ارشيف من : 2005-2008

مشعل يحذّر من مؤشرات لتنازلات فلسطينية خطيرة .. ومؤتمر "أنابوليس" لعبة سياسية مضللة

مشعل يحذّر من مؤشرات لتنازلات فلسطينية خطيرة .. ومؤتمر "أنابوليس" لعبة سياسية مضللة

إسلامي لعودة الحوار مع حركة فتح "على قواعد وطنية"، مؤكداً على أن مشكلة توقف الحوار ليست من حركة حماس، "فأمريكا والاحتلال الصهيوني وبعض الأطراف الفلسطينية لا يريدون الحوار".‏

وقال مشعل، في لقاء مع كتاب ومثقفين حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة عُقد في دمشق الاثنين (5/11): "إن حماس تعلن على رؤوس الأشهاد بأنها تقبل بأي جهد عربي أو فلسطيني أو إسلامي على قواعد وطنية، وسوف ترون ممن الخلل".‏

وأكد على أن حركة "حماس" بذلت جهوداً مضنية فلسطينياً وعربياً من أجل إعادة اللحمة الفلسطينية ومعالجة الانقسام، مشيراً إلى أن العديد من الدول العربية والإسلامية الذين دخلوا في وساطات لعودة الحوار يعلمون أن العلة ليست في حركة "حماس".‏

وقال: "إن الحوار الفلسطيني للأسف أصبح وكأن مفتاحه في يد أمريكيا والكيان الصهيوني، كما أ، هناك مجموعة محدودة ترى في الانقسام الفلسطيني فرصة للانفلات بعيداً عن أي شراكة، تفاوض على كيفها وتستأثر بكعكة السلطة".‏

وتطرق رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى "مؤتمر الخريف" الأمريكي في أنابوليس، معتبراً أنه "لعبة سياسية مضللة وأكذوبة"، وقال: "أمريكا تلقي في المنطقة لعبة وتحتفظ في أجندتها الخفية بلعبة أخرى".‏

واعتبر أن هذه اللعبة الخطيرة والتكتيكية "تهدف لتعزيز الانقسام الفلسطيني وتكريس الانقسام السياسي والجغرافي، وإضعاف بنية وصمود شعبنا، وإفقاد المقاومة من التشكيلات والسلاح، ودعم أولمرت وتقويته ودعم قيادات فلسطينية على حساب قيادات أخرى".‏

وأكد على أنه "لا أحد مخوّل بتقديم أي تنازلات أو بالنزول عن الموقف الوطني الفلسطيني المتفق عليه في ظل الانقسام الفلسطيني وغياب الوفاق الوطني ودور المؤسسات الشرعية الفلسطينية".‏

وقال: "لا أحد مفوض بإدارة مفاوضات من هذا النوع، ومن يظن أن مؤسسات معطلة منذ 15 سنة دستورياً وديمقراطياً أن تغطيه فهو عريان" على حد وصفه. ودعا القيادة الفلسطينية في رام الله إلى "عدم المقامرة بالمستقبل السياسي".‏

وأضاف "هناك هدف إستراتيجي لأمريكا من مؤتمر أنابوليس وهو التمهيد والتغطية على الحرب الأمريكية القادمة على المنطقة"، معتبراً أن هناك تحضير للعدوان على المنطقة يستهدف إيران وسوريا ولبنان وغزة، قائلاً: "أمريكا تلهينا بلعبة وتحضر نفسها للعبة حقيقية".‏

وأعرب القيادي الفلسطيني البارز عن خشيته من "الهرولة" العربية والفلسطينية وراء أمريكا من خلال مؤتمر "أنابوليس"، معتبراً أن الكيان الصهيوني لا يريد من المؤتمر سوى التطبيع مع الدول العربية بلا ثمن، وأكد أن هناك مؤشرات لتنازلات فلسطينية خطيرة في هذا المؤتمر.‏

وقال مشعل: "للأسف دخلت السلطة في ظل الاستدراج والحديث عن حل نهائي إلى مقدماته وخطط دايتون والتنسيق الأمني خاصة في الضفة، وأصبحت هناك جرأة في الحديث عن نزع سلاح المقاومة والتآمر على المقاومين، وأن أول المجاهدين الذين يتم التآمر عليهم هم أبناء كتائب شهداء الأقصى الحقيقيين".‏

وأكد على رفض "حماس" للاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة (في إشارة إلى اعتراف الرئاسة الفلسطينية بذلك)، وقال: "من قال هذا يتحمل نتيجة تهجير مليون وربع مليون فلسطيني من أهلنا في (الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة) 1948، وكذلك شطب حق العودة"، معرباً في الوقت ذاته عن أسفه لموافقة بعض الدول العربية على موضوع تبادل الأراضي في فلسطين، معتبراً أن من روج لذلك هي أطراف فلسطينية.‏

ودعا مشعل الدول العربية إلى عدم التورط بهذه اللعبة "الخطرة المشبوهة صهيونياً وأمريكياً، وألا يكتفوا بالاستناد إلى شرعية السلوك الفلسطيني، فهو لا يغطي أصحابه فضلاً عن أنه لا يغطي العرب، فما زلنا نراهن على العرب وخاصة عقلائهم وكبارهم".‏

من جهة أخرى؛ أكد مشعل أن حركة "حماس" ليست ضد أي حراك دولي أو عربي أو فلسطيني يهدف إلى انجاز الحقوق الوطنية، "ولكن ليس على هذا النحو وليس بلعبة جديدة هي غير اللعبة الحقيقة"، مضيفاً: "لا نقبل أن نُخدع ونتورط في لعبة مضللة غير حقيقية".‏

وأكد في رسالة للاحتلال الصهيوني وأمريكا أن "الاستفراد بالمفاوض الفلسطيني وتحقيق أي اتفاق لن يكون له أي تطبيق على أرض الواقع"، مستشهداً ببعض المواقف الأوروبية التي قالت بأنه "لا يمكن تحقيق سلام بدون القوى المؤثرة في المنطقة ومنهم حركة حماس".‏

وفي رسالة للشعب الفلسطيني، قال مشعل: "أيها الشعب ثق في قياداتك التي ما زالت تعض على الجرح"، وأضاف "هناك قيادات فلسطينية في المربع العربي والإسلامي لم ولن تتخلى عن خيار المقاومة".‏

ولفت مشعل الانتباه إلى أن ما يجري في الضفة الغربية "جريمة يغطي عليها الإعلام، ليس طواعية ولكن كرهاً، (في إشارة إلى منع أجهزة أمن السلطة وسائل الإعلام من التغطية الحيادية في الضفة)، وطالب مشعل الإعلام بالوقوف أمام مسؤولياته، مشيراً في الوقت ذاته أن هناك "خطايا ترتكب في الضفة الغربية من قبل السلطة وإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وغير مسموح لأحد بأن يسلط الضوء عليها".‏

وفيما يتعلق بالمؤتمر الوطني، المقرر عقده في دمشق، أكد مشعل على أن المؤتمر تم تأجيله "ولكنه سيعقد بالتزامن مع مؤتمر أنابوليس، مشيراً إلى أن الدافع لهذا المؤتمر كان القلق على الحقوق الفلسطينية، موضحاً أن على العالم أن يعرف بأن هناك أصوات فلسطينية أخرى تدافع عن حقها وهي صاحبة الأغلبية.‏

2007-11-06