ارشيف من : 2005-2008

البيك الاشتراكي.. الأميركي

البيك الاشتراكي.. الأميركي

لم يزد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب في البرلمان اللبناني وليد جنبلاط الى ما أقنعنا به سابقاً شيئاً.. جلُّ ما فعله هو الإعلان صراحة وبلغة صريحة وواضحة أنه في قلب المشروع الأميركي..
فجنبلاط من اليوم الذي "كوّع" فيه، لم يكلف أحداً عناء اكتشاف أن البيك الاشتراكي بات في حلف أميركا، مع ما يعنيه انضمام الاشتراكي الى رأس الرأسمالية والامبريالية و..، لكنه لم يكن بحاجة ليعدل في اسم حزبه او علمه الاحمر والمطرقة والريشة.. هو البيك إلى أي مدرسة فكرية انضم، كما هو العربي الذي لم يسبقه أحد الى العروبة، ولو اصطف في طابور أعداء العروبة، وأيضاً هو الوطني اللبناني الذي يحمل الاستقلال على رأس بندقية يمكنها أن تقاتل مع أي معسكر ولحساب أي طرف خارجي وضد أي لبناني آخر، المهم أن تبقى مرفوعة تحمي نفوذ حاملها..
الآن هو في قلب المشروع الاميركي، كما أعلن لا كما يمكن أن تتهمه المعارضة التي لو قال أحد قيادييها ذلك لاتهم بالتخوين وبأنه يهدد صراحة وليد بيك الاشتراكي الاميركي.. ولقامت قيامة وائل أبو فاعور وأكرم شهيب.. ولانضم اليهم سمير جعجع وأنطوان زهرة وايلي كيروز دفاعاً عن عروبة وليد بك وعن نهجه السيادي الاستقلالي منذ تسلّم الزعامة.
كيف يقرأ أي لبناني كلام جنبلاط الاخير؟
ببساطة مطلقة سيقول إنه ضرب من ضروبه الجديدة..
انه يخشى أن تتركه الادارة الاميركية في منتصف الطريق.. وتقفل الابواب في وجهه، لذا هو مضطر أن يتجند في معسكرها كرأس حربة، لا كذيل، فإذا فرت، خبأت رأسها أولاً فيكون قد نجا، أما الذيل فغالباً ما كان مصيره القطع.. هكذا تفعل الأفعى عادة.
هل تقبل أميركا أن يكون رأس حربتها "متقلب".. انها أميركا التي لا ترى ذيلها أبداً.. خاصة عندما تبدأ بالفرار.    
أمير قانصوه
الانتقاد / العدد 1239 ـ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر2007

2007-11-02