ارشيف من : 2005-2008

من بيروت الى الجنوب: عرس للشهيد سامر نجم

من بيروت الى الجنوب: عرس للشهيد سامر نجم

في مراسم مهيبة أشبه بعرس يقام للأبطال، شيع حزب الله وأهالي بلدة الطيبة ـ مرجعيون الجثمان المحرر للشهيد المجاهد سامر محمد نجم، الذي قضى في مواجهات العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 واستعيد في عملية التبادل الأخيرة التي حصلت منذ أسبوع بين حزب الله والعدو الإسرائيلي.
مراسم التشييع بدأت من أمام مستشفى الرسول الأعظم في بيروت، بمسيرة سيارة واكبت جثمان الشهيد الذي نقلته سيارة اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية، حيث كانت أولى المحطات في محلة الزيدانية في العاصمة بيروت، فنُظم للشهيد حفل وداع من قبل جيرانه وأصدقائه ونُثرت الورود والأرز على نعشه الذي لفّ بعلم حزب الله.
ومن بيروت حيث ترعرع الشهيد الى الجنوب حيث كانت رحلة الجهاد والمقاومة والشهادة، أعدت لجثمانه في آخر رحلة له محطات استقبال شعبية وطلابية في العديد من البلدات والقرى الجنوبية. فعند المدخل الشمالي لمدينة النبطية احتشد مئات المواطنين لملاقاة الموكب رافعين رايات المقاومة وصور الشهيد وساروا معه حتى دار المعلمين والمعلمات عند تقاطع النبطية ـ مرجعيون، حيث انتظموا مع حشد كبير من طلاب الجامعات والمدارس وعوائل الشهداء، اضافة الى شخصيات سياسية واجتماعية ودينية وقيادات من المقاومة كانوا ايضا في الاستقبال.
ووسط نثر الأرز والورود على نعش الشهيد الذي أُنزل من سيارة الاسعاف تقدمت ثلة من طلاب الجامعة اللبنانية وثانوية الصباح ووضعوا أكاليل من الورد على الجثمان وسط صيحات التكبير وهتافات التأييد لنهج المقاومة ولحفظ أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
بعد ذلك أكمل الموكب باتجاه المنطقة الحدودية حيث أُعد له استقبال حاشد عند مثلث تل النحاس ـ مرجعيون ـ بنت جبيل، وهتف مئات المواطنين "الموت لإسرائيل"، وساروا معه حتى بوابة فاطمة على بعد أمتار قليلة من الشريط الفاصل مع الجانب "الإسرائيلي"، ونثرت عشرات من النسوة الورود والأرز على الموكب الذي شق طريقه بصعوبه بين الجموع المحتشدة باتجاه بلدة الطيبة، وسط استقبالات شعبية مماثلة في كفر كلا والعديسة ورب ثلاثين.
وعند مدخل بلدته الطيبة احتشد آلاف المواطنين لاستقبال جثمان الشهيد الذي رفع على أكف ثلة من مجاهدي المقاومة، الذين انتظموا في موكب تشييع مهيب جاب الشوارع الرئيسية للبلدة التي رفعت على شرفات منازلها وساحتها العامة رايات المقاومة وصور كبيرة للشهيد نجم. وتقدم المشيعين الفرقة الموسيقية لكشافة المهدي وحملة الاعلام اللبنانية ورايات حزب الله.
وشارك في التشييع ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والنواب: أمين شري، قاسم هاشم، محمد حيدر وحسن فضل الله، وعلماء دين من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية، وشخصيات ورؤساء بلديات.
ولدى وصول موكب التشييع الى ساحة البلدة ألقى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق كلمة قال فيها: "لقد عاد الشهيد سامر والشهيد محمد عسيلي والأسير حسن عقيل, عادوا من دون منة من احد، عادوا بفضل التزام المقاومة ومعادلة المقاومة، فكان التبادل انجازا وطنيا بامتياز، وهو انجاز لكل الوطن ولكل الطوائف ولكل المناطق ولكل الأمة، ولفلسطين ايضا".
وأكد قاووق ان سيادة لبنان منتقصة ما دامت مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تحت الاحتلال الاسرائيلي"، لافتاً الى انه "لا يشغلنا اي استحقاق عن اولوية مواجهة العدو الإسرائيلي وعن اولوية انتزاع حرية مزارع شبعا وتلال كفر شوبا".
وقال: "لن نتساهل امام اي محاولات اميركية للتسلل الى هذا الوطن من خلال الاستحقاق الرئاسي، لأن هدف اميركا ليس الصداقة مع احد، بل هدفها من خلال اصرارها على التدخل في الاستحقاق الرئاسي، هو خدمة المشاريع الاسرائيلية وتعويض الهزيمة التي لحقت بـ"اسرائيل" في عدوان تموز".. مشدداً على ان الاستحقاق الرئاسي محطة مصيرية وأساسية لهزيمة محققة للإدارة الاميركية ومن ورائها "إسرائيل".
بعد ذلك أمّ إمام بلدة الطيبة الشيخ حسين قازان الصلاة على جثمان الشهيد ليوارى في ثرى جبانة البلدة.
الانتقاد/ العدد1239 ـ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

2007-11-02