ارشيف من : 2005-2008
سوريا وافقت على استضافة مؤتمر فلسطين شرط دعوة حركة فتح والسلطة رفضت
باريس ـ نضال حمادة
جرى تأجيل مؤتمر دمشق للقوى الفلسطينية ليتزامن مع مؤتمر أنابوليس، غير أن الأسباب لم تتغير.. هذا الكلام لمصدر فلسطيني مسؤول التقته "الانتقاد" في باريس، وقال ان هذه الدعوة لعقد مؤتمر للقوى الفلسطينية هي عبارة عن تحرك شعبي ينطلق من مخاوف الشعب الفلسطيني المشروعة مما سيبحث في مؤتمر أنابوليس المقبل حول قضية الشرق الأوسط. المصدر أفاد أن هناك ضغوطا أميركية كبيرة تمارس على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإجباره على القبول بالطرح الإسرائيلي القاضي بعدم بحث القضايا الأساس والاكتفاء ببيان عام حول استئناف المفاوضات واللقاءات بين جميع الأطراف. مضيفا أن "اسرائيل" ترفض بشكل قاطع تحديد أي جداول زمنية لأي من المواضيع التي يطالب بتنفيذها الطرف الفلسطيني. وأن الذي جعل الهيئات والفصائل الفلسطينية تتنادى إلى عقد مؤتمر دمشق هو وصول الوضع إلى حد طلب وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذف مطلبي اللاجئين وحق العودة من الأجندة الفلسطينية.
وحول البنود التي تنوي "إسرائيل" بحثها في المؤتمر قال المصدر: ان "إسرائيل" تريد أن يتركز البحث حول الاقتصاد الفلسطيني فقط، وأن هذا الموقف الإسرائيلي يحظى بدعم أميركي. ويذهب المصدر إلى القول ان "إسرائيل" تحرص على حضور عربي وإسلامي مميز في هذا المؤتمر، عبر الضغط الذي تمارسه واشنطن على كل من السعودية وإندونيسيا لحضوره. لافتا إلى أن السعودية قالت للجانب الفلسطيني جهزوا ورقة جيدة وجدية، ونحن سوف نحضر، معتبرا أن هذا الموقف يعكس مدى الحرج السعودي، فهم بين نارين ـ يقول المصدر ـ يشكون عدم التمكن من الحصول على أي تنازل إسرائيلي، يمكن من خلاله تبرير حضور المؤتمر، وفي الوقت نفسه ليس لديهم المقدرة على مقاومة الضغوط الأميركية الكبيرة إلى ما لا نهاية، خصوصا أن واشنطن تبتز السعودية في موضوعي إيران والجماعات السلفية.
المصدر يعبر عن خطورة ما يجري بالإشارة إلى أن رايس هددت الرئيس الفلسطيني أن عدم حضور مؤتمر أنابوليس سوف يضطرنا إلى الضغط على الدول المانحة التي سوف تعقد مؤتمرها السنوي في باريس نهاية العام الجاري، لعدم التوصل إلى اتفاق حول تقديم مساعدات للسلطة الفلسطينية، ومن يقول لا مساعدات يقول لا رواتب.. مشيرا في نبرة غاضبة الى أن الأميركيين منعوا محمود عباس من فتح قناة للتفاوض مع حماس تحت طائلة قطع كل المساعدات والتعامل معه كطرف عدو. أما الضغوط الأميركية الأخرى على محمود عباس فيفند بعضها المصدر بالقول ان أميركا فرضت على رئيس السلطة تعيين ياسر عبد ربه أمين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإعطاءه صلاحيات كبيرة تمس كل قضايا الهيئات الشعبية ضمن المنظمة، العمالية والنقابية والطلابية إلخ.. مشددا على أن الطرف الأميركي فرض عبد ربه كقناة اتصال وحيدة في هذه المواضيع لضمان تنفيذ ما يريدون. وأضاف: ان من بين الضغوط أيضا إعادة تكوين حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية عبر خطة حكومة سلام فياض الداخلية التي يشرف على تنفيذها الثلاثي: قريع وعبد ربه وفياض حسب تعبيره، والتي تتضمن أمورا جد خطيرة تتمثل بالتالي:
1 ـ إحالة كل من تخطى سن الستين من الكوادر على التقاعد، حتى لو كان سجينا أو جريحا، واستهداف أصحاب النهج المقاوم بالذات واستبدال كوادر جديدة بهم يجري اختيارهم وفقا لشروط معينة، منها معارضة النهج المقاوم والالتزام بالتفاوض منهجا سياسيا وحيدا.
2 ـ زيادة أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح.
3 ـ زيادة أعضاء اللجنة المركزية، بحيث تكون السيطرة لسلام فياض وقريع.
4 ـ بعد هذه الإجراءات يُدعى الى مجلس وطني ويتم اختيار أشخاص من قبلهم.
5 ـ تُنتخب لجنة تنفيذية جديدة تقوّم السياسة، وسوف يكون سلام فياض عضوا فيها.
6 ـ في حال عدم ترشح محمود عباس لولاية جديدة العام القادم، يُنتخب سلام فياض رئيسا.
ويذكر المصدر أن علاقة سلام فياض بالأميركيين تعود إلى عهد والده الذي كان عضو مجلس الشعب في الأردن في خمسينيات القرن الماضي، وكان أحد النواب القلائل الذين صوتوا لدخول الأردن في حلف بغداد، في مواجهة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تلك الأيام. من هنا يقول المصدر الفلسطيني المسؤول جاءت الدعوة الى عقد مؤتمر للقوى الفلسطينية في دمشق, مركزا على أن مكونات المؤتمر تتألف من هيئات شعبية وفصائل مقاومة، وأن الدعوة مفتوحة للجميع.. وفي تفاصيل موافقة دمشق على استضافة المؤتمر قال المصدر ان السوريين وضعوا شرطا وحيدا، هو دعوة حركة فتح، وفعلا وُجهت دعوة للحركة ممثلة برئيسها أبو مازن. مضيفا انه فور وصول الدعوة عُقد اجتماع للجنة التنفيذية بطلب من أبو مازن، رفضت على أثره الدعوة. وعقد ياسر عبد ربه مؤتمرا صحافيا هاجم فيه سوريا، وطالبها بعدم استقبال المؤتمر. أما بخصوص المواضيع التي سوف يناقشها المؤتمر والتوصيات المتوقع صدورها، فيفيدنا المصدر بأن المؤتمر سوف يركز على بنود أربعة في توصياته هي:
أ ـ مواجهة الضغوط الأميركية والعدوان الإسرائيلي.
ب ـ دعوة أبو مازن الى عدم حضور مؤتمر الخريف.
ج ـ دعوة الفصائل الى تطبيق اتفاق عام 2005 للحوار.
د ـ رسالة تحذير للعرب لعدم التنازل وعدم الانصياع للضغوط الأميركية.
الانتقاد/ العدد1239 ـ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018