ارشيف من : 2005-2008
عسكر الديمقراطية
..وجاء دور القارة السمراء لتنال حصتها من مآثر الولايات المتحدة الأميركية الديمقراطية، وكما فعلت واشنطن في أفغانستان والعراق فإنها قررت المساهمة في نشر التنمية وحماية الديمقراطية بنشر قواتها العسكرية في إفريقيا التي باتت تواجه مصيرا شبيها لمصير كل بقعة تنطحت إدارة البيت الأبيض لحماية الديمقراطية فيها، مصير لا يمكنها الهروب منه أو الحد من تداعياته.
وبرغم أن الأفارقة لاحظوا كيف اختلف استقرار العديد من المناطق قبل وبعد الاحتلال العسكري الأميركي المباشر، وبرغم أنهم يبدون قلقهم من نية واشنطن إنشاء قاعدة قيادة عسكرية أميركية لإفريقيا بعنوان افريكوم، فإن الأميركيين يصرون على استغبائهم عبر السخرية من القلق الإفريقي وعبر التأكيد بأن إنشاء قاعدة كهذه لا يعني عسكرة القارة الإفريقية، بل سيساهم بحماية مصالحهم الإستراتيجية ومساعدة الدول الأفريقية في مجال التدريب العسكري ومنع النزاعات؟!
وحسب نائب قائد العمليات العسكرية في «أفريكوم» الأميرال روبرت مولر، فإن زيادة الأمن في الخليج الغيني تتعلق جزئياً بمسألة فتح الأسواق أمام الولايات المتحدة. وإن «واشنطن ستعمل مع الشركاء الأفارقة للتأكد من أن الموارد التي تنبع من القارة متوافرة للمجتمع الدولي».
لكن كل ذلك لم يخدع حتى اللحظة أصحاب الأرض الذين يعلمون أيضا أن إفريقيا تزوّد الولايات المتحدة بأكثر من 24 في المئة من نفطها، وهم مدركون أن ما تسعى إليه واشنطن ما هو إلا قطع الطريق أمام الصين والهند للاستفادة من مصادر الطاقة المتوافرة في القارة السمراء.
لقد حان دورهم لكنهم وحدهم سيقررون إما أن يكونوا مسرحا جديدا للنهم الأميركي المتعطش للدماء أو أنهم سيتكاتفون لمنع تجريب المجرّب على أرضهم.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1240 ـ 9 تشرين الثاني/نوفمبر2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018