ارشيف من : 2005-2008

شهداء المقاومة الإسلامية: تضحياتهم صنعت النصر

شهداء المقاومة الإسلامية: تضحياتهم صنعت النصر

في يوم الشهيد، شهيد حزب الله، لا نستذكر فعل الشهداء فحسب، بل تترسخ قناعتنا بما أقدموا على فعله ـ برغم المعوِّقات الكثيرة والمتعددة ـ غير آبهين بما ستؤول اليه أحوالهم، في هذه الدنيا الفانية، وأحوال أزواجهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم، إنما كان هدفهم ـ الذي وضعوه نُصب أعينهم ـ واضحاً لهم، وهو مقارعة المحتل بالحديد والنار، ليفهم أن لا مكان له في أرضنا، وليرحل عنها طوعاً أو كرهاً، ولو بعد حين.
في يوم الشهيد، الذي أخذ تاريخه الميمون من تاريخ عملية الاستشهادي أحمد قصير (فاتح عهد الاستشهاديين) في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام اثنين وثمانين ضد مقر "الحاكم العسكري" في مدينة صور الجنوبية، نستذكر الشهداء ومحطاتهم الجهادية التي كانت سبباً مباشراً في هزيمة قوات الاحتلال الصهيوني، ودحرها عن معظم الأراضي اللبنانية التي كانت محتلة، وهي محطات تؤرخ لحقبة زمنية بدأت في العام 1982 وظلت مستمرة (في مرحلتها الأولى) حتى العام 2000 تاريخ دحر الغزاة الصهاينة عن أرض لبنان، واستمرت في محطات أخرى متعددة بعد عام التحرير.

العمليات الاستشهادية
كان للعمليات الاستشهادية الوقع الكبير والمدوي على قوات الاحتلال الصهيوني، التي كانت تتلقى ضربات المقاومة الإسلامية من حين الى آخر، ثم كانت تأتي العمليات الاستشهادية بزخمها القوي، مادياً ومعنوياً، لتزيد من ألم تلك الضربات، وتجعل العدو يتجرع الكأس المرة مكرهاً، ويقف بلا حول ولا قوة أمام من يملكون الإرادة للتضحية بأعز ما يملكون، وهو أنفسهم، في سبيل تحقيق هدفهم. وقد بلغ عدد العمليات الاستشهادية التي نفذتها المقاومة الإسلامية منذ العام 1982، تاريخ الغزو الصهيوني للبنان، ولغاية العام 2000، تاريخ انسحاب القوات الغازية منه، اثنتي عشرة عملية استشهادية، ألحقت جميعها خسائر بشرية ومادية ومعنوية بقوات الاحتلال الصهيوني، وبلغ عدد الصهاينة الذين قتلوا أو جرحوا في هذه العمليات نحو خمسمئة جندي وضابط صهيوني. وكانت أولى هذه العمليات هي عملية الاستشهادي أحمد قصير (فاتح عهد الاستشهاديين) في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام اثنين وثمانين ضد مقر الحاكم العسكري في مدينة صور، وآخرها عملية الاستشهادي عمّار حمّود في الثلاثين من شهر كانون الأول عام تسعة وتسعين، على طريق القليعة في الجنوب، وكان لكل عملية من هذه العمليات أهدافها المرسومة التي آتت ثمارها المرجوة.

عمليات المقاومة الإسلامية
نفذت المقاومة الإسلامية خلال مسيرتها الجهادية التي بدأتها إبان الغزو الصهيوني للبنان في العام 1982 وحتى دحره في العام 2000، آلاف العمليات الجهادية التي أصابت من العدو مقتلاً، وأدت الى دحره عن أرضنا، وقد تنوعت هذه العمليات، ما بين العمليات الاستشهادية، وتفجير العبوات، ونصب المكامن، والمواجهات، والاقتحامات، وعمليات القنص، والقصف المدفعي والصاروخي، والهجوم الناري، وإطلاق الصواريخ الموجهة، فضلاً عن قصف المستوطنات بصواريخ الكاتيوشا، وعمليات أسر الجنود الصهاينة أو جنود الميليشيا من العملاء.

شهداء المقاومة الإسلامية
التحرير الذي شهدناه ـ وشهده العالم بأسره ـ في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 2000، والذي تمثل بدحر الغزاة الصهاينة عن مجمل أرض لبنان (باستثناء ما بقي محتلاً من أراضي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا) كان بفضل جهاد المقاومين الشرفاء الذين وضعوا نُصب أعينهم تحرير الأرض والدفاع عنها في وجه المحتل، وفي هذه المسيرة الجهادية الطويلة التي بدأت في العام 1982 إبان الغزو الصهيوني للبنان، وحتى دحر المحتلين في العام 2000، ارتفع الى جوار الله من مجاهدي المقاومة الإسلامية 1276 شهيداً، قضوا في سبيل عزة وكرامة هذه الأمة، ومنهم العلماء والقادة والاستشهاديون، وفي طليعتهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها الشيخ راغب حرب، وبينهم شهداء أيام التحرير (9 شهداء) الذين رحلوا عنا في ذروة تحقيق النصر، ويضاف اليهم الشهداء الذين ارتقوا الى جوار الله بعد التحرير، أثناء قيامهم بتأدية الواجب الجهادي.
في يوم الشهيد، نستذكر تضحيات المجاهدين الشرفاء الذين هبوا للدفاع عن الكرامة، والذود عن الوطن، وأسفرت تضحياتهم ـ الى الآن ـ عن نصرين عزيزين، أولهما في الخامس والعشرين من شهر أيار عام ألفين، تاريخ دحر الغزاة الصهاينة عن معظم الأراضي التي كانت محتلة، وثانيهما، في الرابع عشر من شهر آب عام ألفين وستة، تاريخ هزيمة الصهاينة وداعميهم على يد مجاهدي المقاومة الإسلامية.
 إن استشهاديي المقاومة الإسلامية العظام، وشهداءها الأبرار، وجرحاها الصابرين المحتسبين، وأسراها الأباة، قد أعزوا ـ جميعاً ـ الأمة الإسلامية بتضحياتهم الجسام، التي بذلوها متمثلين في نهجهم الذي ارتضوه لأنفسهم بالحديث الشريف "أشرف الموت قَتْلُ الشهادة".
عدنان حمّود
الانتقاد/ العدد1240 ـ 9 تشرين الثاني/نوفمبر2007

2007-11-09