الدول لما سماهم أعداء حزب الله في لبنان، وأوضحت الجهة العربية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ربما يتحدث عن مبلغ (مليوني دولار) الذي تلقاه وليد جنبلاط من سفير دولة عربية غنية أثناء زيارته واشنطن.‏

الانتقاد/ العدد 1238 ـ 26 تشرين الاول/اكتوبر2007‏

2007-10-26