ارشيف من : 2005-2008

النيران تلتهم احراج صفاري والميدان ـ مشموشة وسرعة الهواء ووعورة الطرقات تحول دون اخمادها

النيران تلتهم احراج صفاري والميدان ـ مشموشة وسرعة الهواء ووعورة الطرقات تحول دون اخمادها

السنديان والاشجار البرية، وتستمر محاولات اطفاء النيران حتى هذه الساعة الا ان سرعة الهواء ووعورة الطرقات وسماع دوي قذائف مدفعية من مخلفات الحرب تحول دون اخمادها.‏

كما شب حريق صباح اليوم في خراج بلدة الميدان ـ مشموشة، وعلى الفور تدخلت سيارات الدفاع المدني وتعمل بالتعاون مع مروحيات الجيش اللبناني وعناصره لاخماده، الذي قضى على مساحات شاسعة من اشجار الصنوبر والسنديان.‏

هذا وتمكنت فرق الدفاع المدني في مثلث ايطو ـ سبعل ـ كرمسدة، من تطويق الحريق الذي اندلع مساء امس بعدما امتد الى المنازل في كرمسدة.

ولم تصل الطائرات الموعودة من قبرص فيما عملت طوافتان تابعتان للجيش اللبناني من السابعة صباحا وحتى التاسعة على رش كميات كبيرة من المياه في مكان الحريق.

وقد امتدت ألسنة النيران الى "كوع الصليب" صعودا الى محلة قريبة من دير مار سمعان ـ ايطو حيث علت صرخة الراهبات طالبين نجدة فورية قبل ان يصل الى الدير الأثري.

وانضمت 6 فرق من الدفاع المدني في البقاع الى فرق الشمال وتطوع اكثر من 100 شاب من القضاء في الورشة وعمل البعض على اخلاء المنازل المحيطة من النساء والاطفال. واخذ ابناء بلدة سرعل الاحتياطات اللازمة لمنع وصول الحريق الى البلدة لا سيما ان النيران وصلت الى مسافة قريبة منها.

هذا واعلن وزير داخلية الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية حسن السبع في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ردا على سؤال عن الحرائق والنيران التي شملت غابات بين إهدن وزغرتا وكرم سدة وسبعل وأيطو، "عدم إستبعاده ان تكون هذه الحرائق مفتعلة"، مستندا الى وقائع معينة في هذا المجال.‏

وتحدث عن وصول طائرات قبرصية للمساعدة في إخماد النيران، لافتا الى ان "الحرائق لم تخمد جميعها، فالدفاع المدني بمؤازرة الجيش وقوى الأمن الداخلي يستخدمون الامكانات الكاملة لإخمادها". وقال: "لكن اتساع رقعة الحرائق ألزمنا إجراء اتصالات بالسلطات القبرصية عبر سفيرنا في نيقوسيا، وطلبنا رسميا المساعدة، وما يقف عائقا ان الطوافات من قبرص كما طوافات سلاح الجو اللبناني لا يمكنها العمل والاشتراك في عمليات الاطفاء أثناء الليل. لذلك، إعتبارا من السابعة والنصف تصل الطوافات القبرصية والجيش اللبناني الى المناطق الوعرة".‏

واعتبر ان "امتداد الحرائق يشكل عبئا على الدفاع المدني والانتشار الجغرافي الواسع في مناطق وعرة جدا، فهناك حرائق في الشمال وجزين، وأمس في رأس المتن، وهنا يطرح سؤال كبير عن هذه الحرائق واندلاعها في وقت متأخر من الليل، خصوصا ان بعضها إشتعل فجرا في أماكن لا طرقات فيها، والحريق في الشمال إشتعل في واد لا طرقات فيه ولا يمكن لأحد الوصول اليه، وهذا ما يشكل عائقا امام آليات الدفاع المدني، حتى ان البشر العاديين ليس في امكانهم الوصول اليها. مثلا في عيون السمك في منطقة المنية، رصد الأهالي في الجبل المواجه دخانا يتصاعد من الجبل، فقصدوا المنطقة ببراءة لإطفاء هذا الحريق، فأطلقت النار في اتجاههم، ما أدى الى تراجع الأهالي ولم يتم إخماد الحريق منذ بدايته، وهذا ما يعزز الشكوك بأن هناك إفتعالا لهذه الحرائق، علما انه في الحرائق السابقة التي حصلت منذ ثلاثة أسابيع، أرسل الدفاع المدني أربعة خبراء الى مناطق إلتهمتها النيران، وبعد الكشف الحسي تبين لهم ان هناك إفتعالا لهذه الحرائق".‏

أضاف: "من جهتنا، كلفنا قوى الامن الداخلي بالنسبة الى الحرائق السابقة بالتفتيش عن دليل عبر المخاتير والبلديات، وكذلك بعد الاستماع الى المواطنين العاديين، معتبرا ان الخطورة هي في اندلاع الحرائق في الليل، والخبراء يقولون ان شهري أيلول وتشرين الأول وحتى منتصف شهر تشرين الثاني هي الأخطر حيث تندلع الحرائق، وهذا ما نحاول معالجته".‏

وعن خطة إعادة صيانة طائرات البوما وتعزيز قدرات الدفاع المدني بالمعدات للولوج بها الى أماكن صعبة، أوضح ان "لجنة تألفت من الدفاع المدني ومؤسسات أهلية، وكان رئيس الحكومة غير الشرعية فؤاد السنيورة قبل اندلاع حريق الشمال، قرر عقد اجتماع موسع مع رؤساء البلديات والمحافظين وقوى الامن الداخلي والقائمقامين حتى تقدم هذه اللجنة تقريرها واتخاذ التدابير، علما ان الرئيس السنيورة والحكومة في صدد معالجة هذا النقص في معدات الدفاع المدني بالطرق المناسبة".‏

وأوضح ان " الانتشار الجغرافي الواسع للحرائق وفي وقت محدد في مناطق متعددة يترك أكثر من سؤال، آملا ان يصار الى معالجة الحرائق اليوم مع وصول الطوافات القبرصية لمساندة طوافات سلاح الجو التابع للجيش اللبناني واتخاذ الاجراءات اللازمة والكشف عن الفاعلين او مفتعلي هذه الحرائق وإحالتهم أمام القضاء المختص".‏

2007-10-24