ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء ـ العدد1237 ـ 19 تشرين الاول/ اكتوبر2007
"آل عكاش.. لكم الجنان"
من أي فجر تستقي أجفاني
من قطر عشقك أم بذاك القاني
من عمّة غرّاء طرّزها النهى
علماً وتقوى فازدهت بجمان
من هامة شمّاء ليست تنحني
إلا لربٍ قاهرٍ ديّان
إذ كنت تزمع للصلاة فهالهم
منك المسيس بصحوة اليقظان
خالوك تغفو بعدما هجع الورى
فتسللوا من ظلمة الأضغان
لم تصلك الأعداء ناراً انما
صلت عليك حرارة النيران
يا سيدي عذراً وقد بلغ الحشا
صدري ولم أعثر على الجثمان
فلربما ناجت غمامة صيفنا
فجراً وغنت أعذب الألحان
لملمت جرحي والأنامل خشع
تهفو كما يهفو فم الظمآن
ولمست أحجار الديار فخلتها
تشكو لصاحبها لظى الهجران
فوقفت عند الدار أنعى أهلها
بالنائحين يراعتي ولساني
عادت بي الذكرى فعدت أصوغها
دمعاً على شط الفرات الثاني
حزّ اليهود وريد طفلهم كما
فعلت بجدهم بنو سفيان
جرح هنا وهناك جرح غيره
عادا بنهر الحزن يلتقيان
يا آل عكاش الكرام مصابكم
أدمى فؤاد الفارس المتفاني
فانقضّ ليثاً بين هاتيك الربى
ثأراً لكم في ساحة الميدان
قد أدرك الصيف الحميم بأننا
بالحرب دوماً ثورة البركان
نحن الألى زدناه حراً فاغتدى
حمماً تزغرد فوق رأسي الجاني
وعلى سواعدنا الرعود تمايلت
زهواً وقد صبّت على العدوان
لو كنت تشهد سيدي جند العدى
لرأيت قطعاناً من الخرفان
أضحت قوافلهم نعوشاً بعدما
عصفت بجحافلها يد الفرسان
اهنأ فقد عاد العدى بجنونهم
ذلاً وعدت محلقاً بجنان
حسين قبيسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قانا.. المبتدأ والخبر
جثث أطفال..
أجساد شيوخ ونساء..
مقطعة، مشوّهة..
دماء، لحم، أشلاء..
دمار، وركام على المدنيين..
مجازر متعددة ومتنوعة..
موزّعة هنا وهناك..
تحكي عن موت جهنمي..
وشيطان تلمودٍ صهيوني همجي..
مر بطائرة غادرة وحارقة..
آتية من مصانع الحقد والإرهاب الأميركي..
تسقط عناقيد العنصرية والكراهية للإنسان..
تدمر المنازل، المدارس، المستشفيات..
المطارات، الجسور، الطرق، السيارات..
المصانع، الزرع، البحر، النهر..
المساجد، الكنائس، الحسينيات، المؤسسات..
تدوس كل المحرمات وكل المقدسات..
تحرق التبغ، الزعتر، السنابل
وحتى الماء والهواء..
تُدمي الأيام والأحلام..
ويسيل الدم القاني في قانا..
يعانق الجنوب.. وجنوب الجنوب
عشقاً وانتماءً..
قانا الوادعة
تصلب مثل السيد المسيح الذي باركها
منذ فجر التاريخ
مجسداً وحدة الجنوب والجليل..
قانا الجليل..
تنهض من بين الركام والمجازر
تشهد على همجية ووحشية العابرين..
في خطأ الزمان وخطأ المكان
بسلاح المجازر، الدمار، وجدار كراهية الإنسان
واغتصاب الأوطان..
قانا وأخواتها.. دير ياسين، صبرا وشاتيلا، جنين..
بنت جبيل، صريفا، الضاحية، بعلبك والقاع..
والقائمة تمتد وتطول..
قانا وأخواتها.. تلملم الجراح وتمضي قدماً..
فتدخل على المبتدأ والخبر..
ترفع الأول وهو الإنسان..
وتسقط الخبر وهو عدو الإنسان
وعدو السلام..
قانا تكتب بالدم
آية تمجد الشهداء والأحياء..
قانا، برغم الجراح..
تصنع زرعاً، سيفاً، وضياء..
وتعلن نشيد الحياة:
نزرع أجسادنا وأشلاء أطفالنا..
بذور حب في الأرض..
فتنبعث الحياة تحتضن مقاومة وعطاء للوطن الجميل المتجدد بلون الأقحوان..
فتنبت الأزهار السنابل والأحلام..
ترسم الغد الآتي بأحلام الأجيال..
وبسالة الأبطال..
وبسمات الأطفال..
قانا الشاهدة والشهيدة
وأخواتها..
تحيا وتبقى كالطود لا تتزحزح..
تنهض بوجه المحتل وتصرخ: ارحل.. ارحل..
تصرخ بوجه قاتل الأطفال: ارحل.. ارحل
ارحل يا كيان الجدار والاغتصاب والإرهاب عن هذا الكون.. ارحل
كي يستريح الكون وأهل الكون..
ارحل.. ارحل.. ارحل..
أحمد مراد
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن نصافح
أيها العملاق للأمة شعار
أيها السيد للدنيا منار
أنت نصر الله ان قال وفى
صادق الوعد ويعسوب القرار
أنت مكة أنت طيبة ومُنى
أنت وعد الله من فك الإسار
أنت شام وعراق هادر
وضمير نابض أنت الوقار
أنت قحطان "قصي" هاشم
أنت عدنان ربيعة، ونزار
أنت شعب صامد في أرضه
وشباب عاهدوا والحق دار
وإلى عيتا وعيناتا مضوا
يصنع التاريخ ما بين الدمار
وببنت جبيل خطوا موعداً
وعلى الميركافا أجروا اختبار
يا أبا هادي على درب الهدى
أيها السيد أنت الانتصار
يا جراح المجد هذا نصرنا
فديار الأهل يكسوها اخضرار
سكب السيد فيها حُبّه
هزم العدوان واجتث التتار
فجثا المجد على أعتابنا
ورياح الخلد من دار لدار
إنها عامل في أخلاقها
لن نصافح.. لا اعتراف.. لا حوار
فالحوار الحر في ساح الوغى
وسلام الذل ملهاة الصغار
نحن خضناها وكنا وحدنا
نحن شعبا متقنا رمي الجمار
نحن عهد نحن رعد قاصف
نحن صدق نحن قان لا يُعار
نحن نصر الله في وثبته
نحن قوم بالدمى نروي القفار
أيها السيد يا نور الضحى
أيها الربان يا عزّ الديار
وعدك الصادق يا سيدنا
ألهب الشرق ومن خلف البحار
نعق البغي بحقد ظاهر
صدر الأمر ووحش الغزو سار
أفرغ الحقد دماراً شاملاً
ومضى يقتات من لحم الصغار
ووقفتم سيدي في موطن
غابت الرؤيا عن الخمس الكبار
واتهمنا في ولاية أهلنا
وعتاة العرب من خلف الستار
أغمضوا أعينهم عن ذبحنا
كيف غامرنا ولم نرعِ الجوار
رقصت عمان في محنتنا
وغفا النيل ونبع الدم غار
ونهضنا؟ لفتة من خالق
وعبرنا وعلى هول الدمار
انه الزلزال.. يا سيدنا
كنتم الفجر وكنتم ذا الفقار
فبذاك السيف شدتم مجدنا
وبذاك العزم قد خط المسار
بُهت الأعراب من أبطالنا
وتمنوا لو دحا الأهل انهيار
ورجعنا نصف قرن للورى
ورأينا كيف لاذوا بالفرار
دفنوا أحياء في سينا ولم
يحصد المبروك حتى اعتذار
وزراء العرب جاؤوا خجلاً
أذنت صهيون؟ مروا في المطار
عقدوا مجلسهم في ساعة
ثم فروا وتواروا؟ والقرار
ولغوا في أمننا في دمنا
وتباكى حاكم باع الذمار
أيها المغروس في الظل خفا
أيها الموهوم عرش من فخار
لا تتاجر في دمانا فبها
حفتك الآتي وان طال انتظار
ايها المدسوس لا تبكي أسى
فمطاف البغي يبقى انتحار
عصبة الشر ومن واعدهم
ولعوكر هرولوا فهي المزار
راسلوا أعداءنا في قصفنا
ثم جاؤوا يخدعوننا بالحوار
حاولوا إقحامنا في فتنة
جلبوا الأعوان في وضح النهار
ووقانا ربنا من شرهم
أنه الهادي لحسن الاختيار
يا روابي القدس مهلاً واصبري
ها هو السيد الميمون الشفار
نحن شعب في دمانا ثورة
نحن شعب سيدي يأبى احتضار
وإلى القدس وإن طال المدى
فبها مولاي يحلو الانتصار
علي الأخضر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
شياطينهم تؤزهم أزّا
وأثمرت الدّما نصراً وعزا
عقول وأمن "اسرائيل" هزّا
وكان مذاق حلم النصر حلواً
وباتت "ليس يقهر" ذكرياتٍ
لها ألم يحز النفس حزّا
ولم تنفع نصائح "كوندوليزا"
وهيبة من بهيبته استعزّا
ولا استجداء دعمٍ من عدوٍ
ولا استفزاز من لن يستفزّا
أرادوها فكنت لها.. ولما
انتصرت وحلمهم بالنصر عزّا
أُصيبوا بالذهول فـ"رايس" جنّت
وبقبق "بوش" و"بلير" اشمأزّا
وحاق وزارة الأوزار رعب
وقد صدمت ودمع العهر نزّا
وحار الكل: من منهم يعزي
وقد هُزموا، ومن منهم يعزى
فلا "هبل" تصور ان عبداً
سيحطمه ولا "لات و"عزّا"
فيا لضياع حنكةٍ "كوندوليزا"
بقوم يقرأون: الخسّ خزّا
وبالضياع ما نثروا عليها
وقد همت بهم قبلاً ورزّا
بالضياع ما شربوه خمراً
وما أكلوا "فراريجاً" ووزّا
لقد هامت بشيطانٍ مريدٍ
فأزّ رجالها الشيطان أزّا
أبو سهيل علي أحمد
الانتقاد/ العدد 1237 ـ 19 تشرين الأول / اكتوبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018