ارشيف من : 2005-2008

لبنان الحاضر ـ الغائب في مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع

لبنان الحاضر ـ الغائب في مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع

اسطنبول ـ أنس أزرق

لم يكن مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع الذي انعقد في اسطنبول مؤخرا مؤتمرا لبحث الأزمة العراقية فقط، بل أيضا للملفات الإقليمية المتشابكة والمعقدة وفي مقدمتها الأزمة اللبنانية والأزمة التركية مع حزب العمال الكردستاني، وحضرت بالتالي العلاقة السورية ـ الأميركية التي ما زال فيها خيط مشدود، وحضرت أيضا العلاقة الأميركية - الإيرانية وكل العناوين الإقليمية.
لبنان الغائب كان الحاضر الأكبر بموازاة العراق.
وبشأن لبنان وبسببه عقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم لقاء مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير وتم الاتفاق السوري ـ الفرنسي على النقاط الست بشأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وبسبب لبنان أيضا كان لقاء المعلم مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس والذي كان واضحا فيه التباين بين الموقفين السوري والأميركي بشأن الاستحقاق اللبناني، هذا التباين الذي انعكس بعدم دعوة رايس للمعلم بداية لحضور الاجتماع السباعي الذي حضرته الدول العربية التي تسميها الولايات المتحدة بالدول المعتدلة وفرنسا، وتم خلاله عرض نتائج اللقاء مع المعلم الذي دعي لحضور اللقاء بعد طلب بعض الدول العربية وبعد تصويت بين المجتمعين جاءت نتيجته لمصلحة دعوة رئيس الدبلوماسية السورية.
المعلم رفض الحضور وكأنه يمتثل للاستدعاء أكثر من تلبية دعوة لحضور اجتماع ولد ميتا على حد تعبير منوشهر متكي وزير الخارجية الإيراني الذي قال عن التدخل الأميركي في لبنان "الأميركيون أصل الشرور في لبنان وفي المنطقة، ليتركوا لبنان وسيحصل التوافق اللبناني".
لبنان واقع أسير الاستقطاب بين موقف أميركي يرفض التوافق وأوروبي يؤمن بالتوافق وموقف فرنسي حليف للولايات المتحدة ولكنه يريد تجنيب لبنان انعكاسات التجاذبات الإقليمية والدولية وتجنيبه أن يكون ساحة لتصفية التوازنات والصراعات، وقد اعتبرت مصادر سورية أن البيان الذي خرج به الاجتماع حوله بأنه أشبه ببيان متشدد من جماعة 14 آذار، لكن المصادر السورية لا تزال تعوّل على دور فرنسي يحاول أن يلعب دورا وسطيا بين الولايات المتحدة التي نقل إليها ساركوزي نتائج اجتماع المعلم ـ كوشنير ونتائج اجتماع مبعوثيه الأمين العام للرئاسة ومستشاره الدبلوماسي مع الرئيس السوري بشار الأسد، هذا الاجتماع الذي كان صريحا وايجابيا حسب المصادر السورية ـ الفرنسية.
السوريون قالوا لـ"الانتقاد" إن نتائج الاتفاق السوري ـ الفرنسي رهن بالموقف الأميركي وبحلفاء أميركا في لبنان الذين يراهنون على الموقف الأميركي المتشدد وغير القابل للتوافق.
ويرى السوريون المشكلة على حد تعبير الوزير المعلم: "بأنها توجد في واشنطن، فمن يقف ضد مرشح توافقي، ضد الحوار، ضد المبادرات الخيرة بما فيها مبادرة الرئيس بري والبطريرك صفير وأيضا لقاء عون ـ الحريري، من يقف ضد هذا هو من يقف ضد أمن واستقرار لبنان".
من المؤكد أن هناك فجوة ما في الموقفين الأوروبي والأميركي، لكن التساؤل يدور حول مدى فعالية الموقف الأوروبي في تبديل الموقف الأميركي؟
الانتقاد/ العدد1240 ـ 9 تشرين الثاني/نوفمبر2007

2007-11-09