ارشيف من : 2005-2008
.. الله ينجّينا
كتب نصري الصايغ
1 - لن يرث هتلر؟
صدر كتاب في فرنسا، يبرهن فيه كاتبه، أن هتلر لم يمت وستالين ما زال حياً، وفرانكو مقيم في أكثر من عاصمة وموسوليني يستعرض قواه خارج روما، واستدل الكاتب على ذلك بأشباههم، اذ يخلق من الشبه أربعين، حيث ان العالم شهد من الدكتاتوريات الدامية والقمعية، ما يفيض عن السفك الذي مارسه طغاة الحرب العالمية الثانية، ويبدو أن البرهان صحيح جداً الانقلابات العسكرية في افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية دفعت إلى السلطة عدداً وافراً من ورثة هتلر وموسوليني وستالين، ولتأكيد نظرية استمرار هتلر على قيد الحياة، أشار الكاتب إلى أن النازية أيضاً لم تمت، حيث ظهر التعصب الاثني الطائفي، والاقوامي بشكل مسعور، إضافة إلى اليمين المتطرف في عدد من دول أوروبا الشرقية والغربية على السواء.
عمر هذا الكتاب أكثر من عشرين عاماً، ولو قرر الكاتب اعادة طبعه مرة أخرى، لكان عليه أن يسأل من هو الوريث الشرعي لسفاحي القرن العشرين؟
الجواب العربي سيكون حتماً، من قبل الشعوب لا من قبل الحكام هو جورج بوش.
ولكان عليه أن يسأل أيضاً، من هو الوريث الشرعي للنازية الجديدة، لجاء الجواب حتماً، من شعوب كثيرة انهم المحافظون الجدد.
للأسف، كاتب هذا الكتاب مفكر فرنسي، صهيوني الهوى والحرف لم يذكر الصهيونية إلا بعدما أضفى عليها كامل المواصفات الإنسانية والخلقية. وكتابه الجديد، يحرّم فيه الاقتراب من النازية الجديدة، وما بعد اللاسامية، إذ يعتبر أن نقد اسرائيل، تطرف لا سامي، وكره اميركا، تطرف لا سامي، وأفكار الهولوكوست تطرف لا سامي أيضاً.
برنار هنري ليفي هذا، يرى أن ورثة هتلر، هو الارهاب الدولي، وتحديداً نحن.
جوابنا: مبروك عليكم بوش ومن معه، أما نحن فلنا إنسان قرر أن يكون والحق صديقين سياميين.
2 - بوش في بيروت
ـ هل صحيح أن جورج بوش سيزور بيروت قريباً؟
* لا حاجة لبوش لزيارة مدينة يقيم سياسيوها في واشنطن.
ـ لكنه يئس من مبعوثيه الكثر، ومن رسائله المتعددة.
* سيفهمون عليه في نهاية الأمر، سينفذون وصاياه حرفياً، فهم حتى الآن، تطوّعوا ليكونوا رأس حربة في مشروع الحرب العالمية الثالثة، وقبلوا بفرح كبير دور المبشرين بديمقراطية النصف زائد واحد، أو أقل من ذلك، واستشاطوا غبطة عندما علموا أن الملف الإيراني سيدخل جدول أعمالهم في الداخل ورقصاً طرباً عندما عرفوا أن بوش وافق شخصياً على شعار: يا قاتل يا مقتول.
ـ ولنفرض أن هذا الشعار جاء بالمقلوب، وحصل أن قتل القاتل، وظل المقتول متوارياً عن الحدث.
* سيقتلون أحداً ما، قتيل بديل عن قتيل ضائع.
ـ لم أفهم.
* أنت حر، بإمكانك أن لا تفهم، لأن الأمر غير مفهوم.
ـ لم أفهم أيضاً.
* أنظر حولك: قتلوا القتيل في أفغانستان، ومن هو متهم بتفجيري نيويورك، على قيد الحياة، قتلوا القاتل والقتيل في العراق، وهم يبحثون عن قتلى للتعويض في ايران، وصادف أن استأجروا أياماً اضافية من القتل الاسرائيلي للبنانيين.
ـ الآن فهمت.
* اشرح لي ماذا فهمت.
ـ يصعب عليّ أن أشرح ما ليس مفهوماً، غير أني أستطيع أن أجزم، أن هتلر، ما زال على قيد الحياة، ويقيم في واشنطن، وأننا نحن، ضحايا الحرب العالمية الثالثة، قبل وإبان وبعد اندلاعها.
* برافو هل تستطيع أن تقنعني بما يقوم به بعض 14 آذار؟
ـ هذا من سابع المستحيلات، غير أني أعترف ـ أنهم جزء من حرب "يا قاتل يا مقتول" الله ينجينا.
الانتقاد/ العدد1240 ـ 9 تشرين الثاني/نوفمبر2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018