ارشيف من : 2005-2008
الاحتلال الأميركي للبنان
انكشفت وظهرت نوايا الولايات المتحدة الاميركية تجاه لبنان.
ما كان يسأل اللبنانيون عنه، عن سر الاهتمام الاميركي بهذا البلد الصغير؟ عن الحاجة الاميركية لهذا البلد في خارطتها العلمية؟ عما تخطط له الادارة الاميركية؟ بات الجواب عنه سهلاً، لم يعد تكهنات يسارع حلفاء أميركا الى تكذيبها، أو مجرد توهم لمؤامرة تحيكها هذه الادارة ضد هذا البلد الذي ينشد العيش بسلام ووئام.
الولايات المتحدة الاميركية تريد تغيير عقيدة الجيش اللبناني، هذه العقيدة التي وحدته وأبعدت عنه سيف الشرذمة، وجعلته جيشاً وطنياً موحداً خلف شعبه وأمامه، تريد هذه الادارة إعادته أكثر من عشرين عاماً الى الوراء.. لا بل تريد الدخول الى تركيبته وبنيته الهرمية، وأن تحظى بالاشراف على تدريبه وتحديد مواقع معسكراته. هذا فضلاً عن سعيها الى اقامة قواعد جوية وبرية واستخباراتية مشتركة في البقاع والشمال وجنوب بيروت!
الامر لم يعد سراً بعدما كشفته صحيفة "السفير" أمس عن مصادر موثوقة وبالاستناد الى تقارير أميركية رسمية، وهي كانت محور اللقاءات التي أجراها وفد من البنتاغون برئاسة وكيل وزارة الحرب الاميركية لشؤون السياسات ايدلمان مع عدد من المسؤولين اللبنانيين.
لقد قيل الكثير منذ نحو عامين عن مخطط أميركي لإقامة قاعدة عسكرية في البترون شمال لبنان، وبقي الأمر عند حد ايرادها كمعلومة تحتمل التكذيب والتصديق، وعندما اندلعت شرارة الحرب في مخيم نهر البارد قيل إنها فتنة أميركية تهدف الى اقتلاع المخيم تسهيلاً لاقامة قاعدة أميركية في القليعات قريباً من الحدود السورية.. وجرى التعامل مع الخبر كسالفه، الا أن التقارير التي توردها الكثير من المصادر فضلاً عما ذكرته الزميلة "السفير" تؤكد ان الإدارة الأميركية قد انتهت من دراسة مشروعها وأطلقته الى التنفيذ. وما يلزمه هو النفاذ الى لبنان من أي بوابة تتيحها السلطة هنا.
ما يمكن قوله الآن هو أن الوصاية الاميركية التي دخلت الى لبنان عبر "ثورة الارز" تمهد الطريق الى احتلال..
احتلال ايها الاستقلاليون والسياديون الجدد!
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الأول / اكتوبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018