ارشيف من : 2005-2008

المناورة.. وعهد المقاومة

المناورة.. وعهد المقاومة

"القافلة تسير".. وبعض اللبنانيين المشغولين باحتساب مدى الرضى الاميركي عن سلوكهم، يظنون أن الزمن توقف فجأة على مقاومة حققت إنجاز صدّ العدوان في 14 آب ولم يبق منها إلا أن تذهب بسلاحها وانتصاراتها وتسلمها طوعاً للمعتدي.. أميركياً كان أم حليفاً له ممن يخدم المشروع الاسرائيلي "دون أن يعلم"، أو جُنّد أو تطوّع ليكون في "حلف 12 تموز".
وهؤلاء المتطوّعون أو المجندون وإن أغمضوا أعينهم عن عشرات الآلاف من الجنود الاسرائيليين المنتشرين قرب حدودنا يستعدون لحرب جديدة على لبنان.. أو صمّوا آذانهم عن سماع تصريحات قادة العدو أو دوي قذائف المناورات او هدير الطائرات وهي تستبيح سماء وطننا.. ظنوا أن الرجال الذين حرسوا الوطن وهزموا العدو.. الآن هم نائمون، غافلون عما يضمره أو يحضّره..
المناورة الكبيرة التي نفذها المجاهدون في مواجهة العدو كانت مفاجأة له كما لحلفائه، وهو يعلم جيداً أن قبالته مقاومة لا تهدأ.. تفهمه وتعرف نقاط قوته ونقاط ضعفه.. تعرف متى تفعل ما يمليه عليها واجبها في الدفاع عن أرضها وشعبها، متى تقف بشجاعة قلّ نظيرها وتقول له لا تظن أننا غافلون، لا بل نحن حاضرون، ننتظر قراراً غبياً يحملك مجدداً الى أرضنا أو الى مقبرتك.
"آمل أن يكون ما أنجزتموه في هذه الأيام بمستوى الآمال والتطلعات والثقة التي نتطلع من خلالها جميعاً اليكم، الى عقولكم النيرة والى قلوبكم المؤمنة، والى سواعدكم الفتية القوية، لأننا بعد الله نراهن عليكم وعلى حضوركم وعلى إيمانكم وعلى جهادكم..".. بهذا المستوى من الأمل والثقة الكبيرة خاطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المجاهدين الذين نفذوا المناورة..
المجاهدون استمعوا الى كلماته عبر الاجهزة اللاسلكية فازدادوا تصميما وعزماً و"يقيناً بالنصر الآتي والموعود"..
انها المقاومة.. منذ الرصاصات الأولى في خلدة، من أحمد قصير وعامر كلاكش ومحمد بشير الحسن وعبد الله عطوي وهيثم دبوق وأسعد برو وابراهيم ضاهر وصلاح غندور وعلي أشمر وعمار حمود ... من كل شهدائها حتى شهداء الوعد الصادق.. عهدها في يوم الشهيد أن تبقى بمجاهديها "حماة الديار والكرامة".
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1240 ـ 9 تشرين الثاني/نوفمبر2007

2007-11-09