ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء العدد 1224 ـ 20 تموز/يوليو2007

بريد القراء العدد 1224 ـ 20 تموز/يوليو2007

شهداؤنا أمجادنا

مهداة إلى أرواح شهداء الوعد الصادق في دير قانون النهر

لبّوا نداءً للأمين وجاهدوا
ببسالةٍ وإرادةٍ قد سدّدوا
هم أمطروا جيش اليهود صواعقاً
برعودهم وصلاتهم قد بدّدوا
برحيلهم قد رفرفت راياتنا
تعلو منارات الذّمار وتشهد
ونجيعهم يسقي البسيطة صدقه
فيفوح عطر المجد فيه الأجود
ويضوع من أطيافهم طيب الشذا
بنسيم روضٍ يستقي منه الغد
من دير قانون الغدير تدفقت
شهداؤنا كجداولٍ تتوقد
شهداء عامل شعلة نوارة
ضاء السّناء بعطرهم مُذ جاؤوا
شهداؤنا عظماؤنا أمجادنا
عباسنا المقدام وهو مداد
شهداء بلدة دير قانون الهدى
في عرسهم يرنو لهم مرصاد
وملائك الرحمن زفّت بيرقاً
تسمو بآفاق العلا أمجاد
رشقوا رصاصات النضال على العدى
صدّوا اليهود بزحفهم وأبادوا
صدق الأمين  بوعده مستشرفاً
في نصره المعهود آن حصاد
حارت قوافي الشعر في خجلٍ هوى
وسمت بأطياف الشهيد عماد
ابراهيم الجليل عز الدين
ـــــــــــــ
هنيئاً نصرنا الغالي
إلى رجال المقاومة الاسلامية
زرعنا البذل والهمما
وأشعلنا الربى حمما
ليزهر زرعنا شمما
ونحصد نصرنا الغالي
على الربوات آساد
لهم في البذل إنشاد
تحدوا الموت وارتادوا
إلى نصرٍ لنا غالي
هم الأبطال إن برزوا
هم الأحرار إن حملوا
سعوا ما مثلهم قدموا
إلى نصرٍ لنا غالي
هم في الليل أنوار
هم في الضوء أستار
يخاف الوحش إن ساروا
إلى أرجوحة النصر
فحدّث يا ثرى عنهم
جنوبيون إن ترهم
تراب الأرض جيرتهم
واسم الله دافعهم
إلى نصرٍ لنا غالي
حسن نور الدين
ــــــــــــــــ
ينابيع المجد
وادي الحجير اليك المجد والعبق
فالمجد ينمو وذاك الذل يحترق
والنهر يقذف سحراً من روافده
والشعب يشرب والأعداء قد شرقوا
صوت المياه أناشيد مخلدة
تزف لحناً ومنها يطرب النفق
نهر مقاومة أوصالها اتحدت
عميقة القعر في أعماقها غرق
هم ملائكة الرحمن في عملٍ
لهم شق تخوم الأرض والطرق
هم الجهابذة الأبطال في وطنٍ
ضحّوا بأنفسهم من أجله خلقوا
بقية الله ونصر الله رائدهم
لهم وجوه بنور الشمس تأتلق
برق ورعد مشع من بنادقهم
وهم خفايا بلا وعدٍ وما برقوا
أمر غريب كبير في بطولته
كيف الأعادي بمركافاتهم حرقوا
ظنوا بأنهم للنصر قد وصلوا
حتى استكانوا بلحظ البرق فانسحقوا
ففي بحارٍ وفي أرضٍ بهم شهبت
وفي سماءٍ علت في طيرهم صعقوا
ذي حكمة الله تأتينا برمتها
في شهر تموز في الأعماق تنطلق
تأتي وتمضي ونصر الله يطلقها
فتعصر الأرض والوديان والشفق
نصر من الله في القرآن أنزله
وعد عظيم له في الدهر مفترق
دين المحبة في لبنان علمنا
كل التسامح في أهلٍ بنا التصقوا
ففي الوغى جعلوا أحضانهم سكناً
لكل فردٍ بكل الحب قد نطقوا
إنا نصرنا بهم منا هم نصروا
زال الظلام وهم الليل والغسق
نعم هم شركاء النصر في وطني
مدوا الأيادي لغصن الحب وامتشقوا
كانوا على العهد دوماً في محبتهم
سووا الصفوف باسم الله وانطلقوا
يا أجمل النصر والهامات عالية
والحق يشمخ أما البطل ينفلق
حيدر عجمي
ـــــــــــــــــــ
حرب تموز على لبنان: حرب على البيئة أيضاً
لم تترك حرب تموز 2006 على لبنان زاوية إلا وشوّهتها بمخالبها السامة. وإن كان الطابع السياسي طاغيا على هذه الحرب، فإنه لم يلغ طابعها البيئي وأثرها عليه بحراً، جواً، وبراً، ليزيد بذلك رصيد البيئة في لبنان مشاكل كبيرة وخطيرة قد يطال أثرها السلبي قرابة نصف سكان البلد.
مشكلة البقعة النفطية في البحار:
أدى قصف خزانات محطة توليد الطاقة في الجية على بعد 30 كلم  جنوب  بيروت إلى أخطر كارثة بيئية بحرية شهدها لبنان، والتي خلفت بقعة نفطية تقدر بحوالى 15 الف طن من زيت الوقود الثقيل (الفيول)، هذا بالإضافة إلى تأكيد منظمة "غرينبيس" ان القصف الإسرائيلي تسبب بتسرب نحو 10 آلاف إلى 15 ألف طن من الوقود إلى البحر، وأدت بدورها التيارات البحرية والرياح  إلى انتشار جزء من هذا الوقود في البحر شمالاً على طول الساحل اللبناني، وصولاً إلى السواحل السورية، ما يزيد نطاق المشكلة.
الهواء: دخان وغبار سام:
لم يقتصر قصف محطة توليد الطاقة في الجية على ما أحدثه في البحر من تلوث، بل تعداه إلى حريق دام حوالى عشرة أيام، وأدى بالإضافة إلى احتراق الأبنية المدمرة إلى انتشار غازات سامة كأوكسيد الكبريت وانبعاثات كيميائية خطيرة خاصة جرّاء احتراق بعض المزارع والمصانع، الطبية وغير الطبية والتي تحتوي بعضها مواد بلاستيكية يؤدي احتراقها إلى انبعاث مواد معروفة بتسببها المباشر عند استنشاقها، وغير المباشر عند تسربها إلى النباتات، ومن ثم انتقالها إلى الحيوانات، إلى مشكلات في التنفس، كما ادى ذلك بعد انتهاء الحرب بأشهر إلى تبين إصابة عشرات المواطنين بأمراض سرطانية خطيرة.
حصاد الموسم الزراعي:
كانت حرب تموز بمثابة سيف ذي حدين على الموسم الزراعي، فقد أدى ضياع الموسم الصيفي من جهة والذي يعتبر الموسم الرئيسي للزراعة، ومن جهة تعرض البقاع والجنوب ـ وهما المنطقتان الرئيستان في الزراعة ـ للحصة الأكبر من القصف، كلها أدت بمساعدة الحرائق في العديد من البساتين إلى شلل الموسم الزراعي، وحالت دون تمكن المزارعين من حصاد محصولهم ومنتجاتهم، كما لم يستطع المزارعون دخول بساتينهم الباقية بسبب وجود عدد كبير من القنابل العنقودية.
إقصاء السياحة:
على الرغم من أن الموسم السياحي كان واعداً في صيف لبنان 2006 وما أن بدأت الجاليات اللبنانية بالعودة إلى لبنان حتى لاذت بالفرار بعد أيام معدودة من وصولها. بالإضافة إلى الخسائر المباشرة التي لحقت بالقطاع السياحي، الذي يعتمد لبنان عليه كمورد أساسي.
ان "التداعيات المادية" لآثار الحرب على البيئة في لبنان لا تقل أهمية عن التداعيات المعنوية لها، وإن المشاكل البيئية المتنوعة وخاصة تلك المسببة بعرقلة القطاع السياحي تستحق السرعة الأكبر في معالجتها نظراً لما يقدمه القطاع السياحي من دعم اقتصادي كبير للبنان.
بلال طبوش ـ هبة حرب
الانتقاد/العدد1224ـ 20 تموز/يوليو2007

2007-07-20