ارشيف من : 2005-2008
بان كي مون يسأل «ماذا لو فشلت مبادرتكم»... وبري يجيب: ما زلت متفائلاً
بكركي في شأن الاستحقاق الرئاسي، بناء على تقرير «اللجنة الرباعية» لموارنة الموالاة والمعارضة. وقد تردد في هذا السياق ان ثمة احتمالا قويا لأن يبادر البطريرك الماروني نصر الله صفير الى توجيه دعوة الى لقاء للاقطاب الموارنة خلال الايام المقبلة.
ـ الثاني: عودة النائب سعد الحريري الى بيروت قريبا، لاستئناف اللقاءات الحوارية بينهما، وطبعا بناء على ما ستقرره بكركي في الشأن الرئاسي.
ـ الثالث: وصول مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف، الذي قد يصل الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل، موفدا من الامين العام للجامعة عمرو موسى، الذي قد يصل لاحقا.
ـ الرابع: نتائج الاتصالات الاقليمية والدولية الجارية حول الشأن الرئاسي في لبنان، ولا سيما الجارية على هامش مؤتمر دول الجوار العراقي، في اسطنبول، وذلك للدفع في اتجاه المخرج التوافقي للاستحقاق الرئاسي في لبنان، على حد ما تبلغ الرئيس نبيه بري في الاتصال المطوّل لما يزيد عن نصف ساعة، والذي تلقاه ليل امس، من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الموجود في تركيا.
كان اللافت للانتباه في الاتصال ان الامين العام للامم المتحدة عبر عن شعور ودي تجاه لبنان، مبديا شكره وتقديره للجهود التي يبذلها رئيس المجلس، من خلال مبادرته، ومساعيه المتواصلة في اتجاه مختلف الاطراف، في سبيل التقريب بين التناقضات اللبنانية، وخلق مناخ توافقي حول الاستحقاق.
والاهم في الاتصال، تأكيد بان كي مون على «اهمية» الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وتشديده على ضرورة ان يجري على القاعدة التوافقية الضرورية، وهذا امر لا يهم لبنان فقط، بل هو مهم بالنسبة الى المنطقة أيضا. في السياق، استفسر بان كي مون رئيس المجلس حول ما يمكن ان يقوم به (بان كي مون) ، مع الاسرة الدولية، ولا سيما مع «المهتمين بلبنان»، بما يصب في مصلحة مبادرة بري، ويرفدها بما يلزم، لأجل التوصّل الى مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، وبالتوافق مع كل الاطراف اللبنانيين،.. ابرز ما اكد عليه بان كي مون، هو وجوب ان ننجز هذا الامر، لا سيما ان عدم حصوله ستنتج عنه عوارض وتداعيات عديدة..
غير ان اكثر الاسئلة اهمية، التي طرحها بان كي مون على رئيس المجلس، يتعلق بما بعد اللانجاح، بحيث استفسر الأمين العام للامم المتحدة، عما سيقوم به، او يفعله رئيس المجلس، حال عدم نجاح مبادرته؟
وقد اجاب الرئيس بري مطولا على اسئلة واستفسارات الامين العام للامم المتحدة، وأكد له «ان المبادرة التوافقية التي أطلقتها، لاقت تجاوبا كبيرا وواسعا جدا من مختلف اللبنانيين ومن كل الفئات، كما انها رُفِدت بدعم اوروبي كبير وأيضا عربي، اضافة الى انها لقيت ترحيبا وتأييدا من البطريرك نصر الله صفير ومن الكرسي الرسولي في الفاتيكان.. وبناء على كل هذا الجو الحاضن للمبادرة، بدأ الحوار بيني وبين النائب سعد الحريري. وأستطيع ان اقول لك في هذا المجال، ان الحوار بيني وبين الشيخ سعد الحريري، اكثر من جيد.. ولكننا توقفنا، او بمعنى اوضح اخذنا استراحة، لسببين:
الاول: بعدما برزت مبادرة البطريرك صفير، والتي جاءت كعامل مساعد اساسي للمبادرة، على امل ان تصل مبادرة البطريرك ان شاء الله الى مرشح توافقي، مع التأكيد على ان موقف البطريرك صفير، هو كموقفك، يريد رئيسا توافقيا للجمهورية.
وأما السبب الثاني، فلكون النائب الحريري خارج لبنان، وأعتقد انه سيعود قريبا الى بيروت، وسنستأنف الحوار بعد مجيئه، في ضوء ما ستقرره بكركي. وسنحاول ان ننجز ما نحن بصدده، قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة في 12 تشرين الجاري. وأنا من جهتي شديد الاستعجال لان ننجز الاستحقاق الرئاسي اللبناني في اسرع وقت ممكن، وضمن المهلة الدستورية، وما يحملني على الاستعجال، هو ادراكي الكامل لما يحيط بلبنان، ولما يسود المنطقة من توترات اتخوف كثيرا، فيما لو تفاقمت، من ان تنعكس مباشرة على بلدنا، ومن هنا سعيي للنأي بلبنان وبالاستحقاق عن كل هذه الاخطار.
طبعا لم يخف رئيس المجلس في رده على بان كي مون وجود صعوبات كثيرة في الواقع السياسي الداخلي، تحيط بالاستحقاق الرئاسي.. «ولكن برغم هذا الجو، وبرغم بعض المواقف والمبالغات التي تبدر عن بعض الفرقاء في الداخل، فإنني ما زلت على تفاؤلي، الذي سبق وأبلغته عنه في الاتصال السابق بيننا قبل فترة».
وفي الرد المطول، ابلغ بري الامين العام للامم المتحدة ان الابواب ليست مقفلة لولوج التوافق، ولكن اذا لا قدّر الله، ولم نوفق في ما نسعى اليه، فلدي فرصة ثانية، بأن أعمد الى تحديد موعد جديد لجلسة الانتخاب بعد ايام من 12 تشرين الثاني، وضمن المهلة الدستورية. وإن شاء الله نوفق في الانتخاب التوافقي.
وانتهى بري الى الطلب من بان كي مون، بأن يتابع جهوده، وان يستغل وجوده في تركيا والسعي مع من هم حوله هناك، وخصوصا مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، بما يؤدي الى حمل رايس الى الدفع في الاتجاه التوافقي، الذي «تدفع فيه انت، وتتبنى الموقف الذي تتبناه».
ختم بري كلامه بالتاكيد: أغرب ما يقال ان التوافق هو ضد مصلحة لبنان.. والرد بسيط جدا على هذا الكلام: ان التوافق هو لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين.
المصدر : صحيفة السفير اللبنانية
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018