ارشيف من : 2005-2008

الكتيبة الفنلندية -الإيرلندية انهت مهمتها التي كانت محددة بسنة واحدة وغادرت الجنوب نهائيا

الكتيبة الفنلندية -الإيرلندية انهت مهمتها التي كانت محددة بسنة واحدة وغادرت الجنوب نهائيا

بينما كان يهم بالمغادرة عائدا إلى دياره ضمن الفرقة التي ضمت أيضا قائد الكتيبة الفنلندية ـ الإيرلندية الأولى الليوتنانت كولونيل أوسمو تويفانين و290 ضابطا وجنديا من من أصل 380 من الوحدتين الفنلندية (160 عنصرا من أصل 200) والإيرلندية (130 عنصرا من أصل 180)، وبقي في "معسكر ايدا "Camp IDA " في سهل بلاط نحو 50 عنصرا, فيما ينتقل 40 منهم إلى المقر العام في الناقورة، وقد تسلمت إعتبارا من امس فرقة حراسة من الوحدة الماليزية أمن المقر، في وقت لم يكشف حتى الساعة عن جنسية الوحدة التي ستشغله، الذي بني على مثال المواقع العسكرية الفنلندية على الحدود الروسية، بسياج حديد مرقط.‏

المشهد نفسه قبل ست سنوات يتكرر اليوم, منتصف تشرين الأول 2001، قبل ستة أعوام من تاريخه، أنهت الكتيبة الفنلندية 19 عاما من المشاركة الفاعلة في قوات "الطوارئ" الدولية الموقتة، وأكثر من عشرة آلاف جندي قاموا بواجبهم في حفظ السلام، من ضمن كتائب القوة الدولية، طوال هذه المدة، وسقط لها خلالها 11 شهيدا، أولهم الجندي يوها مانينن، الذي قضى صبيحة رأس السنة الجديدة للعام 1983، بعد شهرين من وصولها في 4 تشرين الثاني 1982، وآخرها الجندي ماركو فالي تاينيو، الذي سقط في 20 اذار 2001، قبل 8 أشهر من مغادرتها لبنان نهائيا".‏

ومنتصف ليل 31 تشرين الأول، أنهت عاما من العمل في خدمة السلام في الجنوب اللبناني، بعد عودتها الميمونة منضوية تحت لواء "اليونيفيل" الجديدة المعززة بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، في صيف العام 2006، مقدمة 58 شهيدا ، خلال ثلاثة عقود، سقطوا على أرض الجنوب، خلال مهمتهم في حفظ السلام، منذ إنتداب القوات الدولية في العام 1978.‏

ونفى النقيب مالكاماكي، أن يكون سحب الكتيبة الفنلندية - الإيرلندية جاء بناء لأي دافع سياسي، وأكد أن مهمة الكتيبة المشتركة كانت محددة أصلا بسنة واحدة". وفي داخل المعسكر كان الضباط والجنود والمجندات على أهبة الإستعدادات، وقد حزموا أغراضهم إستعدادا للرحيل، وقد ارتسمت الفرحة على وجوه البعض فيما تنازع البعض الآخر "حنين إلى الأيام الخوالي في هذه الأرض الطيبة"، كما أكد النقيب جو غليسون.‏

وقال مالكاماكي ، "قبل رحيلنا دعونا الاصدقاء، لنترك أثرا بعدنا في باحة المقر، يذكركم بحضورنا، ضمن قوة حفظ السلام الفنلندية - الإيرلندية التي خدمت السلام في منطقتكم"، وذلك في إشارة إلى النصب التذكاري داخل المركز حيث " سيبقى شاهدا في المستقبل للأجيال، دليل محبة وصداقة فيما بيننا", وكادت هذه الصخرة - النصب، أن تتسبب بإشكال بين عناصر من الكتيبة الفنلندية وأهالي من منطقة العرقوب، جراء سوء تفاهم، حصل نهار الثلاثاء 9 تشرين الأول الماضي، بعدما التبس على هؤلاء الغاية من قيام عناصر من الكتيبة المذكورة باقتطاع صخرة من محلة السدانة في مرتفعات الهبارية، ظنا منهم أنها محاولة للسطو على أثار ما هناك، فأبلغ الأهالي مخفر الدرك في راشيا الفخار، وحضرت منه دورية على الفور، تبعها عدد من الأهالي، لاستيضاح العناصر الفنلندية عن مهمة عملها في تلك المحلة، فتبين ان القوة جاءت لاقتطاع صخرة من منطقة السدانة، لوضعها في القاعدة التي خدمت فيها ضمن قوات "اليونيفيل" المعززة منذ انتدابها قبل سنة في سهل بلاط، بمثابة نصب تذكاري يخلد جنودها ومهمتها في خدمة السلام في المنطقة الحدودية من الجنوب، قبل مغادرتها نهائيا عائدة إلى بلادها مطلع الشهر الجاري.‏

وحملت اللوحة التذكارية الحجرية، شعار سلاح الهندسة والفرقة اللوجستية، للوحدتين الإيرلندية والفنلندية العاملتين في صفوف الكتيبة، وإسم الكتيبة وتاريخ وصول الدفعة الأولى منها في 22 تشرين الأول 2006، ومغادرتها في 31 تشرين الأول 2007. وعبارة "ان الكتيبة الفنلندية - الإيرلندية قد عملت في جنوب لبنان عبر قوات حفظ السلام الدولية منذ 22 تشرين الأول 2006، وحتى 31 تشرين الأول 2007".‏

وكانت إيرلندا أعلنت قبل وقت قصير، سحب عسكرييها البالغ عددهم160 جنديا ، ضمن الوحدة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في الجنوب "اليونيفل" المعززة، التي تم نشرها في لبنان في شهر تشرين الأول من العام الفائت، في إطار توسيع ولاية اليونيفل، بهدف تأمين السلام بعد وقف معارك صيف 2006، للقيام بمهام مدتها سنة واحدة، تلبية للحاجة الملحة لمزيد من الجنود للمساهمة في "اليونفيل".‏

وأوضح الناطق الرسمي باسم الكتيبة الفنلندية - الإيرلندية الكابتن مالكاماكي "أن الوحدتين العاملتين ضمن الكتيبة المشتركة، المكونة من فريق لنزع الالغام وفرقة هندسية، أنهتا مهمتهما الخاصة مع اليونيفيل، والمحددة بإعداد بناء وتأهيل المقرات والمواقع الدولية في القطاع الشرقي وعند الخط الأزرق، ومهمة نزع وإزالة الألغام في المنطقة، خصوصا في محيط إبل السقي والخيام".‏

اضاف: "أنجزت فرقة الهندسة الفنلندية في الكتيبة، مهمات عدة في مناطق عملها في القطاع الشرقي، وخارجه في القطاع الغربي، لصالح اليونيفيل والجيش اللبناني والسكان المحليين، نظرا لامتلاكها معدات ثقيلة ونحو 95 آلية كبيرة، أهمها الرافعة الضخمة التي تزن 90 طنا، وتستطيع حمل أوزان ثقيلة حتى 120 طنا، ويصل إرتفاع ذراعها إلى 45 مترا، أي بمعدل بناء من 15 طبقة، ويبلغ ثمنها مليون و200 ألف يورو. أبرزها، قيام الفرقة اللوجستية التابعة للكتيبة الفنلندية، باستحداث مواقع ونقاط مراقبة جديدة على طول الخط الازرق، وبخاصة عند تخوم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إنطلاقا من محور بسطرا غربا، وحتى تلة الشحلة في خراج بلدة شبعا شرقا، كما إستحدثت الفرق اللوجستية في الكتيبة، ثلاثة مواقع جديدة في محور بسطرا، وتحديدا في تلال الكوارة - باب الهوا ورويسة أبو بردة، إضافة إلى استحداث مواقع أخرى في تلال سدانة، وتل الشحلة عند الطرف الجنوبي الغربي لجبل الشيخ، فيما تولت جرافة تابعة للكتيبة شق طريقٍ عسكري يربط طريق مزرعة بسطرا المحررة الرئيسي، بتلة باب الهوا، المقابلة لموقع في تلة الرمثا".‏

وقال: "إن الكتيبة ستعيد معها كل معداتها الثقيلة، خلا بعض المعدات والتجهيزات التي سيقدم بعضها إلى جمعيات أهلية ورسمية، وقد أبقت الكتيبة لهذه الغاية، فرقة صغيرة ستتولى نقل المعدات والتجهيزات وناقلات الجند والآليات والشاحنات، التي تم غسلها وتنظيفها في اليومين الماضيين، تمهيدا لنقلها إلى مرفأ بيروت في الأيام العشرة المقبلة، ومن هناك بواسطة الناقلات الضخمة إلى أرض الوطن، أما بخصوص الأغراض والحاجيات والأثاث المفروشات، فسيتم بيعها بواسطة المزاد العلني، والأفضلية هنا للعاملين اللبنانيين في مقر الكتيبة، وتعدادهم 45 مواطنا بين مترجمين وعمال في المطابخ والتنظيفات والمحروقات".‏

وختم: "سنبقى أصدقاء، وأوصيكم حافظوا على بلدكم الرائع ولا تفرطوا فيه، وآمل أن أعود يوما سائحا إلى هذه الربوع الجميلة وضيفا عليكم، حيث لا خوف ولا قلق".‏

المغادرة واقفال المعسكر‏

وعندما أزفت ساعة الإنطلاق، رفعت المعدات الثقيلة أذرعتها في الهواء تحية للمغادرين، فمدت الرافعة العملاقة ذراعها في الجو، كما تشابكت رفوش الجرافات على شكل قنطرة، فيما رفعت الشاحنات صناديقها القلابة، وأُطلقت صفارة الإنطلاق وخرج الجنود بطريقة "الزفة" مطلقين العنان لأبواق السيارات والحافلات والآليات التي أقلتهم، وهم يلوحون بأيديهم مودعين، (نحو ست سيارات جيب وخمس آليات وأربع حافلات وخمس شاحنات)، لدى خروج آخر آلية، قام جنديان بوضع عوائق من الحديد عند مدخل المعسكر، إشارة إلى أنه مقفل.‏

وسارت أمام الموكب وخلفه، سيارتا جيب تابعتان للشرطة العسكرية الدولية، وسلك طريق مرج الخوخ - سهل الدردارة - باب الثنية، بمحاذاة الحدود مع إسرائيل قبالة مستوطنة المطلة، صعودا باتجاه مثلث تل النحاس - جسر الخردلي - النبطية فالخط الساحلي حتى مطار رفيق الحريري الدولي.‏

إشارة إلى أن الوحدة الإيرلندية يبلغ عديدها 180 رجلا، والفنلندية 200، وقدمت الوحدتان 58 شهيدا في خدمة السلام على أرض الجنوب طيلة ثلاثة عقود.‏

2007-11-03