ارشيف من : 2005-2008
ممثل "المردة" في رباعية بكركي يوسف سعادة لـ"الانتقاد": اللجنة لم تلبّ الآمال ولم تزد الأزمة سبباً
.. وقع ما كان في الحسبان، فلا "لجنة بكركي" توصلت إلى نتائج ترضي سيدها ولا هي أراحت الجو المسيحي المتشنج منذ ان وضع الاستحقاق الرئاسي على "السكة" التي يفترض أنها سالكة.. فيما هي غير مؤهلة حتى الساعة لإمرار قطار الاستحقاق بأقل ضرر ممكن نظراً للنوايا المبيتة لدى الطرف الذي يسعى بجهد لانتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائد واحد..
ولئن كان "حبل الكذب قصير" على حدّ ما يقول المثل الشعبي الذي يردده اللبنانيون كثيراً هذه الايام، فلم يجهد المتابعون في كشف ألاعيب فريق 14 شباط عندما انتدب ممثلين عنه الى اللجنة الرباعية في بكركي غير مخولين أصلاً "البحث في أسماء من خارج 14 آذار"، كما يؤكد احد ممثلي تيار المردة في اللجنة يوسف سعادة الذي لفت الى أن "جعجع وجنبلاط هما المتضرران من أي تسوية قد تحصل لانها تردهما إلى حجمهما الطبيعي". وبما ان "اللجنة" وصلت الى الحائط المسدود، وحفظاً لماء الوجه جرى رفع توصية إلى البطريرك صفير "ستبقى طي الكتمان بانتظار مناقشتها مع القادة الموارنة للخروج بصيغة ما تخرجنا من الازمة".
"الانتقاد" التقت سعادة وسألته عن سبب وصول اللجنة إلى طريق مسدود:
ـ هل يمكن القول إن لجنة بكركي فشِلت أم أُفشلت؟
في الواقع اللجنة لم تحقق كل ما هو مطلوب منها، فقد عُلق عليها آمال كبيرة جداً نظراً لتوق اللبنانيين للحل، ولكن بنفس الوقت لا نستطيع القول إنها فشلت فهناك أمور تحققت وأمور لم تتحقق.

ـ ما هي الأمور التي تحققت؟
اللجنة تحدثت عن مبادئ عامة، وحددت مواصفات الرئيس ومهامه، وتوصلت إلى مبدأ اعتماد الخيار الديموقراطي بين المسيحيين، ورفضت اللجوء إلى العنف، وطبعا رفعت توصية الى البطريرك صفير ستبقى طي الكتمان وسيجري نقاشها لاحقاً مع القيادات المسيحية، اما الأمور التي لم تحققها فهي مسألة الأسماء، ومحاولة الجمع بينها وبين المواصفات للوصول إلى قواسم مشتركة بين المعارضة والموالاة.
ـ .. لماذا؟
لان الطرف الآخر غير مخوّل البحث في أسماء من خارج 14 آذار، بالإضافة إلى مرشح المعارضة ميشال عون، مقابل البحث في الأسماء الأخرى من خارج الفريقين والتي تعتبر وطنية، إلا ان بكركي رفضت السير بهذا المنحى منبهة الى وجوب البحث بكل الأسماء، ممثلو الموالاة في اللجنة لفتوا الى أنهم غير مخولين البحث خارج نطاق 14 آذار، الأمر الذي حتم على اللجنة ان تتوقف عند هذا الحد.
ـ ألم يكن من الأفضل أن تنعقد اللجنة على مستوى الأقطاب بدل ممثليهم؟
اللجنة على مستوى الأقطاب ربما تكون الأفضل، لكن السؤال يبقى من هم الأقطاب؟ هل هم أنفسهم الذين اجتمعوا مع البطريرك صفير ولا سيما أن من بينهم ممثلين عن تيار المستقبل واللقاء الديموقراطي! ثم إن الممثلين التسعة الذين حضروا الاجتماع (14 آذار) آراؤهم مختلفة، ولم تعد خافية على أحد، فضلاً عن انه لم نفهم حتى الساعة لماذا حضر كل من النائب هادي حبيش عن تيار المستقبل وفؤاد السعد عن اللقاء الديموقراطي، هل تيار المستقبل يملك شارعاً مسيحياً.
ـ ما دامت اللجنة لم تحقق الهدف المطلوب منها بالكامل، برأيك من هو المسؤول؟ هل لجعجع دور؟
عندما دخل جعجع غرفة الاجتماع المغلق قال: اتكالنا عليكم، ثم خرج لينعى عمل اللجنة.
ـ بماذا تفسر خطوته؟
كان يريد ان يظهر أمام عدسات المصورين بمظهر المؤيد لأعمال اللجنة، كما يفعل ذلك بالنسبة للمبادرات الأخرى، لأنه برأينا أن جعجع وجنبلاط هما المتضرران من أي تسوية، لانها تردهما إلى حجمهما الطبيعي.
ـ تحدثت عن مبادئ عامة هلا وضعتنا في أجوائها؟
المبادئ العامة هي مبادئ البطريرك صفير، لم يجر نقاش فيها فهي تتمحور حول وجوب احترام نصوص الطائف من خلال نصاب الثلثين وضرورة حضور النواب كواجب إلى جلسة الانتخاب، اعتماد الخيار الديموقراطي، وإدارة خلافاتنا بشكل ديموقراطي.
ـ الرئيس الحص اعتبر في بيان له أن عدم توصل اللجنة إلى نتيجة حاسمة على مستوى طرح أسماء مرشحين مستقلين لرئاسة الجمهورية، هو مصدر قلق بين المواطنين؟
لا يحملنا أكثر مما نحتمل.. طبعا دخلنا اللجنة والآمال كانت كبيرة، ربما لم نستطع ان نلبي كل الآمال ولكن لم نفشل، ولم نزد سبباً إضافياً للأزمة الموجودة في البلد.
ـ .. إذاً هل يمكن القول إن عمل اللجنة على الرغم من تواضع نتائجها أراح الجو المسيحي المتشنج؟
جزئياً..
ـ ما صدر عن بكركي عقب الانتهاء من أعمال اللجنة لا يبشر بالخير؟
طبعا البطريرك موقفه حرج، وربما كانت لديه آمال كبيرة، ولكنه لا زال يقول إنه يريد نصابا بالثلثين والانتخاب في المجلس النيابي..
ـ ما هي أبرز العقبات التي اعترضت عمل اللجنة؟
العقبة الأساسية والوحيدة كانت عدم قدرة اللجنة على الشروع في التفاصيل، والسبب كما ذكرت آنفا يعود إلى أن الممثلين غير مخولين من الموالاة مناقشة هذه التفاصيل.
ـ .. في المقابل هل أنتم في المعارضة مخولون بالبحث في التفاصيل؟
طبعاً .. نحن لدينا مرشح واضح وهو ميشال عون، وكان لدينا استعداد أن نناقش في الأسماء الأخرى.
ما هي الخطوة التالية؟
ـ هي خطوة يحددها البطريرك بالتعاون مع القادة الموارنة.
كان جرى الحديث عن خلاف نشب بشأن توصية اللجنة، البعض قال بوجوب رفعها مباشرة الى المجلس النيابي والبعض الآخر قال بضرورة أن تلاقي مبادرة بري؟
هذا الكلام خرج إلى الاعلام ولم يكن دقيقا.. نحن كنا واضحين وقلنا ان أي توصية تتوصل اليها اللجنة ستكون بتصرف غبطة البطريرك على أن يبحثها مع القادة الموارنة، وبعدها يرتئي والقادة إلى أين ستسلك الأمور.
ـ هل لديك معلومات عن موعد اجتماع صفير مع قادة الموارنة؟
لا علم لي.
ـ ما كان رد الوزير سليمان فرنجية في اعقاب انتهاء اللجنة؟
الوزير فرنجية خارج البلد حالياً، وكنا نتلقى منه التوجيهات عبر الهاتف بضرورة ان يكون الحوار منفتحا وايجابيا بما يخدم رؤيتنا، وقد تمنى لو أن اللجنة تمكنت من الدخول في تفاصيل أكثر دون ان يكون هناك محرمات.
حسين عواد
الانتقاد/ العدد1239 ـ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018