ارشيف من : 2005-2008
المعادلات المقلوبة
يحتل جيشها أفغانستان والعراق ويكاد يحاصر طهران من كل حدودها تعتبر وزيرة خارجيتها الكوندي السياسات الإيرانية بأنها "التحدي الأمني الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة وحول العالم".
إنه التحدي الأكثر إرباكا للولايات المتحدة التي لم تستطع التعامل معه برغم أن عمره أكثر من خمسة وعشرين عاما، وهي لم تستطع الحد من خطورته على مشاريعها الاستعمارية في المنطقة مع أنها تخلّت عن مجابهته بالواسطة وقررت الدخول مباشرة في المعركة. لكن بدل أن يختفي هذا التهديد إذا به يتعاظم لدرجة اضطرت واشنطن إلى إسقاط كل أوراق التوت عن جميع عوراتها لتظهر في وجهها الحقيقي الذي يخالف كل القوانين والمواثيق والأعراف.
وحتى بعد هذا الكشف لم تفلح في إبعاد "الخطر" أو الحد منه، ما ولّد لديها إرباكا جعلها تعود خطوة للوراء لإعادة الاعتبار للمواجهة بالواسطة عبر "تعزيز القدرة الدفاعية لحلفاء واشنطن التقليديين في الخليج ودعم الدول المسؤولة والمعتدلة في المنطقة".
ولكن السؤال هنا هو: هل هذه "الواسطة" مستعدة للدخول في معركة رأت آثارها سابقا وترى نتائج انخراط "الأساس" فيها؟ سؤال قد يكون مبررا في زمن قلب الموازين والمعادلات حيث يصبح المدافع عن أرضه مهددا لأمن المحتل، والرافض لسياسات الهيمنة بكل أشكالها ذا طموحات توسعية.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد 1238 ـ 26 تشرين الاول/اكتوبر2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018