ارشيف من : 2005-2008
زكي : ابتلانا الله بأمة عربية واسلامية وأناس اصحاب شعارات يتعاملون معنا مثلما تعاملوا مع "غوار" في فيلم الحدود
والعوائق التي تعترض هذه العودة، إضافة إلى بحث السبل في كيفية اجلاء النازحين من المدارس الرسمية في البداوي، او من مدارس الاونروا في مخيم البداوي، في حضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، والمدير العام ل"الاونروا" في لبنان ريتشارد كوك، ومسؤول هيئة الطوارىء في الاونروا في الشمال محمد عبد العال، ورئيس بلدية البداوي ماجد غمراوي، الى جانب ممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال.
وقبل بداية اللقاء انسحب ممثلو "تحالف القوى الفلسطينية" في الشمال من اللقاء، اعتراضا على ما اعتبروه "تحول الاجتماع من لقاء سياسي يهدف للبحث في قضية عودة النازحين الى مخيمهم، وازالة العوائق التي تعترضهم بالتنسيق مع مسؤولي الاونروا، الى لقاء جماهيري يهدف الى ترجيح كفة فريق سياسي فلسطيني على حساب فريق اخر بهدف تعويمه".
استهل اللقاء بكلمة لمسؤول الاعلام المركزي في حركة "فتح" رفعت شناعة، اعقبه زكي بكلمة، قال فيها: "لست راضيا عن اي انجازات باستثناء كسر فيتو العودة الى المخيم والشروع فيه، وكنت اتوقع ان العودة لن تكون بهذه الاشكالية والصعوبة والعذاب والمرارة، ولكن يبدو ان قدرنا ان نعيش دائما تحت ضغط اعلى من قدراتنا وامكاناتنا وارادتنا. فنحن تعهدنا منذ البداية ان النزوح مؤقت والعودة مؤكدة وبناء المخيم حتمي، ولكن بعدما شاهدنا التخريب والحرائق والاستباحة داخل المخيم، فانه يجب ان يتم التعويض على المتضررين، وبالتالي نحن نسير خطوة خطوة في هذا الموضوع، علنا نصل الى ما في داخل كل فلسطيني من ان لا يكون عنده مشكلة مع اخيه اللبناني، حتى لو كثر المحرضون والطابور الخامس، لانه يجب ان تكون ارادتنا اكبر واقوى من ان ندخل في معركة جديدة من اخواننا في لبنان، لان هناك اناس عز عليهم هذا الانسجام وهذا التوحد في الخطاب السياسي، والذي لم يستطيعوا انجازه من خلال العبسي يريدون انجازه من خلال ابتزاز الفلسطينيين واذلالهم وهذا امر غير مقبول، وبالتالي فانه منذ ان عدنا الى بيروت وصلتنا نتائج اجتماعات القوى والفصائل واللجان الشعبية التي عقدت في الشمال، وكنا في اجتماع في السراي الكبير في حضور السيد ريتشارد كوك والوزير احمد فتفت ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، وايضا في حضور رئيس واعضاء لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني برئاسة السفير خليل مكاوي، وقد ناقشنا في الاجتماع كل شيء، ولا نريد ان نعرض هنا كل ما طرحناه فيه، بل نريد ان نسير خطوة خطوة، واهم شيء عندنا ان هناك حالة احتضان حصلت بين اللبنانيين والفلسطينيين، ومنطقة الشمال هي منطقة احتضنت الفلسطينيين في الايام السوداء والاوقات الصعبة، وعندما خرجنا من بيروت عام 1982 لقينا الحضن الدافىء في طرابلس عندما أتى ياسر عرفات اليها".
أضاف: "هناك من يصر على ضرب الوجود الفلسطيني في الشمال وبعد ذلك في كل لبنان، لذا علينا الوقوف والتصدي بوعي امام هذه المؤامرة، خاصة اننا دخلنا الان في الجهاد الاكبر، لان المعركة لن تكون مع غرباء بل مع أنفسنا، خصوصا ان المخيم لا امكانية للعيش فيه اذ لا وجود للكهرباء اوالمياه داخله، وكذلك كل مقومات العيش الاخرى، وكأننا بذلك نعاقب شعبنا على ذنب لم يرتكبه".
وقال: "كان يجب منذ البداية تهيئة السكن المريح للنازحين، وعلى الاقل ان يشعر الفلسطيني بشيء من الكرامة، وهو الذي احس بالغربة منذ نزوحه من مخيمه في 20 ايار، ولكن هناك في المقابل ارادة لدينا لحل كل الاشكالات والقضايا، والسيد كوك يعتمد على الدول المانحة، ودائما الشبعان يفت للجائع "شوي شوي"، ولكن نحن الفلسطينيين ابتلانا الله بأمة عربية واسلامية وأناس اصحاب شعارات، الا انهم مع الاسف يتعاملون معنا مثلما تعاملوا مع "غوار" في فيلم الحدود، فما اكثر الاصحاب حين تعدهم، ولكنهم في النائبات قليل".
واضاف: "من العيب والعار على اللبنانيين والفلسطينيين، العرب والمسلمين ان يكون وضع 5500 اسرة من نازحي مخيم نهر البارد، وليس مليون اسرة، بهذه الحالة المزرية وهم لا يحركون ساكنا، ولكن هذا درس علينا ان نتعلمه، فنحن لن نركض بعد الان وراء شعارات يرفعها البعض وهي لا تطبق على ارض الواقع".
وتابع: "المشكلة الرئيسية عندنا اليوم هي المدارس، فلقد عاد حتى الان الى المخيم 420 عائلة، وخلال الاسبوع الاخير من شهر رمضان ذهبت الى رام الله، ومن خلال حملة الشعب الفلسطيني هناك لدعم مخيم نهر البارد تم جمع مبلغ ستة ملايين دولار، وهذا الامر دفعنا الى الاعتزاز بالشعب الفلسطيني، برغم انه لا يوجد عنده لا جيش ولا سيادة ولا نفط، ولكن عنده كل العطاء والخير والارادة والكرامة التي تكفي لان تغطي عجز الامة العربية كلها في هذا المجال، اضافة الى ان ذلك شكل رسالة الى انه لا نريد من احد ان يتصدق علينا".
وقال: "هناك 8 مدارس رسمية يقيم فيها نازحون، والعام الدراسي في هذه المدارس معطل بالنسبة للطلاب الفلسطينيين واللبنانيين، ورئيس بلدية البداوي تعاون معنا الى ابعد الحدود، وقد خرج من هذه المدارس 130 عائلة وبقي فيها قرابة 200 عائلة، ولذلك نريد حل مشكلة النازحين الموجودين في المدارس، حتى لا يحرض احد على الفلسطينيين، وانهم سبب في عرقلة انطلاق العام الدراسي، وانه يجب ان يحب احدنا لاخيه ما يحبه لنفسه، فنحن نقف اليوم امام اشكاليات ومصاعب عدة داخل المخيم، مثل مشكلة الكهرباء والمياه ورفع الركام وترميم البيوت وادخال مواد البناء والسماح للمتطوعين بالعمل وغيرها، ما يدفعنا الى التساؤل اين هي حقوق الانسان الفلسطيني؟، يظنون اننا بذلك سنخضع، انهم يخطئون لاننا سنزيد عنادا وتمسكا بما فطرنا عليه من قيم وان نكون طليعة الامة، لان الارض التي هي مهد الديانات ومهبط الرسالات لا يجلس فيها اي واحد مهزوز، لكن الحق سينتصر دوما وتبقى الرسالة قائمة، خصوصا انهم تعودوا ان الفلسطيني يشتكى منه لا ان يشكي اليهم، لكننا اليوم نريد ان نشكي، وان نعلن رفضنا ان نعاقب بسبب وبلا سبب".
واضاف: "نريد ان نتعاون معا، ان تستمعوا لنا ونحن بدورنا سنستمع اليكم، وقد اتينا الى هنا لنقدم اليكم اقتراحات حلول، وسنبدأ فورا بورشة عمل كاملة للتفاهم على ادق التفاصيل لاقرار الحقوق الفلسطينية لنا في هذا البلد كما هي، بالتنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش والاونروا".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018